الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المحامى محمد حمودة لـ«روزاليوسف» لا أدافع عن الفاسدين.. وأنا محام شاطر وناجح

المحامى محمد حمودة لـ«روزاليوسف»  لا أدافع عن الفاسدين..  وأنا محام شاطر وناجح
المحامى محمد حمودة لـ«روزاليوسف» لا أدافع عن الفاسدين.. وأنا محام شاطر وناجح




حوار - منى عشماوى

مثير للجدل دائماً خاصة عندما يترافع فى قضايا فساد كبرى ويحصل موكلوه على البراءة، ليؤكد أن الفائز فى النهاية ليس ما يعتقده الرأى العام، بل ما تثبته الأدلة والأوراق الخاصة بالقضية!
يعد العدة لرفع قضايا ضد الرئيس الأمريكى السابق «باراك أوباما» يتهمه فيها برعاية الإرهاب والإسلام المتطرف فى الشرق الأوسط ويأمل أن تصل دعاواه القضائية إلى «الجنائية الدولية» لاسيما أن محاربة الإسلام المتطرف والإرهاب هى على أجندة الرئيس المنتخب «دونالد ترامب».
لن يثور المصريون مرة أخرى لأنهم خسروا الكثير هذا ما يؤكده لنا وفى النهاية لا يستبعد التصالح مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين لم تتلوث أياديهم بالإرهاب والدم.
إنه المحامى الدكتور محمد حمودة الذى حاورناه فى عدد من القضايا الآتية على الساحة اليوم فكان لنا معه هذا الحديث الصريح.

■ أنت متهم دائماً بأنك تدافع عن الفاسدين وتقوم بإخراجهم براءة  من قضايا فساد وقضايا تخص الرأى العام بشكل كبير، كيف تعلق على هذه الاتهامات؟! قضية العبارة وقضية سامح فهمى تصدير الغاز لإسرائيل قضية يوسف والى وموقعة الجمل وقضية أحمد عز وقضية القمح وهاينز؟!
ــ أنا كل من دافعت عنهم كنت مقتنعاً قناعة كاملة ببراءتهم لذلك تمت تبرئتهم نحن لدينا مشكلة بأننا لا نرى الحقائق أو الوقائع إلا من نصف الكوب الخالى والحقيقة أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، أنا مقتنع أن جزءًا كبيراً من الهجوم على كل من دافعت عنهم نتيجة حقد لأنهم ببساطة «ناس ناجحة» يعنى مثلاً بعد قضية العبارة فى مصر ليس لدينا أسطول بحرى ناجح حتى الآن والرأى العام قال: إن العبارة ليست معطوبة أو فيها عيب وكان كل اتهامات «ممدوح إسماعيل» هى التراخى فى إخطار المسئولين عن الإنقاذ بغرق العبارة وغرق العبارة كان المسئول عنه هو الربان الذى كان يقود هذه السفينة العملاقة وهذا ما أوضحه «الصندوق الأسود» للعبارة، وتبين فى النهاية أن كل الأجهزة كانت تعلم بغرق العبارة قبل ممدوح إسماعيل لذا تمت تبرأته!
أما أحمد عز فهو شخصية ناجحة ورجل صناعة من الطراز الأول وصناعة الحديد تفوقت وكانت الأولى فى الشرق الأوسط طيلة سنوات إدارته.
■ لكن أحمد عز أفسد الحياة السياسية فى مصر وكان سبباً غير مباشر لقيام «ثورة يناير» فى شبهات تقارب مع جمال مبارك واختلاط المال بالسلطة؟!
ــ عفواً أليس رئيس أمريكا الجديد هو «دونالد ترامب» الذى يأتى برجال أعمال وأقاربه فى كل الوظائف المالية الآن وفى كل العالم هناك تزاوج بين المال والسلطة.
أنا محامٍ لى الورق الذى يقدم إلى وأقوم بدراسته جيداً قبل قبول أى قضية وأعرف جيداً عمن أدافع واستخدم «شطارتى» فى خروجهم للبراءة، أما قضية «القمح أو فساد القمح» فأنا أرى أننا مشينا وزير تموين من أفضل الوزراء فى مصر وأشرفهم وأعظمهم وعمل منظومة للخبز عالجت معضلة الخبز ورغيف العيش لم تعالج من ثلاثين سنة ثم يدخل أصحاب المصالح الخاصة بحساباتهم والدنيا الآن (بايظة) فى كل السلع التموينية!!
أنا لا أدافع عن الفساد ولكن أنا محام من القلائل الذين ينجحون فى الوقوف أمام الرأى العام وضد التيار لإظهار الحقيقة وإقناع القضاة ببراءة موكلى!
■ أنت أول محام ترافعت فى قضية الرئيس الأسبق «حسنى مبارك» وذكرت أن مبارك سيحصل على البراءة حتى قبل سنين من براءته فعلاً؟! ما تعليقك؟!
ــ لم يصدقنى أى شخصى عندما أعلنت أن مبارك سيأخذ براءة وتركت القضية لأنى شعرت بأنها قضية يأخذها محام فى أواخر عهده أو عمله بالمحاماة وأنا مازال أمامى بفضل الله الكثير من سنوات الدفاع والترافع عن المظلومين.. قضية رئيس الجمهورية هى قضية نهاية عمل وليست قضية بداية عمل..
■ إذن من فى رأيك الذى قتل المتظاهرين فى ثورة يناير؟! خاصة بعد صلاة الجمعة مباشرة؟!
ــ هم الإخوان المسلمون  وجماعة حماس!
■ لكن حتى الآن لم يثبت أن الإخوان أو حماس هما من قتل المتظاهرين؟!
ــ هناك قضية مازالت موجودة وهى قضية «فتح السجون» واقتحامها وأول من قتل قتل بعد فتح السجون وهروب المساجين منها أول قتيل ثابت عندى فى الأوراق أنه قتل يوم التاسع والعشرين!
■ لكن العديد من الأشخاص الذين فقدوا أعينهم من قناص، أكدوا أن من أطلق على أعينهم الرصاص هم محترفون؟!
ــ الداخلية من يوم «28 يناير» غير موجودة فى الشارع وهناك قضية مازالت أمام القضاء وهى الحصول على ملابس وأسلحة للشرطة والداخلية من الأقسام الشرطية ومن الأجهزة الخاصة بالداخلية التى تم اقتحامها وعندما تظهر قضايا التمويل الأجنبى الجزء الثانى والثالث سيظهر الكثير أمام العلن.
■ البعض يجدون أن المجلس العسكرى مسئول بشكل أو بآخر عن صعود الإخوان المسلمين إلى الحكم؟! ما تعليقك؟!
ـــ الجيش كان فى أزمة وجيش مصر دائماً مع الشعب ولا يريد أن يقال عنه إنه يحمى النظام، لذا وقف الجيش على الحياد والعقيدة العسكرية للجيش المصرى تختلف عن أى عقيدة عسكرية مقارنة بجيوش العالم العربى الأخرى، جيش الشعب للشعب والجيش كان يرى أن الشارع المصرى يميل إلى وجود الإخوان فى الحكم والبرلمان وفى كل مكان فى الدولة ولأنه جيش الشعب رضخ لإرادة الشعب!!
وأعتقد أنه من الأساس لن تقوم ثورة أخرى لأن مصر خسرت الكثير خلال السنوات الماضية والناس فهمت جيداً أن الثورات تهدم الشعوب وأعتقد أن الجيش إذا ما وجد أن كل الشعب يقف ضد أى نظام سيكون مع شعبه ولكن لى رجاء أن نفوق بقى من هذه الثورات لأننا فقدنا خلال خمس سنوات أكثر من «250» مليار دولار ومحسوبة بالورقة والقلم.
■ ما تعليقك على الأوضاع وإدارة الأمور فى مصر الآن؟!
ــ أناشد القيادة السياسية أن تختار رجالاً أصحاب خبرة وكفاءة، ليس كل الوزراء الحاليون سيئين ولكن بالتأكيد كل مستشارى الرئيس ليسوا أهل خبرة ويكفينا ما حدث لنا من وراء اختيارنا لأهل الثقة وعلينا أن نختار أهل الخبرة حتى نستطيع إنقاذ البلاد!
■ـ فى الانتخابات التى صعد من خلالها محمد مرسى إلى حكم مصر، خرج علينا الكثير من الشائعات التى تؤكد فوز أحمد شفيق من معلوماتك ما هى الحقيقة؟!
ــ الحقيقة هى فوز محمد مرسى ولا حقيقة غيرها لكن ممكن نقول إنه حدث بعض التزوير أثناء الإدلاء بالتصويت لصالح محمد مرسى ولكن لم يتم إثباتها!!
■ ما تعليقك حول مصرية أو عدم مصرية جزيرتى «تيران وصنافير»!
ــ أنا ضد تماماً أن يكون هناك سماح للسعودية بالحصول على «تيران وصنافير» من الأساس أيا كان هوية هاتين الجزيرتين لأن ده معناه أن نعود بالتاريخ للوراء فى كل القضايا العالقة فى ترسيم الحدود بين كل دول العالم!
ولكن حتى أكون صادقاً بالتأكيد أننى أثق فى وطنية رئيس الجمهورية لأن هذا الرجل حمل «كفنه على يديه» من أجل مصلحة مصر والشعب المصرى، السيسى وطنى ولكن المستشارين سيئون وهذا ما أقوله دائماً وكان هذا الموضوع من أفضل إخراج له أن يذهب إلى التحكيم الدولى إذا كانت السياسة المصرية لا تريد أن تخسر السعودية والعلاقات معها.
ولكن فى النهاية نحن لسنا من نرى كل شىء مثلما يراه رئيس الجمهورية وربما تكون هناك نقاط غائبة عنا!!
وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك تشارك مع الشعب فى المعلومات الغائبة عنا لأنه فى النهاية «الشعب هو المعلم» وإشراكه أمر ضرورى حتى لا يحدث ليس فى الأمور!
■ هل من الممكن أن نتفاجأ بوجود استثمارات إسرائيلية على جزيرتى «تيران وصنافير» فى المستقبل إذا أخذتهما السعودية فى نهاية المطاف؟!
ــ أعتقد أن هذه الاتفاقية وبنودها تحظر ذلك ومازال أمامنا أن  تناقش الاتفاقية فى مجلس الشعب.
ولكن المادة «151» من الدستور تؤكد أنه إذا كانت الأرض مصرية فلا توجد اتفاقية من الأساس وننتظر حكم القضاء فى النهاية.
■ كنت مرشحاً لمجلس البرلمان ولكن هل انت راض عن أداء البرلمان اليوم، وهل البرلمان بالقوة التى يستطيع من خلالها أن يراجع بعض القرارات؟!
ــ لا، العيب فى النظام البرلمانى المصرى نفسه لأنه ليس له نظام سليم وقواعد سليمة تؤدى إلى اختيار الأفضل، يعنى فى الدستور الجديد موجود نسبية الأعداد والنظام القديم كان أفضل بكثير.
ثم إن نظام القوائم مع النظام الفردى أدى إلى وجود أشخاص فى البرلمان بمعرفة أجهزة الدولة وهذا ما أفقد الثقة لدى الناس تجاه هؤلاء رغم أن منهم وطنيين جداً ولكن اهتزاز الثقة فى البرلمان لأن النظام البرلمانى كان فى الأساس خاطئ.
ولكن فى النهاية إن علاج أخطاء الديمقراطية لا يتأثر إلا بإعطاء المزيد من الديمقراطية والكثير من التجارب ستصل بنا إلى الاختيارات الأفضل!
■ المشروعات الكبيرة التى تبنى اليوم كثير من المعارضين ضدها ويقولون إنه كان من الأولى بناء مدارس ومستشفيات ليشعر الناس بالتحسن والرضا؟! على أداء الحكومة والرئيس؟!
ــ بالعكس أنا مع السيسى فى كل المشروعات الكبرى وأجد أن العاصمة الإدارية مهمة جداً لنقل الناس والتفرغ لإصلاح القاهرة القديمة والتخفيف من التكدس.
السيسى يريد الإصلاح رغم كل الانتقادات ويعلم أن قراراته صعبة ولكن الإصلاح الآن عوضاً عن مزيد من الانتظار للإصلاح.
■ تدافع دائماً عن مبارك وجمال مبارك، هل لو ترشح جمال مبارك أمام السيسى ستختاره؟!
ــ أدافع عن النظام الأسبق بحب كبير لكن التاريخ لن يعود للوراء مرة أخرى، نظام مبارك لم يكن الأفضل، وأنا أريد أن يظل السيسى ولكن أن يقوم بتغيير طقم المستشارين والرجال من حوله لابد أن يكونوا أصحاب خبرة سواء فى اتفاقية إثيوبيا وسد النهضة، سواء فى قضية تيران وصنافير، سواء فى قضية ريجينى كلها قضايا شائكة  وتحتاج إلى حل وإخراج وخبرة فى إدارتها.
■ تنوى رفع قضية ضد باراك أوباما الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته بعد أيام؟!
ــ نعم أوباما تسبب هو وساركوزى فى جرائم ضد الإنسانية، ما حدث فى ليبيا وسوريا هى جرائم ضد الإنسانية، ودعم أوباما لجماعة الإخوان المسلمين فى 25 يناير وما بعدها قد أضر بمصر والمصريين، وأيضاً دعم داعش فى الشرق الأوسط والسكوت على دخولها إلى سوريا وليبيا وشمال سيناء كلها جرائم ضد الإنسانية، أوباما أقر هو والكونجرس الأمريكى محاكمة السعودية بقانون «جاستا» الذى يسمح أن تقيم أمريكا دعاوى ضد دول وبنفس المنطق سأرفع دعوى فى مصر ضده وواحدة فى سوريا ضده أطالبه بالتعويضات لكل الضحايا، ضحايا الإرهاب فى مصر وسوريا وليبيا، ستكون أولى الدعاوى أمام القضاء المصرى!
إذا توافر لى الدعم الكافى من أجهزة مخابرات شريفة توفر لى الأدلة والأوراق سأتقدم بطلب رفع دعوى أمام المحاكم الأمريكية، وأتمنى أن يحذو الكونجرس الأمريكى حذو البرلمان البريطانى وعندما نتقدم بطلب ضد أوباما يؤكد دعم أوباما للمشروع الإسلامى المتطرف فى منطقة الشرق الأوسط.
للأسف الشديد إن القانون الجنائى الدولى هو قانون «قاصر وعاجز» لأنه يشترط أن يحاكم أى إنسان أمام المحاكم الجنائية الدولية موافقة مجلس الأمن وطبعاً هم يوافقون على أن يمثل أمام هذه المحاكم أشخاص من الدول الغلابة مثلنا فى العالم الثالث ولكن هم يحمون أنفسهم بالفيتو الأمريكى!!
ولكن إذا ما ثبت أثناء التحقيقات مساندة أجهزة أمريكية فى «عهد ترامب» من الممكن أن يقدموا معلومات تفيد ما إذا كان البيت الأبيض فى عهد أوباما متورط بشكل كبير بمساعدة بعض الدول العربية التى شاءت أن تكون جاسوسة وعدوه ضد دول عربية أخرى، فإذا ما ثبت ذلك أعتقد أن هذه الدعاوى ستصل إلى الجنائية الدولية!!
■ ما رأيك فى الحكم القضائى الذى أقر بنجاح د.عمرو الشوبكى عوضا عن أحمد مرتضى منصور فى البرلمان وحتى الآن لم يلتزم مجلس البرلمان بالحكم القضائى؟
- طبعا يسأل فى ذلك رئيس البرلمان وللأسف الشديد ليس المقصود حماية المستشار مرتضى منصور ولكن البرلمان عاوز يقول «رغم عين الدستور أنا سيد قرارى» وهو بالطبع خطأ قانونى كبير ويجب أن يسأل البرلمان لأن أعضاء المجلس لا يريدون أى أحكام قضائية من شأنها تغير أى عضو فى المجلس وأرى أن «مرتضى لا ذنب له كلها عشان يثبتوا أن البرلمان سيد قراره.