السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فـــى الإسماعيلية الشباب والرياضة تعجز عن حماية أملاكها

فـــى الإسماعيلية الشباب والرياضة تعجز عن حماية أملاكها
فـــى الإسماعيلية الشباب والرياضة تعجز عن حماية أملاكها




الإسماعيلية - شهيرة ونيس

يبدو أن خطة محافظة الإسماعيلية بشأن إزالة التعديات على الأراضى الزراعية، وأرضى أملاك الدولة، شملت فقط الفقراء والبسطاء، الذين لا حول لهم ولا قوة وليس لديهم السلطة، لتترك أمام أعين الجميع حالات التعديات الخاصة بالأغنياء ومن يتمتعون بالحصانة أو النفوذ، حيث إنه من الواضح أن تطبيق القانون بها يحتوى على «خيار وفاقوس»، بسبب التفرقة وعدم إعلاء القانون وتطبيقه على الجميع دون سواسية.. واستمرارا لمسلسل التعديات الذى لم ينته بعد بالاسماعيلية، فقد شهدت المحافظة مؤخرا العديد من حالات التعدى على الأراضي، وهو ما دفع المسئولين إلى التحرك وشن أكثر من حملة لازالة التعديات على الأراضي، التى كان من ضمنها، حملة ازالة التعديات بالوحدة المحلية لمركز ومدينة القنطرة شرق، بالاشتراك مع مركز شرطة القنطرة شرق.

 

وهى الحملة التى أسفرت عن تنفيذ العديد من قرارات الإزالة، وكان فى مقدمتها إزالة الكشك المقام أمام استراحة رئيس المدينة، بالإضافة إلى إزالة التعديات والزراعات المقامة على الأرض المخصصة لمصنع بنجر السكر، إلى جانب إزالة ما يقرب من 150 عشة بداخل هذه الأرض، فضلا عن إزالة منزل مبنى على أرض مخصصة لإحدى المدارس بالقنطرة شرق، وإزالة قطعة أرض تبلغ مساحتها ما يقرب من 3 أفدنة تقوم باستخدام الصرف الصحى فى الزراعة.
بالتأكيد هذا جهد يدفعنا إلى تقدير المسئولين الذين قادوا تلك الحملة، حتى وإن كان هذا من صميم عملهم، لكن الغريب أن المسئولين والقيادات التنفيذية، وعلى رأسهم اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية، يغضون الطرف عن حالة من التعدى الصارخ التى يقف أمامها العقل عاجزا عن استكشاف السبب، فمنذ عام 2004، ما يتجاوز الـ12 سنة، تشهد المحافظة حالة من التعدى على أرض «هانو باشا» بمنطقة البهتيني.
الغريب أن ملكية قطعة الأرض تتبع وزارة الشباب والرياضة، وقامت بتخصيصها «ملعبا رياضيا»، حيث إن مساحتها تتجاوز الـ3 أفدنة من الأراضي، لكن فجأة وفى لمح البصر، قام أحد المقاولين بالتعدى على ما يزيد على ربع المساحة الكلية للملعب، وذلك عن طريق بناء سور وحجرة خاصة به، دون أن يتحرك ساكن لأى مسئول.
لم يكن هذا فحسب بل يوجد فى المقابل لتلك الأرض قطعة تقدر بحوالى 150 متراً، تابعة لوزارة الشباب والرياضة، قام أيضا بالتعامل معها واعتبارها ملكية خاصة له، من خلال إحاطتها وتسويرها بالطوب الأحمر، وذلك لتخصيصها لأغراض شخصية أخري، الأمر الذى أثار غضب الجميع لعدم التصدى لتلك المهزلة، خاصة أن القانون من المفترض ألا يفرق بين أحد.
كان قد نظم أهالى عزبة البهتينى التابعة لمركز الإسماعيلية وقفة احتجاجية، فى إبريل 2015، اعتراضًا على قيام أحد المقاولين بالاستيلاء على قطعة أرض «فدان و10 قراريط، كانت تتبع نادى البر الثانى الرياضى بـ«البهتينى»، مؤكدين آنذاك أن لديهم عقد تخصيص للأرض من قبل حى ثانى، بالرغم من صدور قرار من محافظ الإسماعيلية الأسبق اللواء صبرى العدوى، الذى حمل رقم 113 لسنة 2005 بضم الأرض لأملاك المحافظة.
خاصة أن الأرض تؤول ملكيتها سابقًا لـ«هانون باشا» فرنسى الجنسية، وكان مقيمًا بالإسماعيلية أثناء حفر قناة السويس، وغادرها بعد التأميم وتوفى، وليس لديه ورثة وبموجب اتفاقية بين الحكومة المصرية والفرنسية، فإن أملاك الفرنسيين فى مصر تنضم مع الأرض لأملاك الدولة، إلا أن الأهالى فوجئوا بأحد المقاولين يقوم بالبناء على الأرض، ومعه عقد تخصيص من الحى، مطالبين بوقف البناء على الأرض المشار إليها، وعودتها للنادى الرياضى.
من جانبه يقول محمد علي، من أهالى المنطقة،: إننا توجهنا مرارا وتكرارا إلى اللواء احمد بهاء الدين القصاص، محافظ الإسماعيلية السابق، وتقدمنا بالعديد من الشكاوى والصرخات المتتالية للنظر إليها بعين الاعتبار، إلا أن تلك الشكاوى قوبلت بالتجاهل والرفض دون معرفة السبب الحقيقى وراء ذلك، وظلت حبيسة أدراج مكاتب المسئولين حتى وقتنا هذا.
وحرص محمد عثمان، موظف، على تقدمه بشكوى إلى جهاز الرقابة الإدارية فى الإسماعيلية بهذا الشأن، رغم أنه ليس له علاقة من قريب أو بعيد، لكن فقط باعتبار أنه مواطن «مصرى  إسماعيلاوى» حريص على مصلحة الدولة، وتنفيذ أوامر الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى دعا جميع المحافظات، لحملة «محاربة الفساد»، التى لم نلاحظ تطبيقها بمحافظة الإسماعيلية.
ويتساءل عثمان: هل أصبحنا جميعا ملائكة وليس لنا أخطاء؟ هل أصبحت محافظة الإسماعيلية المدينة الفاضلة فى خلوها من الفساد والفاسدين؟، قائلا: إن كان الأمر كذلك فكيف تم الاستيلاء على أرض البهتينى التابعة لوزارة الشباب والرياضة؟، التى تم تخصيصها مكانا خدميا لجموع الشباب، لترحمهم من الأفكار المتطرفة، أو الوقوع فى مستنقع الرذيلة.
ويضيف ابراهيم عبدالقادر، أحد المضارين: إن تلال القمامة أصبحت علامة مميزة من علامات تلك المنطقة، فقد امتلأت المنطقة بكميات كبيرة من «أكوام الزبالة» والقاذورات، التى ينتج عنها انتشار الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض المختلفة التى تشكل أخطارا جسيمة تهدد حياة أهالى المنطقة بالإصابة بالفيروسات والأوبئة والأمراض المستعصية، مؤكدا حرص جموع الأهالى وحبهم الشديد لمحافظتهم الإسماعيلية، مطالبا بضرورة التدخل وإعادة هيمنة الدولة وإعلاء القانون وتطبيقه على الجميع دون محاباة أو سواسية.