السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تجاوزات السفيرة الأمريكية
كتب

تجاوزات السفيرة الأمريكية




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 18 - 12 - 2009


هل تحول المجلس القومي لحقوق الإنسان إلي "مصطبة"؟


1


- السيدة مارجريت سكوبي.. السفيرة الأمريكية بالقاهرة تقول كلامًا خطيرًا من حين لآخر، ورغم ذلك لا يلتفت له أحد ولا يهتم به أحد، إما تواطؤًا، أو عدم مبالاة.


- قالت في تصريحات أمس إن المعونة الأمريكية مولت قاعدة عريضة من المنظمات غير الحكومية، سواء المسجلة أو غير المسجلة، وكررت كلامها السابق بأن التمويل بلغ 175 مليون دولار "قرابة مليار جنيه".
- الموضوعات التي تمولها تركز علي أنشطة الانتخابات والإصلاح السياسي وحقوق الإنسان وسيادة القانون والمشاركة المدنية والإعلام ومكافحة الفساد.
2
- من هؤلاء الذين يحصلون علي هذه المعونات الضخمة، وبأي طريقة، وهل نقدًا أم بالشيكات، وعلي أي أساس يتم تقدير المبلغ الذي تحصل عليه كل جمعية؟
- ما نوعية الدراسات التي يقومون بإعدادها في هذه المجالات الخطيرة التي تتحدث عنها السفيرة الأمريكية.. وهل يجوز -مثلاً- إعداد تقرير عن الإصلاح السياسي في مصر بأموال المعونة الأمريكية؟
- ما الاستفادة الحقيقية التي تحققت من هذه المعونات التي يستخدمونها كورقة ضغط علي مصر؟.. وإذا توقفت هل يجوع المصريون، أم يتخلصون من شبهات كبيرة؟
3
- السفيرة الأمريكية تقول إنها تقدم معونات للإعلام.. فهل هناك صحف سواء قومية أو حزبية أو خاصة تحصل علي هذه المعونة؟ وما المقابل الذي تقدمه؟
- السؤال الأهم: هل من حق أي مواطن أو جهة أن يلجأ للسفارات مباشرة دون التنسيق مع أي جهة محلية ولو حتي علي سبيل العلم بالشيء؟
- ما المعايير العلمية التي يتم إعداد التقارير التي تتلقاها السفارة مقابل هذه المعونات؟.. وهل تكون محايدة ويتم إعدادها بأمانة؟ أم حسب طلب الزبون "الممول"؟
4
- هذا الأمر يذكرني بالمعونات التي كانت تذهب إلي دول المجاعة في أفريقيا، وحصل عليها أفراد أطلقوا عليهم "أثرياء المعونة"، ولم تستفد منها تلك الدول شيئًا.
- ما الذي استفادته البلاد والعباد من هذه الملايين التي انهمرت علي أشخاص بعينهم ومراكز بعينها، من أجل إعداد تقارير ودراسات تافهة لا تقدم بل تؤخر؟
- هل أصبح هدف المعونة هو تكوين جيش من الباحثين الذين يتجسسون علي بلدهم لصالح أمريكا ومعوناتها؟.. ودون أن يعلم أحد شيئًا عن نشاطهم.
5
- التصريحات التي زفتها إلينا السفيرة الأمريكية بالقاهرة تزامنت مع الإعلان عن 37 منظمة مصرية ودولية قدمت تقارير إلي المجلس الدولي لحقوق الإنسان، حول عمليات التعذيب التي تحدث في مصر.
- هنا مربط الفرس.. التعذيب في مصر.. إنه بوابة جهنم التي يتم فتحها علي البلاد من حين لآخر حتي يكون لتقاريرهم معني، ويستحقون أن يقبضوا بمقتضاها.
- تكون المعونات سخية، كلما كانت التقارير أكثر سخونة، وتتحدث عن وقائع وقصص وحكايات مثيرة، وترصد أرقامًا وإحصاءات أكثر إثارة.. دون أن يرد أحد علي ما فيها من أكاذيب.
6
- هذه التقارير يجب أن تقدم للجهات المصرية، ويتم نشرها في الصحف ووسائل الإعلام المصرية، حتي تستطيع السلطات المختصة أن ترد علي وقائعها وتكشف حقيقتها.
- نريد أن نفتح ملف التعذيب علي مصراعيه، حتي ننتهي من هذا الاتهام السخيف الذي يشوه سمعة البلاد، وتستخدمه هذه الجمعيات تكئة لجني ملايين الجنيهات.
- التعذيب وصمة عار في جبين أي دولة أو شعب، ولكن بشرط أن يكون حقيقيًا وليس كلامًا مرسلاً.. وهو جريمة شنعاء لا تسقط بالتقادم وتلاحق مرتكبها إلي الأبد.
7
- أين المجلس القومي لحقوق الإنسان، الذي تحول بمرور الوقت إلي "مكلمة"، ويفعل نفس الشيء الذي تفعله الجمعيات التي تنتفخ عروقها بأموال المعونة الأمريكية؟
- هل تحول إلي مصطبة يجتمع ظرفاؤها مرتين أو ثلاثًا في العام، ثم يخرج عنهم تقرير مستنسخ من الجمعيات الممولة، ويتحول إلي مجرد حبر علي ورق.. ثم إلي سلة المهملات؟
- لا تتعاملوا مع هذه القضية الخطيرة ببرود و"طناش".. وحرام أن تضيع كل الإصلاحات التي تحدث، من جراء تقارير يعلم الجميع من يصدرها.. ولماذا؟


E-Mail : [email protected]