الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسامة كمال: لست مستاء من حالة الإعلام الآن والمشاهد هو من وجهه الفترة السابقة (2)

أسامة كمال: لست مستاء من حالة الإعلام الآن والمشاهد هو من وجهه الفترة السابقة (2)
أسامة كمال: لست مستاء من حالة الإعلام الآن والمشاهد هو من وجهه الفترة السابقة (2)




حـوار- مـحـمد خـضير
شدد الإعلامى أسامة كمال، فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» على أن وضع الإعلام فى 2016 و2017 أفضل منه فى 2014 و2015، وأنه قد حدث نوع من النضج والاستقرار الذى طور من شكل المنتج الإعلامى الذى يقدم على الشاشة، موضحا رؤيته لما يمر به التليفزيون والقنوات الفضائية من تطورات، مبينا وجهة نظره حول أهمية هيئات وقوانين الإعلام الجديدة ومدى مساهمتهم فى ضبط الأداء الإعلامى، مطالبا بأن يتم تطوير الأداء الإعلامى بما يتناسب مع التطور السريع الذى يحدث فى العالم، مشددا على أن الإعلام ليس فقط هو برامج الـ«توك شو» لكنه كل ما يقدم على الشاشة من إعلانات ودراما وغيرهما.


■ ما رؤيتك للمشهد الإعلامى المصرى وحالة الصخب الموجودة ببعض الفضائيات، وتفسيرك لها؟
-   دعنا نتفق أن وضع الإعلام فى 2016 و2017 بلا شك أفضل من 2014 و2015، فقد حدث نوع من النضج ونوع من أنواع الاستقرار، والفضل فيه يعود إلى المشاهد الذى بدأ فى رفض الأشكال الضارة بالمجتمع، وبدأ يقل الإقبال عليها، وأتوقع أن الإقبال عليها سوف يقل، لأن الناس أصبحت عيشتها صعبة والحياة لم تصبح سهلة، وليسوا فى حمل أن يزيد أحد من أوجاعهم، ويحتاجون من يعطيهم إحساسا بدورهم وأهميته تجاه المسئولين، وفى نفس الوقت ليسوا فى حاجة لمن ينكد عليهم أكثر من ذلك، ويريدون من يبحث عن حلول للخروج من الأزمات الموجودة، علما بأن الإعلام ليس فقط هو برامج الـ«توك شو» لكنه كل ما يقدم على الشاشة من إعلانات لأنه يؤثر فى شخصية المجتمع واللغة التى يستخدمها فى حياته، وكذلك الدراما وبرامج التليفزيون المختلفة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو فنية، وكلها أشكال عديدة لا يمكن أن نحكم بمدى تأثيرها، وقد تكون برامج التوك شو على فترات سابقة كانت الأكثر تأثيرا، لكن اليوم ليست الأكثر تأثيرا، ولكى يعود تأثيرها مثل الأول فلا بد أن تتعامل بإيجابية أكثر.
■  برؤيتك الإعلامية كيف تصف حال الإعلام بشكل عام؟
- حقيقة، لست مستاء من حالة الإعلام، لأننى أرى أن المشاهد هو من وجه الإعلام فى الفترة السابقة، وبالتالى لو تم تقييم أداء بعض الإعلاميين فى 2015 ومقارنته بأدائهم فى 2017 ومدى التطور الإيجابى الذى حدث سواء سلبيا أو إيجابيا فسوف نكتشف أنه تطور إيجابى، وقد لا يكون بالقدر الكافى لكن يكفى أنه تحقق من خلال المشاهد، لأن المذيع أو الإعلامى انتبه أن الناس لا تريد أن تسمع الصراخ طوال الوقت، لان الإعلامى الذكى لا يستطيع أن يغير دفته فى يوم وليلة، فمن غيّر دفته بسرعة حرق فى الماضى، فبالتالى يتغيرون ببطء تجاه ما يطلبه المشاهدون.
■ حالة الصخب الإعلامى ما زالت موجودة، وما يشاهد هو ما يثير الجدل، فسّر لى ذلك؟
-  حالة الصخب قلّت، فقد تجد نفس الشخص ونفس البرنامج فى حالة صخب أقل، لكن مطلوب أن تكون هناك موضوعية أكبر فى التعامل مع الأمور الموضوعية، وقد يقدمها البعض بشكل صاخب أو يقدمها الآخر بشكل هادئ لكن لن نكون لونا واحدا، وفى النهاية الموضوعية هى الأهم.
■  هل سيتم ضبط الأداء الإعلامى من خلال الهيئات الإعلامية وقوانين الإعلام الجديدة؟
- من المفترض أنها توضع لهذا السبب، بالإضافة إلى أن المسألة ليست ضبط الأداء بل مسألة حقوق وواجبات التى من شأنها أن تحفظ حقوق المشاهدين من الناس من خلال تقديم خدمة إعلامية للمشاهد، وبالتالى مع وجود جهاز حماية المستهلك، فلا بد أن يكون هناك جهاز حماية للمشاهد والقارئ، بحيث يمكن أن يكون مرجعية فى حالة التجاوز، وبالتالى من يدافع عن حقوق المشاهد والقارئ؟ فلا بد أن تكون هناك حماية لهم من خلال القوانين الجديدة، وبالتالى إذا لم يقم على هذا الأمر فلا فائدة من وجوده، لأنه ليس لمجرد ضبط الأداء بل لتحقيق صالح المجتمع والفرد فى كل ما يقدم على الشاشة أو عبر صحيفة ورقية أو موقع إلكترونى، ويجب أن تكون هناك محاسبة فى حالة التجاوز، وألا يكون من يحاسب فقط من الإعلاميين بل كل فئات المجتمع وشخصيات عامة من المجتمع ككل من جهات محايدة، وهو المطلوب الآن.
■ من وجهة نظرك ما المطلوب الآن من الإعلام سواء حكوميا أو خاصا؟
- حقيقة، لست معجبا بكلمة الإعلام الخاص والحكومى كثيرا، لأننا منظومة إعلام واحدة، مثل أن من يملك القناة التى أعمل بها رجل أعمال ومن يملك القناة التى يعمل بها زميل آخر التليفزيون المصرى، كله يخدم المواطن، ويقدم خدمة إعلامية، ويمكن ان يكون العبء أكثر لما هو مملوك للمواطن، ومطلوب بجد أن نطور من الأداء الإعلامى بشكل يتناسب مع التطور السريع الذى يحدث فى العالم، حتى لا يعزف المشاهد، لأن المشاهد أصبح لديه تطور سريع وفجائى، وتغيرت طرق المتابعة بالصحافة والإعلام وتغير «البيزنس موديل»، بالإضافة إلى أن ذاكرة الإنترنت لا تترك شيئا ولا تنسى المواقف، ولا يملك أحد أن يمسحه مهما كان من مواقف تراكمية.
■ هل ترى الإعلام مقصرا تجاه الرأى العام فى التحذير من المراحل الصعبة التى تمر بها مصر الآن؟
- الإعلام التوجيهى انتهى من زمان، وليست مهمة الإعلام أن يوجه نحو أى شىء، ومهنته الأساسية أن ينظر على الأحداث، مثل أن يذهب الإعلام للعاصمة الإدارية الجديدة لمطالعة آخر التطورات، لكن ليس من عملى أن أحكم أن المشروع جيد أو لا، بالإضافة إلى التوعية والتنوير والحكم للمشاهد، لأن الناس ليست جاهلة، وقد يكون أقلنا تعليما أكثرنا علما.
■  رحيل الإعلامى إبراهيم عيسى من قناة «القاهرة والناس» هل تراه نوعا من التضييق على الحريات كما فسره بعض الإعلاميين؟
- دعنى أقول إن معلوماتى التى لدى بعد أن سألت الأستاذ طارق نور والأستاذ إبراهيم عيسى، وأناسا من أجهزة الدولة التى قيل إنها ضغطت على طارق نور لكى يتخلص من إبراهيم عيسى، فالثلاثة أطراف نفوا ذلك- وعن مدى دقة كلامهم من عدمه فالعهدة عليهم– أما عن انطباعاتى التى أراها فأنا أعلم أن طارق نور يحترم آراء إبراهيم عيسى جدا، ثم إن طارق نور بالمناسبة لا يتدخل فى البرنامج على الإطلاق وقضيت أربع سنوات فى «القاهرة 360 يوم» فلم يتدخل فيما أقوله، وقد لا يتابعه أصلا، فهو لا يعرف ما يقوله أسامة كمال ولا إبراهيم عيسى، وفى لحظة من اللحظات تكون العلاقة بينى وبين إبراهيم عيسى أعطت انطباعا أنه طارق نور يوافق على ما يقدمه إبراهيم وأنه يجب أن يتدخل وليس تدخلا من قبل الأجهزة بل هو طلب المشاهد، بالإضافة إلى أن رأيى الشخصى فى إبراهيم عيسى أنه رجل وطنى يحب مصر بطريقته وأسلوبه، وقد يحدث اختلاف أو اتفاق على أسلوبه لكن لا نختلف على وطنية إبراهيم عيسى وحبه لهذا البلد، وما حدث بعد ذلك قصة لا بد أن تسمعها من الطرفين طارق وإبراهيم، ومن يقول معلومة خارجهما فلن تكون دقيقة لأنه لم يكن موجودا فى الاجتماع، وسوف تكون انطباعات أو شائعة.
■  سبق أن طالب رئيس الجمهورية الإعلام بأن تكون له مسئولية كبيرة خلال هذه الفترة، وأن الإعلام الآن يجب أن يكون مثل إعلام سنة 73، ويعول دور كبير على الإعلام، فما تعليقك؟
- من حق رئيس الجمهورية أن يعول على الإعلام كثيرا وأن تكون لديه الرغبة فى ذلك، وكذلك من حق الآخرين أن يروا كيف يحققون التوازن بين رغبات الرئيس ورغبات المجتمع، لأننا فى النهاية نعمل عند الـ92 مليون مواطن ومنهم مواطن يأخذ مركزا مهما جدا وهو رئيس الجمهورية اسمه عبدالفتاح السيسى، وبالتالى الفكرة كلها وما تفهمته من كلام الرئيس انه لم يكن يطالب الناس بأن تحشد، وكان يطالب الناس بأن تتوقف عن الهدم، ويريد أن تتوقف الناس عن قول شىء دون معرفة أو دراية به، بأن نوجه له أى حكم بالفشل دون دراسة أو معلومة موثقة، ولم يقل يجب أن نكون كإعلام 73 بل قال الرئيس فى 5 أغسطس 2014 وقت إطلاق مشروع قناة السويس الجديدة: «يا بخت عبدالناصر بإعلامه»، وانتقد الرئيس جدا بسبب هذه الكلمة بسبب أن الظرف اختلف الآن عن عهد الرئيس جمال عبدالناصر، لكن الظرف الجيد الذى نحن فيه قد يجعلنا فى حالة تشبه الأزمة التى كانت تتعرض لها مصر، وأذكر أنه سبق أن قالت كونداليزا رايس التى كانت مستشارة الأمن القومى أيام الرئيس الأسبق جورج بوش فى أمريكا من أربع سنوات: «عندما كنا نتحدث إلى الصحافة والإعلام ونقول عن موضوع معين إنه مسألة أمن قومى كانت الصحافة والإعلام يصمتان»، لكن لدينا نحن إشكالية أننا لا نعرف متى نتوقف عند الأمن القومى، وأصبحت كل الناس تقول لنا عن كل شىء إنه أمن قومى! وهنا فالأمن القومى شىء مهم وتحدث عنه الرئيس فهذا شىء مهم، كما يجب أن يقال للإعلام أن هذا مسألة أمن قومى وبالتالى يتوقف عندها الإعلام، بشرط إن مسئول الإعلام بالأمن القومى يقول أن هذا أو ذاك أمن قومى، وهذه هى المسألة الصعبة التى نتمنى أن يحدث فيها توسع.