برج سكنى يهدد بدفن الأسر أحياء فى «جبيلى»

الفيوم - حسين فتحى

 

يعيش سكان شارعى «على الروبى» و«كامل مسعود» بمنطقة جبيلى، خلف الكوبرى العلوى بمدينة الفيوم، حالة من الرعب والخوف بسبب قيام أحد الأهالى ببناء برج بارتفاع 12 طابقا بالمخالفة للرسومات الهندسية وسط تكاسل مسئولى حى شرق ومجلس مدينة الفيوم.
والكارثة أنه على الرغم من أن البرج تسبب فى حدوث تشققات وتصدعات فى العديد من العمارات المجاورة، التى لا يزيد ارتفاعها على 6 طوابق حسب التصاريح القانونية لمجلس مدينة الفيوم، قام صاحب البرج المخالف ببناء طوابق علوية دون الحصول على ترخيص بذلك.
وبالتأكيد تلك الواقعة تعيد للأذهان الكارثة التى حدثت فى منطقة المطافئ فى 18 من نوفمبر من العام الماضى، التى راح ضحيتها نحو 13 مواطنا، هم سكان المنازل المجاورة للمنزل الذى انهار فوق رؤوسهم.. «محمد على عبدالباقى»، فنان تشكيلى، يقول: إننى أقيم أنا وأسرتى فى المنزل المجاور للبرج المخالف، وللأسف أصيب منزلنا المكون من 4 طوابق بتشققات كبيرة، ما قد يتسبب فى انهيار المنزل، وإلحاق الضرر بنا، منوها إلى أنه تقدم بشكاوى عديدة أكثر من مرة لمسئولى الحى ومجلس مدينة الفيوم، لكن دون جدوى.
ويلفت عبدالباقى إلى أن معظم الشكاوى التى تقدم بها من قبل كانت تتم أثناء قيام صاحب البرج بالبناء المخالف، وكان حينها مهندس الحى مشكورا يكتفى بالمشاهدة، معتبرا شكواهم «رجس من عمل الشيطان»، مطالبا الدكتور جمال سامى، محافظ الفيوم، بالنزول للمنطقة للتأكد من محل الشكوي، ومدى حالة الرعب والفزع التى يعيش فيها الأهالى المجاورون لتلك الواقعة.
ويضيف المعتز بالله محمد جمعة - مدرس-إننى وأسرتى قمنا بإخلاء منزلنا لكونه مجاورا للبرج المخالف من الشارع العمومى، ووجدنا أنفسنا مجبرين على الإقامة لدى أقاربنا، خوفا من انهيار البرج فوق رءوسنا، خاصة أن البرج كان يهتز أثناء عملية البناء.. ويلفت المعتز بالله إلى أنه استعان بأحد المهندسين الاستشاريين، الذى أكد له أن البرج يعانى من «ميل» من الجهة الشرقية، علاوة على أن ذلك البرج أيضا يحدث له هبوط بسبب عدم الاهتمام بصب الخرسانة الأرضية بشكل جيد، الأمر الذى قد يتسبب فى كارثة.
أحمد الوحش، بالمعاش، يقول: إننى اصطحبت مجموعة من السكان المجاورين للبرج لتقديم شكوى لمجلس مدينة الفيوم وللأسف وضعت شكوانا داخل الأدراج وكأننا ارتكبنا جرما حينما تقدمنا لهم بشكوى ضد مخالف لتطبيق القانون عليه وإعادة هيبة الدولة.. ويشير وحش إلى أن البرج المخالف صدر له 6 قرارات إزالة للطوابق المخالفة وللأسف لم ينفذ منها شىء، منوها إلى أن البرج المخالف محرر له محاضر باسم «فايق عوض الله»، شخص مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية مع أسرته منذ 35 عاما ولم يقم يوما بالبناء أو الإشراف عليه، لكن بعض الأشخاص قاموا بالبناء المخالف باسمه.
أما رجب محمد أبوسيف، بالمعاش، فيقول: إن البرج المخالف مكون من 12 طابقا فى شارع لا يتعدى 10 أمتار، وأن القانون يعطى الحق لصاحب المبنى بالبناء بارتفاع 15 مترا وللأسف صاحب البرج المخالف قام بمضاعفة الارتفاع غير المبرر فى الأساس.. ويتساءل أبوسيف عن السبب فى قيام المسئولين بالحى بغض أبصارهم أثناء البناء، وعندما يتم سؤالهم يكون الرد جاهزا: «إحنا محررين للمخالف محضر إزالة»، مستنكرا تقاعسهم عن أداء مهام عملهم عملهم على أكمل وجه ممكن.. سعيد محمود سعيد، موظف، يوضح أن صاحب البرج قام بتهديد السكان بخطف أولادهم وإشهار السنج والمطاوى فى وجهوهم خاصة أنه يستعين ببعض البلطجية والخارجين عن القانون لإرهاب المواطنين، دون أن يتصدى له أحد.. ويشير مصطفى سعيد، موظف، إلى أن أصحاب البرج يصرون على مخالفة القانون بدعم من بعض مسئولى التنظيم بمجلس مدينة الفيوم وأن هؤلاء يشكلون «لوبى» لا يستطيع أحد مواجهتهم، خاصة أن أغلبهم من الفنيين.
من جانبه قال الدكتور جمال سامى، محافظ الفيوم: إنه شكل لجنة من التخطيط العمرانى، وكلية الهندسة بجامعة الفيوم، لفحص أعمال البرج المحالف ومدى خطورته على العمارات المجاورة, خاصة أن ترخيص البرج عن 5 طوابق، وأصبح حاليا ناطحة سحاب.. وأكد محافظ الفيوم أن أصحاب البرج لن يهنئوا بما فعلوا, مشيرا إلى أن تنفيذ عملية الإزالة وهدم البرج سيكون بطرق فينة متطورة حتى لا يضار أصحاب العمارات المجاورة.