الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سنان باشا معمارى عبقرى عاصر 5 من سلاطين عثمانيين وتفوق على «مايكل أنجلو»

سنان باشا معمارى عبقرى عاصر 5 من سلاطين عثمانيين وتفوق على «مايكل أنجلو»
سنان باشا معمارى عبقرى عاصر 5 من سلاطين عثمانيين وتفوق على «مايكل أنجلو»




كتب - علاء الدين ظاهر


 كثيرة هى الشخصيات التى تزخر بها العمارة الإسلامية، ورغم عظمة ما تركوه لنا لا نعرفهم بقدر قيمتهم، ومن هؤلاء«سنان باشا»، والذى يعد مسجده فى السبتية ببولاق ثان مسجد ينشأ فى العصر العثمانى طبقا لعمارة المساجد التركية، حيث كشف الدكتور الشافعى محمد زهران مدير عام الحفائر الأثرية بوسط الدلتا أن «سنان باشا» أعظم مهندس معمارى عرفته الحضارة الإسلامية عامة  والدولة العثمانية خاصة(895هـ - 996هـ/ 1490م- 1588م)، وعاش فى القرن 10 هجرى وكانت العمارة العثمانية فى أوج تألقها، وكان رئيس المعماريين وأشهرهم خلال حكم السلاطين سليم الأول وسليمان الأول وسليم الثانى ومراد الثالث.
 ويكمل الشافعى: تميزت أعماله البنائية والمعمارية بالكثرة والقوة والضخامة المصحوبة والروعة، وشيد خلال مسيرته المهنية الطويلة عددا كبيرا من المبانى ذات الوظائف والمضامين المختلفة، ولايزال العديد من الآثار العمرانية المهمة تحمل توقيعه فى العالم العربى، كمجمع الخسروية فى مدينة حلب، والتكية السليمانية فى مدينة دمشق، كما قام بترميم قباب الحرم المكى الشريف فى مكة المكرمة، ومن ثم فقد أطلق عليه لقب «أبو العمارة التركية»، وقال عنه «كلوك» أستاذ العمارة بجامعة فيينا «إن سنان يتفوق فنيا على مايكل أنجلو صاحب أكبر اسم فنى فى الحضارة الأوروبية».
 وتابع: ولد سنان باشا فى قرية «آغير ناص» التابعة لولاية قيصرية فى الأناضول سنة  (1490م) فى عهد السلطان بايزيد الثانى بن محمد الفاتح، وانتقل إلى العاصمة التى تلقى تعليمه فى إحدى مدارسها، والتحق بمدرسة ابتدائية تعلم فيها تعلم القراءة والكتابة والفنون التطبيقية، ثم استكمل تعليمه فى «الأوجاق» المعمارى الخاص، وهى مدرسة العمارة التى تربى فيها كبار المعماريين، وتفوّقه وبروزه المعمارى جاء خلال فترة حكم السلطان سليمان القانونى (926هـ - 973هـ /1520-1566م) الذى عُرف عصره بالعصر الذهبى للدولة العثمانية، فأنشأ سنان جسرا فوق نهر«بروت»خلال 13 يوما، كما بنى جسرا آخر على الدانوب جعل السلطان سليمان القانونى على أثره يمنحه لقب كبير مهندسى الدولة العثمانية عام 944هـ / 1538م.  وقال: صحب سِنان باشا السلطان سليمان القانونى فى فتوحاته الأوروبية بمنطقة البلقان، باعتباره مهندسا عسكريا، فقد توفرت لسنِان فرصة الاطلاع على العمائر الأوروبية التى عرف عنها تميزها بالضخامة والاهتمام بالزينة والزخارف. هذا ما يمكن قوله عن الجانب أو المؤثر الخارجى فى عقلية سنان باشا المعمارية، وبلغ عدد المنشآت التى شيدها واشرف على تنفيذها عبقرى العمارة العثمانية المهندس سنان باشا المئات، ومنها 144 مسجدًا و7 مدارس دينية و8 جسور عملاقة، ورغم هذا رفض كل المطالبات التى كانت تطالب باطلاق اسمه على احد المساجد التى قام بتشييدها وقال مقولته الشهيرة (من اكون انا حتى يطلق اسمى على بيت من بيوت الله).  وأضاف: لم تقتصر أعمال سنان المعمارية على العاصمة، بل امتدت لتشمل كثيرا من أنحاء الدولة العثمانية، فشيد جامع محمد باشا البوسنى فى صوفيا عاصمة بلغاريا، وجامع خسرو باشا المعروف بجامع الخسروية فى حلب، وجامع السلطان سليمان، ومطعم السلطان الخيرى فى دمشق، وقام فى مكة بترميم قباب الحرم المكى وبناء مطعم خيرى باسم خاصكى سلطان عام 945هـ / 1539م، ووضع تصميم جامع الملكة صفية فى القاهرة «1019هـ/1610م»، وامتدت حياته حتى 100 عام عاصر فيها 5 من سلاطين الدولة العثمانية، وهم بايزيد الثانى، وسليم الأول، وسليمان القانونى، وسليم الثانى، ومراد الثالث، وتوفى سنان باشا فى 9 أبريل 1588م.