«خالدة» للبترول تستثمر 810 مليون دولار لدعم الاقتصاد الوطنى
كمال عامر
كتب - كمال عامر
شهدت صناعة البترول العالمية فى عام 2016 عاماً حافًلا بالتحديات بكل المعايير، ففى ظل زيادة العرض على الطلب فى السوق وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، انخفض سعر النفط بأكثر من 40 % مقارنة بأعلى مستوى له خلال السنة السابقة. وإلى جانب ذلك تبوأت الأمور المتعلقة بالاستدامة - ولا سيما ما يرتبط بالتغير المناخى - صدارة الاهتمامات العالمية. لكننا شركة خالدة للبترول عندما ننظر إلى فترات التحديات تلك، من المنظور بعيد المدى، فسنجدها فترات فرص أيضا، وسيؤدى استمرار التنمية الاقتصادية وارتفاع مستويات المعيشة إلى تنشيط النمو فى الطلب العالمى على الطاقة.
إلا أن تراجع الاستثمارات من قبل منتجى الطاقة يثير المخاوف حول ظهور دورة أخرى من نقص المعروض ومن ثم تعريض الأسواق لدرجة أكبر من التقلبات. وتبقى مصر على التزامها مواصلة الاستثمار فى الطاقة الهيدروكربونية من أجل تلبية الطلب المستقبلى وتعزيز النمو الاقتصادى المستدام فى مصر (مصر 2030). وعلى ضوء ذلك، فقد ركزت شركة خالدة بدعم من وزارة البترول والهيئة العامة للبترول وتوجيه من مجلس إدارتها، على تعزيز الانضباط المالى والكفاءات التشغيلية وتسخير المواهب والكفاءات لتجاوز التحديات الحالية والتهيؤ لاغتنام ما يحمله المستقبل فى طياته من فرص.
حيث تعتبر شركة خالدة للبترول ركيزة مهمة من ركائز صناعة البترول فى مصر. وهى الصناعة التى تعتمد عليها جهود التنمية الشاملة فى البلاد وتشكل العمود الفقرى للاقتصاد الوطنى. وتلتزم الشركة بالوفاء بمتطلبات دعم الاقتصاد الوطنى، وتحقيق التزامها أمام المجتمع عن طريق المشاركة الفعالة فى أنشطة الجمعيات والهيئات الحكومية والأهلية وحماية البيئة االمصرية وتوفير فرص العمل والتطوير للمصريين، بالإضافة إلى العناية بموظفيها عن طريق خلق الحوافز وتحقيق طموحاتهم للتطور والارتقاء بمستوياتهم.
فى خلال الـ 31 عاما. فقد سجلت الشركة اكتشافات مهمة مع نسبة نجاح تظهر تحسنا مستمرًا، فمن الفترة 2005-2009 بلغ متوسط نسبة النجاح 45% وخلال الفترة 2010-2016 وصل متوسط النجاح إلى 76% تقريبا. ونتيجة لذلك تم الحصول على 81 عقدًا تنمويًا حتى الآن من نجاحات الاستكشاف فى 15 منطقة امتياز استكشافية تبلغ 16600 كم مربع. والجدير بالذكر استمرارية نجاح الاستكشاف فى السنوات الأخيرة 2014-2016 جاء من خلال الجمع بين مفاهيم جديدة للاستكشاف وإعادة المعالجة السايزمية ثلاثية الأبعاد التى حددت فرصًا جديدة. وتشمل أهم النجاحات الاستكشافية الحديثة حقول جنوب امحتب وشمال رأس قطارة9 بالإضافة إلى حقلى بتاح وبيرينيس ما أدى إلى إضافة احتياطيات جديدة من الزيت الخام تقدر بأكثر من 40 مليون برميل.
حققت شركة خالدة هذه الانجازات بتكثيف انشطة التنمية والاستكشاف كما ذكر مسبقا، حيث تم حفر أكثر من 2100 بئر فى مناطق الامتياز المختلفة للشركة، والتى ادت الى زيادة كبيرة فى الاحتياطيات حيث وصل الاحتياطى المتبقى من الزيت الخام والمتكثفات والغاز 227 مليون برميل و1.8 تريليون قدم على التوالى. ونتيجة لهذه الإنجازات، فقد نالت الشركة ثقة المساهمين فى الحصول على مناطق امتياز جديدة لتصل إلى 15 منطقة امتياز.
وأخيرا وليس آخرا فلقد مثل النصف الأول من العام المالى 2016/2017 امتدادا لسلسلة النجاحات التى تحققت خلال الفترة الماضية حيث شهدت تحقيق العديد من الإنجازات. ففى مجال الإنتاج بلغ إجمالى إنتاج الشركة من الزيت الخام والمتكثفات والبوتاجاز 26.7 مليون برميل بنسبة تحقيق 103% من خطة الإنتاج. أما بالنسبة لإنتاج الغاز الطبيعى المباع فقد بلغ إجمالى إنتاج الشركة 151 بليون قدم مكعب بنسبة تحقيق 101% من خطة الإنتاج وذلك خلال يوليو-ديسمبر 2016.
ومن الجدير بالذكر إنه بجانب تحقيق خطة الإنتاج فقد تم ترشيد الإنفاق خلال الستة شهور الأولى من العام المالى 2016/2017 بحوالى 16.6 مليون دولار فى أنشطة العمليات و1.2 مليون دولار من خلال أنشطة الأستكشاف بإجمالى 18 مليون دولار هذا ومن المتوقع الاستمرار فى خطة الترشيد خلال النصف الثانى من العام المالى 2016/2017 ليصل إجمالى ما سوف يتم توفيره إلى حوالى 35 مليون دولار على مدار العام.
واستمرارا لمسيرة خالدة الساعية إلى دعم الاقتصاد الوطنى خلال العام المالى القادم 2017/ 2018 فمن المقرر إنفاق 810 ملايين دولار منها 514 مليون دولار للإنفاق الرأسمالى و296 مليون دولار كمصروفات تشغيل. ومن المتوقع فى مجال الاستكشاف البدء فى برنامج مسح سيزمى ثلاثى الابعاد عالى الجودة لمساحة قدرها 1800 كيلومتر مربع فى مناطق غرب كلابشة وخالدة 3 ما سوف يساعد فى زيادة نسبة نجاح الآبار الاستكشافية والذى بدوره سوف ينعكس على معدلات الإنتاج بالشركة وإضافة احتياطيات جديدة من الزيت الخام والغاز الطبيعي. هذا إلى جانب حفر 33 بئرًا استكشافية منها بئر بمنطقة عقد تنمية شمال راس قطارة واربعة آبار فى منطقة عقد تنمية العلمين يدما واربعة اخرى بمنطقة امتياز سيوة. وفى مجال التنمية من المتوقع حفر 52 بئرا تنموية (42 بئرا منتجة للزيت و 2 بئر لتحسين كفاءة حقن المياه و8 آبار منتجة للغاز الطبيعى) كذلك من المقترح إتمام 79 عملية إكمال وإعادة إكمال. أما على صعيد الإنتاج فمن المخطط تحقيق متوسط إنتاج يومى 121 ألف برميل زيت خام و 28 ألف برميل متكثفات و1816 برميل بوتاجاز و800 مليون قدم مكعب غاز طبيعى.