الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دينار عبد الملك بن مروان «الإسلامى» يهزم الإمبراطور البيزنطى «جستينيان»

دينار عبد الملك بن مروان «الإسلامى» يهزم الإمبراطور البيزنطى «جستينيان»
دينار عبد الملك بن مروان «الإسلامى» يهزم الإمبراطور البيزنطى «جستينيان»




كتب - علاء الدين ظاهر

 أكد الدكتور الشافعى محمد زهران مدير عام الحفائر الأثرية بوسط الدلتا أن الدينار جاء ذكره فى القرآن،فذكر بلفظ المفرد فى سورة«آل عمران آية 75» فى قوله تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتٰبِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِى الأمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، أما  الدرهم فجاء ذكره فى القرآن الكريم بصيغة الجمع فى قوله فى سورة يوسف «آية 20» فى قوله تعالى (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُوْدَةٍ).
 وتابع لـ«روز اليوسف»: فى الحديث الشريف ورد ذكرُ الدرهم والدينار كثيرًا، من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام «الدينار بالدينار لا فضلَ بينهما والدرهم بالدرهم لا فضلَ بينهما فمن كانت له حاجة بورق (فضة) فليصرفها بذهب ومن كانت له حاجة بذهب فليصرفها بالورق.. الورق الدراهم المضروبة – والصرف هاء وهاء – أى يدًا بيد»، ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى حائطًا لبنى النجار مساحتها 4200 مترًا بنى عليها مسجده بعشرة دنانير ذهبًا دفعها من مال أبى بكر الصديق رضى الله عنه،واشترى عثمان بن عفان رضى الله عنه فى عهد الرسول أرضًا زادها فى المسجد بعشرة آلاف درهم.
 وقال: بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم استمر الخلفاء الراشدون رضى الله عنهم على نهج النبى بالتعامل بالمسكوكات النقدية الأجنبية، وذكر ابن خلدون فى مقدمته أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وضع ماهية الدرهم الشرعى فى قوله (اعلم أن الاجتماع منعقد منذ صدور الإسلام  وعهد الصحابة والتابعين أن الدرهم الشرعى هو الذى تزن العشرة منه سبعة مثاقيل من الذهب والأوقية منه درهمًا وهو على هذا سبعة أعشار الدينار ووزن المثقال من الذهب اثنتان وسبعون حبةً من الشعير.
 فالدرهم الذى هو سبعة أعشاره خمسون وخمسمائة حبة وهذه المقادير كلها بالإجماع، وعلى هذا كانت النقود الإسلامية على النمط البيزنطى ثم الساسانى ابتداءً من سنة 15هـ فى عهد عمر بن الخطاب وظهر عليها بعض العبارات الإسلامية مثل «الحمد لله» و«لا إله إلا الله» وأحيانًا ظهر عليها اسم الخليفة عمر وفى العهد الأموى ضرب معاوية الدراهم والدنانير، وظهر اسم معاوية على  هذه النقود أحيانًا كما ظهر عليها بعض العبارات الإسلامية مثل «بسم الله».
 وأشار إلى أن النقود الإسلامية كانت فى كل هذه العصور وفى عهد عبد الملك بن مروان حتى سنة 76هـ تسير فى فلك النقود البيزنطية شكلًا ووزنًا وكانت فى الغالب لا تزيد على إضافة كلمات إسلامية للدنانير البيزنطية،أما عبد الملك فلم يقنع وإنما أحدث تغييرًا شاملًا فى ضرب الدنانير بوجه خاص والنقود الفضية والنحاسية بوجه عام،وسبب ذلك أن عبد الملك أثبت على القباطى المصرى جملةً إسلاميةً هى (بسم الله الرحمن الرحيم) وكانت الروم تشترى هذه القباطى من مصر الإسلامية وكانوا يستعملونها فى الورق وقد أحزن ذلك الروم.
ولفت إلى أن إمبراطور الروم طلب من عبد الملك أن يحذف من القباطى هذه العبارة الإسلامية ولم ير عبد الملك أن يستجيب له وكره أن يبطل سنةً حسنةً استنها، فاغتاظ إمبراطور الروم وهدد بأنه إذا لم تحذف هذه الجملة فسيأمر بكتابة عبارة تعارض التفكير الإسلامى على عملة الروم وهى العملة المستعملة كثيرًا فى العالم الإسلامي. إزاء هذا التهديد كان على عبد الملك أن يجد طريقًا ليستمر فى كتابة البسملة وفى الوقت نفسه يتحاشى استعمال نقود الروم وكان ذلك بدء التفكير الجدى لإنتاج نقود إسلامية.
 واستطرد: وجاء شكل الدينار الذهبى الإسلامى الذى سكه عبد الملك عام 77هـ على النحو التالى: نقش على حد الوجهين (الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد) ونقش على مدار الوجه نفسه (بسم الله ضرب هذا الدينار فى سنة سبع وسبعين) أما على الوجه الآخر فقد نقش (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) ونقش على مداره (محمد رسول الله أرسله بالهدى ونور الحق ليظهره على الدين كله) أما وزن هذا الدينار فقد كان 4.25 جرام وهو الوزن الشرعى للدينار وكانت نسبة الذهب فيه نحو 96%، وكان وقع سك الدينار على بيزنطة بالغ القسوة؛ حيث فقد جستينيان الإمبراطور البيزنطى صوابَه وأعلن الحرب على عبد الملك؛ ولكنها انتهت بهزيمة القوات البيزنطية هزيمةً منكرةً فى منطقة {قلقيلية} بأسيا الصغرى.
 وأضاف: ثم أخذ الدينار الإسلامى بالانتشار التدريجى وغدا العملة الذهبية الوحيدة فى العالم الإسلامى من حدود الصين شرقًا إلى الأندلس غربًا ووضعت الدولة العربية الإسلامية النظم والقواعد لدعمه وحمايته؛ ولكن لم يقتصر انتشار هذا الدينار داخل حدود العالم الإسلامي، وإنما اجتازها إلى مدن العالم القديم وأسواقه، وتسرب إلى مناطق لم يصل إليها التجار المسلمون، وغدا بالتالى نقدًا دوليًّا رئيسيًّا على امتداد خمسة قرون من تاريخ العصور الوسطى.