الإفتاء: هجوم الظواهرى على الإخوان محاولة للعودة لصدارة المشهد

كتب - صبحى مجاهد

 

أكد مرصد  الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء أن الصراع بين التنظيمات الإرهابية قد اشتد سعاره، وأصبح كل تنظيم يحاول الصعود على أنقاض التنظيمات الأخرى، بل وتدميرها بعد تشويه أهدافها، مضيفاً أن هذا الصراع تحول إلى ظاهرة عدائية انتشرت بين تلك التنظيمات، والتى بدأت منذ انشقاق تنظيم داعش عن القاعدة وإعلانه ردة جماعة الإخوان وتكفيرها، ثم الاستخفاف بتنظيم القاعدة واعتباره خرج عن خط الجهاد ولم يعد يمثل منظومة الجهاد العالمي.
وأضاف مرصد الإفتاء أن تصريحات زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الأخيرة تؤكد هذه الظاهرة، حيث هاجم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي، واتهمهم بأنهم من دعاة التفريط فى الدين والانزلاق فى مهاوى العلمانية والدولة الوطنية والتخلى عن ثوابت العقيدة ومبادئ الشريعة.
ولفت المرصد إلى أن الظواهرى قال، فى شريط مصور تحت اسم «احمل سلاح الشهيد»: إن جماعة الإخوان أبحرت فيما أسماه بـ «مستنقع» إغراءات حكام الفساد والتبعية والمال الحرام، الذين يغرون ما وصفهم بـ «المجاهدين» بالسراب ليتخلوا عن دينهم، ويفرقوهم إلى معتدلين يمكن التفاهم معهم، ومتشددين متطرفين يجب قصفهم. وتابع أن الإخوان غرقوا فى مستنقع الخيبة والخسارة، بعد أن أبحروا فى هذا المسار، ولم يستفيقوا إلا فى السجن أو على أعواد المشانق.
وأشار المرصد إلى أن تنظيم القاعدة يهاجم جماعة الإخوان لأنهم – بحسب وصفه – انخرطوا فى عملية الديمقراطية التى يعتبرها كفرًا وحكمًا بغير ما أنزل الله، وأنهم منافقون، ويغالطون أنفسهم، لأنهم أقروا بالشرعية الدولية واتفاقات الاستسلام مع إسرائيل والشراكة مع الولايات المتحدة.
وأوضح، أن تنظيم القاعدة يحاول بشتى السبل أن يعود إلى صدارة المشهد وتأكيد صدارته لمشروع الجهاد العالمي، حتى لو على حساب حلفاء الأمس، فرغم أن أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة كان عضوًا فى جماعة الإخوان المسلمين باعتراف الظواهري، ورغم أن مؤلفات سيد قطب هى التى أثرت فى فكر أيمن الظواهرى ودفعته إلى تشكيل أول قوات للحركة الجهادية المعاصرة حتى أصبح زعيم تنظيم القاعدة، إلا أنه اعتاد شن حملات عدائية واسعة النطاق على جماعة الإخوان المسلمين وقياداتها، بل أصدر العديد من المؤلفات والنشرات التى تتضمن هجومًا عنيفًا عليهم، بل وصل به الأمر إلى مطالبتهم بإعلان توبتهم علانية.