الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فين المعارضة المدنية؟!

فين المعارضة المدنية؟!
فين المعارضة المدنية؟!




وليد طوغان  يكتب:

رفضت دمشق حضور دول خليجية مفاوضات الأستانة، أيدت روسيا تكهنات دمشق بأن دولاً فى المنطقة تحاول اجهاض التفاهمات فى الأزمة السورية، فكيف لها أن تحضر على مائدة المفاوضات؟
السؤال منطقى. والجواب ظاهر من عنوانه. استسلام دول فى الخليج، لمفاوضات الأستانة، ليس إلا انحناء للعاصفة، فلا التفاوض على الهوى، ولا حل الأزمة السورية على الكيف.
المساعى مستمرة لتفجير الأمور على الأرض فى الداخل السورى بأكثر من دعوى، وتحت أكثر من ذريعة، أولى الحجج أن الأسد ديكتاتور، إذا كان بشار ديكتاتوراً، فرئيس وفد المعارضة فى الأستانة إرهابى.
محمد علوش قيادى «جيش الإسلام» هو الذى سيترأس وفد المعارضة السورية فى الاستانة، وجود علوش على رأس المعارضة، يعنى أنه لا نية لانتهاء المفاوضات إلى سلام، وأن هناك مليون نية لنسف عملية التفاوض، والعودة سريعا إلى إشعال الوضع على الأراضى السورية.
5 حقائق لو عرفتها عن جيش الإسلام، سهل التنبؤ بما يمكن أن تؤول إليه المفاوضات، سهل أيضاً أن تعرف من يضرب الجيش الوطنى السورى على الأرض بالدبابات والصواريخ.
جيش الإسلام من أكبر الكيانات الإسلامية المسلحة فى سوريا، بدعم من تركيا ودول خليجية برعاية أمريكية. العام الماضى، صنفته الأمم المتحدة، تنظيماً إرهابياً، بينما دخل جيش الإسلام ضمن تحالف «الجبهة الإسلامية، لتحويل سوريا إلى دولة اسلامية، تحكمها الشريعة، وتبدأ منها الخلافة.
تعتبر كل من روسيا وإيران ومصر جيش الإسلام إرهابيا، ولدى مصر معلومات مؤكدة، بحلف بينه وبين «جبهة النصرة». جبهة النصرة، بدورها، تنظيم إرهابى آخر، وهو الفرع السورى لتنظيم «القاعدة»، الذى تعتبره الأمم المتحدة إرهابيا هو الثالث.
غير أنه إرهابى، فقد مارس جيش الإسلام عنصرية مذهبية، واستخدم مسلحوه نساء ورجالاً شيعة ودروز وعلويين، دروعا بشرية فى الغوطة الشرقية، بسوريا خلال معاركه مع جيش الرئيس الأسد.
عام 2015، أرسل «جيش الإسلام» وفدا إلى مؤتمر المعارضة السورية، بالمملكة السعودية، وانتخبوا محمد علوش، أحد رموز «جيش الإسلام» كبيرا لمفاوضى المعارضة فى جنيف.
لعلوش، كما لجيش الإسلام جرائم ترقى لجرائم حرب، الاتهامات تحاصر علوش، بإصداره أوامر استخدام غازات محرمة دوليا، فى المعارك داخل سوريا، وضد مدنيين.
علوش ينفى تلك الجرائم معظم الوقت، إلا أن جيش الإسلام لم يجد بدا من الاعتراف، باستخدامه أسلحة محظورة، العام الماضى، خلال اشتباكات مع مسلحين أكراد فى حلب.
مرة ثانية، لو كان بشار الأسد ديكتاتوراً، فإن الذين يفاوضونه، ليسوا معارضة بالقدر الكافى، ولا يهمهم مستقبل سوريا بالقدر المفروض. خلف ستائر «معارضة مزيفة»، تقف أياد كثيرة فى انتظار فرصة لعودة الحرب على الارض، ثم يتهمون بشار الأسد.
ليس هذا دفاعا عن بشار، لكن إذا كان هناك من يتهم الأسد باللاإنسانية، فإن أصحاب هذه الاتهامات، هم نفسهم من تغاضوا عن أوامر صدرت أكثر من مرة، بالهجوم على المدنيين بالغازات السامة.
رئاسة علوش، لوفد المعارضة بالاستانة، يفتح الباب للسؤال المهم: لماذا لم تظهر للآن المعارضة المدنية المعتدلة التى تقول السعودية، إنها مستعدة لادارة الأمور فى سوريا، تمهيداً لأول انتخابات رئاسية بعد سقوط الأسد؟!
إذا كانت المعارضة «المدنية المعتدلة» قد غابت عن «الأستانة»، واذا كان جيش الإسلام، هو الذى فاوض فى جنيف العام الماضى.. فأين ما تصر الرياض على تسميته بـ«المعارضة المدنية المعتدلة»؟!