الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جمال الشاعر: قصيدتى ضد الإخوان أبعدتنى عن رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ..وهذا لم يزعجنى

جمال الشاعر: قصيدتى ضد الإخوان أبعدتنى عن رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ..وهذا لم يزعجنى
جمال الشاعر: قصيدتى ضد الإخوان أبعدتنى عن رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ..وهذا لم يزعجنى




حوار: مريم الشريف


أكد الإعلامى جمال الشاعر ،أنه يميل للتواصل مع الشارع فى برامجه التليفزيونية بعدما وجد انحيازًا شديدًا فى الاعلام لأصحاب الياقات البيضاء، وتعمقه داخل المواطنين من خلال جولاته بمختلف محافظات مصر ادى الى عرض الفنان الراحل أحمد زكى عليه ان يشاركه فى فيلم سينمائى، وعبر الشاعر عن استيائه من الشيخوخة التى اصبحت عليها الشاشة المصرية بتكرار الوجوه الاعلامية وقلة الشباب.
وأشار الشاعر إلى أنه كان مرشحاً ًالمنصب رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون الا ان قصيدته المضادة للاخوان ادت الى استبعاده من هذا المنصب، كما عبر عن رفضه لعودة القنوات الدينية الطائفية التى تهدد الأمن القومى، ومن ناحية أخرى اكد ان وجود ميثاق شرف سيحد من مهازل بعض الفضائيات نسبيًا، لأن المفترض الميثاق يكون نابعًا من ضمير الاعلامى وليس بالقانون، كما أوضح أن الإعلام الخاص صناعة وطنية ولكن لابد من تنظيمه بالمجلس الاعلى لتنظيم الاعلام منعا لتوحش الاعلانات على المضمون كى يكون ولاء الاعلامى للمواطن وليس للمعلن،  وفى هذا الاطار يحدثنا فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»:
■ تميل فى برامجك للتواصل مع الشارع فى «بين الناس» و«الجائزة الكبرى» وغيره..كيف ترى ذلك؟
- دائما اشعر بان الصورة الاعلامية ناقصة، وحينما اشاهد الاعلام اشعر بخلل، وانحياز لأصحاب الياقات البيضاء ولا يوجد احد «يعفر رجله فى تراب الارض» نادرا ما يحدث ذلك، واذكر ان برنامج «امانى واغانى» قمت من خلاله بجولة فى عدد من المحافظات، لذلك الفنان أحمد زكى رحمة الله عليه قال للمخرج محمد خان انه يريد وجودى معه فى فيلم سينمائى بأن أقدم شخصية صديقه بحيث صديقين يقومان بجولة فى المحافظات، بعد مشاهدته لبرنامجى، وبشكل عام أرى اننا لا نعرف شيئًا عن مصر وكم الاماكن الهائلة بها، ونحن أمام مشهد عبثى فى الاعلام نعيد خلاله انتاج الهم والحزن بعدما تحولت الاستديوهات الى سرادقات العزاء بدلًا من اعطاء المشاهد املًا وطاقة ايجابية، وحدثت حالة من حالات شيخوخة الشاشة المصرية.
■ بماذا تقصد بحالة شيخوخة على الشاشة المصرية؟
 لا أرى على الشاشة شبابا وانما اعلاميون مكررون، ولا انسى ان برنامجى «امانى واغانى» اخرج كوادر، فخرج منه كم هائل من الأصوات والفنانين، المسرحيين والسينمائيين ومخترعين وفنانين تشكيليين، فكان إعادة اكتشاف للقوة الناعمة المصرية.
■ ماذا عن القصائد الشعرية التى قدمتها وقت حكم الاخوان؟
الاعلام ساعدنى اكون قريبًا من جمهورى، والمعادلة الصعبة بأن يكون لدى فكرة الحفاظ على مقتضيات الكتابة الفنية والشعرية وفى ذات الوقت تكون مفهومة، لذلك القصيدة التى قدمتها عملت حالة، ومنها «لا تطلق لحيتك الآن، اطلق سراح العقل حرًا فى سماء الاوطان»، وهدفها بانه ليس وظيفتنا أن ننتج غيبوبة فكرية وإعادة انتاج الماضى وننفصل عن المستقبل، لذلك كانت قصيدة صادمة، واذكر ان هذه القصيدة ازعجتهم كثيرا، بالاضافة الى ان وزير الاعلام الاخوانى صلاح عبدالمقصود قال على بأن بتقديمى هذه القصيدة اضاعت على نفسى فرصة ان أصبح رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ولكن هذا الامر لا يهمنى ولا يزعجنى.
■ هل اذا كان عرض عليك هذا المنصب كنت ستوافق أم لا؟
اوافق بشروط ما تربيت عليه من قيم وتقاليد اعلامية، دون انحياز وانا قدمت استقالتى على الهواء فى عهدهم، لانى لا أقبل التدخل فى المحتوى الاعلامى الذى اقدمه.
■ هل أنت مع المطالبات لعودة القنوات الدينية؟
قنوات دينية مثل اذاعة القرآن الكريم فوجودها  شىء رائع، تلاوة لقرآن كريم بأصوات جيدة، وان كنت ارى ان لدينا الآن مشكلة فى التلاوة ، بعكس زمان تلاوة الشيوخ المصريين الذين تفوقوا على مستوى العالم العربى، لدرجة انه حتى الاجانب الذين كانوا يستمعون للاصوات المصرية فى التلاوة كانت تقشعر أجسادهم، أما بخصوص وجود قنوات دينية طائفية فهذا الامر مرفوض تماما لأنها تغذى الصراعات الطائفية، واعتقد ان فرنسا أوقفت قناة شيعية منذ فترة كانت متطرفة لانها تهدد الامن القومى.
■ كيف شاهدت تقديم الشيوخ للبرامج الدينية؟
ليس شيئًا جيدًا، فوجود مذيع مسألة مهمة، لضبط الايقاع، افضل من التحدث الى الكاميرا بمفرده، بالاضافة الى انها ليست مهنة الشيخ وكنت ارى المفتى يقول «فاصل ونواصل» وهذا خطأ، فضلا عن انه يتم سحب هذا الشيخ الى خط الإعلانات والتى اسميها البهارات مثل «يمسك وردة» فى يديه، يقول ألفاظاً عجيبة، ومع ذلك وجودهم جيد ولديهم علم كبير لكن لابد من وجود مذيع لأنه مهم، كى يكون حوارًا بناء ويحدث منه مراجعات للشيخ إذا افتى مثلا بفتوى من شأنها ارباك المجتمع، وكى لا يكون المشاهد مجرد متلقى فقط، وايضا هذا الشىء شاهدته مع الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل حينما كان يخرج بمفرده يتحدث على الشاشة كان ضروريًا من وجود مذيع يحاوره لذلك حينما حاورته فيما بعد لميس الحديدى نظمت الامر وضبطت ايقاع الحوار.
■ هل ممكن نراك فى برنامج دينى خلال رمضان المقبل؟
يوجد لدى أفكار جيدة، لكن المعلنين دائما يتجهون لبرامج التسلية، اما البرامج الهادفة لا دعم لها من الوكالات الاعلانية، وهذا ادى الى تدهور حال كثير من الشباب لدرجة ان بعضهم ذهب إلى الالحاد، لذلك أرى اننا نحتاج إلى تجديد الخطاب الدينى وان يكون لدينا خطاب مستنير، وكانت عبقرية فكرة «الجائزة الكبرى»، تتمثل فى انه لا توجد وصايا فى الإسلام لذلك حقق نسبة مشاهدة كبيرة واثبت ان هذا الشعب لديه دين وسطى بالفطرة، والشيخ الوحيد الذى استضفته فى برنامجى كان الشيخ «الشعراوى» ليفسر مفهوم اختيار اسم «الجائزة الكبرى» للبرنامج وهذا كان اللقاء الوحيد، أما باقى ضيوف البرنامج كانوا المواطنين فى الشارع.
■ ما رأيك فى الاعلام الخاص حاليا؟
صناعة وطنية مهمة وتؤدى دورًا مهمًا، وأشجع بقوة الرأسمالية الوطنية التى تساهم فى الاستثمار فى مجال الاعلام على أن يتم تنظيمها من خلال المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام بشكل يمنع الاحتكار، وتوحش الوكالات الاعلانية على المضمون المقدم، لان بحدوث ذلك يكون ولاء الاعلاميين للمعلن وليس للمواطن، لذلك ارى انه من الضرورى الفصل بين الادارة والملكية وهو فصل نسبى، فمثلا يريد أشخاص تحقيق اهداف معينة ولكنهم ليسوا موجودين فى الفضاء بمفردهم فيوجد حزام حولهم من البرلمان والقوى الاعلامية فى البلد وليس الامر فوضيًا.
■ هل ترى وجود القانون الموحد للاعلام وميثاق الشرف سيحد من مهازل بعض الفضائيات؟
نسبيا، بمعنى انه سيحدث نوعًا من الترشيد لكن منع المخالفات بشكل نهائى صعب، والميثاق يتضمن قيمًا وثقافة، فمواثيق الشرف الاعلامي الموجودة فى العالم نوع من التنظيم الذاتى والضمير الاعلامى والعقيدة الاعلامية لا تحتاج قوانين لأن الاعلامى لا يستطيع يخون المهنة ونفسه ويكون منحازًا لطرف على حساب الآخر أو يحض على الكراهية أو تسريبات على الهواء وغيرها من هذه الامور.
■ كيف ترى دور الاذاعات الاقليمية؟
إذا أردنا عمل طفرة فى الاعلام لا بد ان نهتم بالإذاعات الاقليمية، ومصر كما قال جمال حمدان «رأس كاسح وجسد كسيح»، كل المواطنين متمركزون فى القاهرة، لذلك التشريعات التى فكرنا فيها هى اللامركزية فى الاعلام وان نقدم نوعًا من العدالة الاعلامية وان نشجع المواقع والصحف والإذاعات الاقليمية لأنها تقدم تنمية رائعة حقيقية.
■ ماذا عن معهد الاذاعة والتليفزيون؟
مهم جدًا لأنه«يموت المعلم وهو يتعلم»، بمعنى لا يمكن لأحد أن يتصور انه أصبح معلمًا فى هذه المهنة التى يحدث فيها تطور مذهل كل فترة أمام التكنولوجيا والتطور فى افكار البرامج، والقدرة على فتح الافاق وتقديم مهارات جديدة وغيرها، لذلك نحتاج الى تدريب مستمر، وليس شرطًا بمنطق التلمذة وانما التدريب بمنطق العصف الذهنى، المائدة المستديرة، ومع ذلك لا انسى اننى شاهدت فاروق الباز من قبل فى مؤتمر بامريكا وكان يحمل حقيبة ويرتدى «كاجوال»، ومعه ورقة وقلم ويكتب كل شىء يقال حتى مداخلتى خلال المؤتمر شاهدته يقوم بكتابتها وكأننى أقول سحرًا، لذلك نحن كإعلاميين نحتاج إلى تطوير أدواتنا والانفتاح على العالم بشكل مستمر.vv