الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

علماء: ما يحدث لمسلمى «الروهينجا» زرعه الاستعمار وعلى حكومة «ميانمار» تبنى الحلول

علماء: ما يحدث لمسلمى «الروهينجا» زرعه الاستعمار  وعلى حكومة «ميانمار» تبنى الحلول
علماء: ما يحدث لمسلمى «الروهينجا» زرعه الاستعمار وعلى حكومة «ميانمار» تبنى الحلول




كتب - صبحى مجاهد

 

عقد مجلس حكماء المسلمين الأسبوع الماضى أولى جولات الحوار الحضارى من أجل تحقيق السلام فى بورما، وشارك فيه عدد من الشباب الذين يمثلون الأطراف المعنية بالصراع فى ولاية أراكان بميانمار من أجل تحقيق السلام فى بورما، وكان لابد مع هذا الملتقى الأول من نوعه أن تكون هناك رؤى يتم طرحها لحل حقيقى لتلك الأزمة حيث اتفق علماء من الذين شاركوا فى الحوار على ضرورة أن تقوم حكومة ميانمار بتبنى الحلول التى تطرح لإنهاء أزمة الصراعات بين الشعب البورمى، وأزمة اضطهاد مسلمى الروهينجا.
فمن جانبه أوضح د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أن الخطوة المهمة التى اتخذها مجلس حكماء المسلمين حيال الأوضاع فى ميانمار هى ركيزة من الركائز التى أُسس من أجلها المجلس؛ وهى العمل على حقن الدماءِ وإطفاء نيران الحروب التى تشتعل بين إخوة الوطن وإخوة الدين وإخوة الإنسانية، مؤكدًا أن نهج الأزهر الشريف فى حل مثل هذه المشكلات يرتكز على المشتركات الإنسانية ومد جسور التواصل من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
فيما أكد المشير سوار الذهب رئيس السودان الأسبق وعضو مجلس حكماء المسلمين أن الاستعمار هو من أشعل الحروب بين أبناء الشعب الواحد، وحتى بعد انصرافه من البلاد المستعمرة، وهو ما حدث فى بورما، وإن نأمل حلا عادلا لقضية بورما التى ارقتنا كثيرا، ونحن على ثقة بأن الوفود التى قدمت من بورما للمشاركة فى حوار من أجل تحقيق السلام صادقة فى ذلك وأننا بهذا الصدق سنصل لحل لهذه القضية ووقف الصراع.
من جانبه قال د. محمود حمدى زقزوق عضو مجلس حكماء المسلمين إن انهاء الصراعات تنتهى بجلوس الفرقاء المتخاصمين على مائدة الحوار الفاعل البناء، وهو ما سعى له مجلس حكماء المسلمين بعقده الحوار الاول بين ممثلى الأديان بميانمار.
وأوضح أن البشر أن كانوا اختلفوا فى خالقهم الذى يعبدونه إلا أنهم لم يختلفوا فى طبيعة المهمة التى وجدوا من اجلها على هذه الأرض وهى إعمار الكون وإصلاحه وهو ما أكده القرآن، لأن الإنسان لم يخلق فى الأرض إلا ليعمرها لا أن ينشر فيها القتل والتخريب ويسعى فيها للفساد.
وشدد على أن الأزمات العنصرية تنمو فى غياب القيم الإنسانية والأخلاقية، وعلينا أن نواجه تلك الأزمة الإنسانية فى ميانمار ووضع حد لها.
ولفت إلى إن ما يتابعه العالم اليوم لما يتعرض له مسلمو الروهينجا يتطلب منا الوقوف للوصول لحل هذا النزاع، وقال نحن نعلم أن ما يذاع فى وسائل الإعلام عن بورما قد يكون صحيحا وقد يكون مخطئا ولكن على الجميع الاجتماع لبحث الجذور الأساسية للمشكلة لطرح ما يمكن وضعه حلا لهذا الصراع.
وطالب حكومة ميانمار بأن تتبنى الحلول التى ستصل لها جولات الحوار بين ممثلى مختلف الطوائف ببورما لأنه بدون أن تتبنى الدولة رسميا حلول الصراعات فلن تنتهى تلك المأساة الانسانية فى ميانمار.
وشدد على أن التعددية الدينية والعرقية فى ميانمار لا ينبغى أن تكون نقمة وانما لابد وان تكون نعمة للإثراء الثقافى وقال إن المطلوب من كل الفرقاء فى ميانمار أن يغلبوا صوت الحكمة.
فيما أوضح د. قريش شهاب عضو مجلس حكماء المسلمين أن ما يحدث فى ميانمار لا يمكن أن تكون سببه الأديان، مشيرا إلى مقولة أن جميع الأديان أصبحت فى محنة بسبب تضاؤل التفاؤل، وقال: «إن الأزمة التى وقعت فى ميانمار منذ قبل استقلالها تواجه بالتباحث لإيجاد الحل اقرار السلام باسم سماحة الأديان لنؤكد أن الدين لم يفشل فى اقرار السلام حول العالم».
ولفت إلى أن ما يحدث فى ميانمار جعل هناك جهات غير حكومية للقيام بجهود لإنهاء الأزمة لكن كل المساعدات لم تنجح، وقال إن أولى خطوة يجب اتخاذها هى الحيلولة دون سفك الدماء وفتح مجال أوسع مما هى عليه الآن حتى تتمكن الدول والهيئات من تقديم المساعدات.
وعن الواقع فى ميانمار بالنسبة للمسلمين يقول ممثل الوفد المسلم ميو لوين الذى شارك فى ندوة مجلس حكماء المسلمين لتحقيق السلام ببورما أن الجميع يدين التطرف والعنف ونأمل بالتعايش المشترك الذى يخلو من الكراهية بسبب الصدام والخلافات، لافتا إلى أن هناك لجنة عينتها الحكومة للتحقيق فيما يحدث وتوصلت إلى أن مظاهر العنف تقوم على عدة حقائق الاولى الاقتصاد لأن ميانمار من أقل الدول فى النمو فى العالم وفى اقليم أراكان يعانون من دخل متدنٍ للغاية.
وأوضح أن هناك مشكلة أخرى وهى عدم توافر التعليم، حيث تنشأ الصراعات بسبب عدم توفير التعليم الجيد والمعرفة، ومن ثم ينتج الاختلاف فى المجتمع، بالإضافة إلى عدم كفاية الرعاية الصحية مما يجعل ساكنى هذا الاقليم يعيشون ظروفا صعبة.
وأوضح أن الأشهر التسعة التى مضت منذ انتخابات الحكومة هناك محاولة للسيطرة على ما يحدث من صراعات، معربا عن امتنانه وفخر مسلمى ميانمار لحكمة الامام الاكبر وحرصه على دعم السلام.