الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أزهريون: مدح شيخ الأزهر لبوذا لايعنى الاعتراف بالديانة البوذية

أزهريون: مدح شيخ الأزهر لبوذا لايعنى الاعتراف بالديانة البوذية
أزهريون: مدح شيخ الأزهر لبوذا لايعنى الاعتراف بالديانة البوذية




كتب - صبحى مجاهد

 

أثار حديث شيخ الأزهر د.أحمد الطيب عن بوذا وأنه كان يحمل مبادىء سماحة وسلام فى جولة الحوار الاولى التى أطلقها مجلس حكماء المسلمين بالقاهرة لتحقيق السلام ببورما جدلا بأن شيخ الأزهر يعترف بالديانة البوذية عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما رفضه علماء أزهريون موضحين سبب هذا المديح.
من جانبه قال د.عبدالمنعم فؤاد عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الازهر: الذين يتصيدون للإمام الأكبر وهو يثنى على بعض الجوانب الإنسانية فى شخصية بوذا الذى يحضر اتباع من معتقدى  افكاره المؤتمر بالازهر الشريف والذى عقد بشأن إيقاف نزيف الدم فى بورما هؤلاء لا ينظرون إلى الجوانب الايجابية والتى قد تنتج عن المؤتمر ويستفيد منها المسلمون فى بورما بل ينظرون تحت أقدامهم ويتصيدون كلمات ما أحسنوا فهمها ولا مقاصدها لانهم يغلقون عقولهم وقلوبهم ويظنون أنهم يحسنون صنعا.
وتساءل قائلا: هل كان هؤلاء يودون من الإمام فى مؤتمر صلح ولم شمل ان يتحدث عن بوذا بأنه هو كافر مارق ضال مضل؟ وأن يقول لا تباعه فى المؤتمر: يا كفرة.. حتى يسرعوا لدخول الإسلام بهذا المنطق.. أم ماذا؟
واستطرد: هل هذا هو ما كان يمكن أن يفرح هؤلاء الذين يتصيدون  وأن يثنوا على الإمام  بهذا القول؟ والله لا ادر أين تعلم هؤلاء جوهر الدين ولو علموا حقا أن  رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يعظ الكفار باجمل الأقوال ويثنى على بعض من محاسنهم  كثنائه على حلف الفضول الذى أقاموه فى عهود الكفر ما نطقوا ضد شيخ الأزهر فى هذا المؤتمر  إلا بما هو خير.
وقال موجها رسالته للمهاجمين لكلمة شيخ الأزهر: كفى تنطعا واتقوا الله فى دينكم وازهركم وتعلموا قبل أن تتكلموا يرحمكم الله.
فيما اوضح الشيخ أحمد ترك من علماء الأزهر والأوقاف:  أنه تابع مؤتمر مصالحة لأطراف النزاع فى ماينمار تحت رعاية الإمام الأكبر شيخ الأزهر،  لاستنقاد مسلمى بورما من حوادث الاضطهاد فى بلادهم، وهو أمر لم يسبق مصر ولا الأزهر إليها أى دولة أو مؤسسة على مستوى العالم الإسلامى.
وسمعت كلمة شيخ الأزهر وهو يتمثل صورة المصلح الحكيم. وقد جاء فيها ذكر بعض الجوانب الإنسانية للبوذية.
أضاف قائلا: لقد قام أهل الشقاق والنفاق خاصة على وسائل التواصل الاجتماعى بشن حملة شرسة ضد الأزهر وشيخه وشيوخه ومصر المحروسة وسوقوا زورًا وبهتانًا  أن شيخ الأزهر يعترف ببوذا ودينه!! وسألنى بعض الشباب عن كلمة شيخ الأزهر فكان هذا ردى.
واستطرد: لقد سمعت كلمة شيخ الازهر،  فى مؤتمر. ميانمار،  ليس فيها أى مخالفة أو شيء يخالف العقيدة، ولو أخذت الكلمة فى سياقها لن تجد فيها اَى شىء سوى مصلحةالمسلمين فى ميانمار.. أما  اذا تعاملت. مع كلمة شيخ الازهر، بأسلوب أهل النفاق والشقاق.   اُسلوب لا تقربوا الصلاة.  
ولفت إلى أن اُسلوب اجتزاء بعض الجمل من سياقها لتغيير معنى الكلام عن مساره؟! قد تجد، مسوغا للتشنيع،  على شيخ الأزهر بمالا يقصده زوراً وبهتاناً.
وأوضح أن ما ورد فى كلمة الشيخ.  فى ظاهره مدح للبوذية فى بعض جوانبها الإنسانية، وهذا أسلوب ورد فى السنة المطهرة عندما امتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشًا وكانوا عبدة للأصنام فى حلف الفضول ، وقال:  والله لقد شهدت فى دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحب ان لى به من حمر النعم ولو دعيت به فى الاسلام لأجبت.  
وتساءل قائلا: هل هذا يعنى أن رسول الله قد امتدح أهل الوثنية وعبدة الأصنام؟!! ، بالطبع لا ..لانه امتدح بعض المواقف الإنسانية عند قريش - عبدة الأصنام - رغم اختلاف العقيدة ورغم كفرهم بالله ورسوله!
وأكد ترك ان البوذية دين وضعى باطل، ولكن عندهم جانب روحى وإنسانى رغم كفرهم، وشيخ الأزهر فى هذا الموقف  مصلح بين طرفين، فمن الحكمة استمالة القوم ببعض المشتركات الانسانية! على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسلكه مع قريش، مشيرا إلى أنه لا يعتقد عاقل أن شيخ الأزهر يمدح عقيدة البوذية ويعترف بها.
واختتم قائلا:  لا يروج هذا الادعاء إلا أهل الشقاق والنفاق ومن يصطادون فى الماء العكر لتعكير صفو المسلمين كما عكرو تدينهم ودينهم.
وكان الدكتور عباس شومان وكيل شيخ الازهر قد انتقد الحملة التى تشنها التى التيارات السلفية ضد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر  بسبب تصريحاته خلال جلسات الحوار المجتمعى الذى عقدها الأزهر لأنهاء أزمة مسلمى بورما بأن البوذية دين الرحمة والإنسانية، وتعاليم إنسانية وأخلاقية فى المقام الأول، وأن بوذا هذا الحكيم الصامت، هو من أكبر الشخصيات فى تاريخ الإنسانية.
وقال شومان، عبر صفحته الرسمية: أفزع المتربصين بالأزهر نجاحه الذى لم يكن ليتحقق لولا أخفيت عنهم ترتيباته التى بدأت قبل أشهر، ولو أعلنت لفعلوا ما فى وسعهم لإجهاضها فهم لا يريدون أن يحقق الأزهر أى إنجاز يعرقل جهودهم الفاشلة أصلا، ولما كان مجلس حكماء المسلمين يترأسه شيخ الأزهر فليكن فشل مساعيه ضمن خططهم التى تستهدف الأزهر.
وأضاف: ونعلم ونقدر حجم اللطمة التى تلقاها هؤلاء حين استيقظوا على كلمة شيخ الأزهر التاريخية كغيرها من كلماته ومن حوله لأول مرة منذ بداية أزمة مينمار ممثلين لجميع أطياف وأطراف الأزمة يصغون إلى شيخ الأزهر، ثم يعلن الجميع تقديرهم للأزهر وشيخه ولمجلس حكماء المسلمين ودوره، وبدلا عن عودة هؤلاء إلى رشدهم وتقينهم من ظلم الأزهر الذى نجح دون المجتمع الدولى بمنظماته فى الجلوس على أرض مصر مع جميع الأطراف وممثلين عن الحكومة فى دولة مينمار، راحوا يتصيدون كلمات تاريخية قالها شيخ الأزهر عن بوذا ويخرجونها من سياقها ويظهرونها وكأن شيخ الأزهر يمدح البوذية ولا ندرى فقد يتطور أمر بعضهم ليراها دعوة من شيخ الأزهر لاعتبار البوذية دينا يقف موازيا لدين الإسلام، ولعل هؤلاء أرادوا من شيخ الأزهر وهو يحث الفرقاء على التعايش السلمى ونزع فتيل الاضطهاد والقضاء على المشاهد المرعبة التى أرقت ضمير الأحرار فى كل مكان فى العالم ، أن يبادرهم بالتوبيخ وذم معتقداتهم ونعتهم بالكفر والانحطاط، تشجيعا لهم على التعايش السلمى.
وتابع: يا هؤلاء ما ذكره شيخ الأزهر أكبر بكثير من قدراتكم العقلية على الفهم والإدراك، فقد تحدث عن بوذا كمؤسس للبوذية التى يعتنقونها ومدح وذكر صفات بوذا لا يعنى مدح معتقده، ولعلكم سمعتم يوما إكرام رسولنا لابنة حاتم الطائى ولا أظنكم ترون هذا مدحا لمعتقده، ولعلكم سمعتم يوما ثناء رسولنا على النجاشى المسيحى ووصفه بالملك العادل الذى لا يظلم عنده أحد، ولا أظنكم ترون هذا دعوة من رسولنا لاتباعه لاتباع دين النجاشى الذى كان عليه وقتها، بل لعلكم سمعتم يوما قوله -تعالى: «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون» ولا أظنكم ترون هذه دعوة لاعتناق المسيحية!! ولو أردنا سرد الأدلة والوقائع من نصوص شرعنا ونهج سلفنا الكاشفة لجهلكم لطال بنا المقام ، ولكن يغنينا عن هذا كله أن نقول: سلاما.