الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التواصل في المحليات‮ ‬مقطوع‮ !‬





كتب د. حماد عبدالله حماد 25 أغسطس 2009

 لا أعلم هل هو توارد خواطر أم قضية مشتركة لدي المعنيين بالقضايا العامة أو كما أسميها‮ "‬الهم العام‮"‬،‮ ‬حيث أدرجت في أجندتي لمقالات هذا الأسبوع موضوعًا عن المحليات والعشوائيات‮ ‬،‮ ‬وأهمية اللامركزية في مصر،‮ ‬في التنمية وإدارة أصول الدولة‮ .‬

‮ ‬وكانت وزارة التنمية المحلية‮ ‬،‮ ‬هي محور تفكيري في الكتابة عنها وعن دورها وعلي رأسها الأخ الفاضل اللواء عبد السلام المحجوب الذي لُقِبَ‮ ‬باسم‮ "‬المحبوب‮"‬،‮ ‬من سكان الإسكندرية،‮ ‬بعد استطاعته تحويلها إلي أجمل مدن البحر الأبيض المتوسط وليس مدن مصر فقط لقد استطاع المحافظ عبد السلام المحجوب‮ ‬،‮ ‬أن‮ ‬يقفز بهذه المدينة،‮ ‬قفزات رائعة ولم‮ ‬يترك الشارع السكندري منذ توليه شئون هذه المحافظة،‮ ‬حتي تركه لها وزيراً‮ ‬للتنمية المحلية أو ما كانت تعرف باسم الحكم المحلي‮ .‬

ولعل في ضمير هذه الترقية من القيادة السياسية في البلاد،‮ ‬هي رغبة في أن تصبح كل مدن مصر مثل مدينة الإسكندرية أي قدرة المحافظ النشط المحجوب‮ - ‬تستطيع أن تتواصل مع زملائه المحافظين في مصر،‮ ‬لكي تنتقل الخبرات وتنعكس المهارات الفردية والشخصية علي السادة المسئولين عن تلك الأقاليم‮.‬

وتنتقل التجربة إلي بقية المحافظات‮ ‬،‮ ‬نفس الموضوع وجدت الأستاذة راوية المانسترلي في جريدة العالم اليوم‮ ‬يوم الخميس الماضي،‮ ‬حينما تحدثت عن نفس الموضوع‮ (‬سبحان الله‮) ‬تحت عنوان أين عبد السلام المحجوب،‮ ‬ولعل هذا السؤال وما احتواه المقال من أسئلة،‮ ‬تجعلني أعضد ما جاء بالمقال،‮ ‬وأزيد عليه،‮ ‬بأن التواصل مقطوع بين أرجاء المحروسة،‮ ‬للأسف الشديد،‮ ‬نحن نستطيع فرادي،‮ ‬أن نعزف عزفاً‮ ‬محترماً‮.‬

ولكننا نفتقد لروح الفريق،‮ ‬أي العمل سوياً‮ ‬ضمن مجموعات عمل،‮ ‬هذه خاصية مصرية أصيلة‮ (‬مكروهة‮) ‬بالقطع‮ ‬،‮ ‬لدي أي مَعْني بقضايا الوطن‮ ‬،‮ ‬ويتضح ذلك من العمل الجماعي في مجالس كثيرة في مصر،‮ ‬وعلي رأسها مجلس الوزراء نفسه حيث نشتم بين الحين والآخر بأن هناك تضاربًا،‮ ‬وأن هناك شبه أعمال فردية،‮ ‬حتي ولو كانت كلها في الصالح العام،‮ ‬ومتجهة لتحقيق هدف بعينه،‮ ‬إلا أن تعدد الوسائل،‮ ‬تجعل المنظومة‮ ( ‬نشاز‮ )‬،‮ ‬حينما‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون هناك تناغم وتكامل في الأدوار‮ .‬

ولعل مجيء الرجل النشط عبد السلام المحجوب علي رأس المحليات التسع وعشرون‮ ( ‬محافظة‮ ) ‬أصبح‮ ‬غير ذي تأثير،‮ ‬وهو الواضح لنا كشعب أنه بلا تأثير،‮ ‬وبلا نتيجة مرجوة‮ ‬،‮ ‬ولعل من مشاهداتي لقربي من الوزير المحجوب،‮ ‬ومحاولاته للتدخل في المحافظات‮ ‬،‮ ‬وسمعته ورأيته وهو‮ ‬يقدم بعض التوجيهات‮ ‬،‮ ‬والتوصيات إلا أن الرجل مهذب للغاية‮ !! ‬وأصبحت عملية التواصل،‮ ‬أو الواجب،‮ ‬شبه مجاملة فقط للمناصب التي احتلها أصحابها كمكافأة نهاية خدمة،‮ ‬وليست لكفاءة بعينها،‮ ‬وبالتالي بالمصادفة نجد‮ " ‬محجوباً‮" ‬في إحدي المحافظات أو‮ "‬لبيبا‮" ‬في أخري،‮ ‬ولكن ليست منظومة علي دراسة وعلم،‮ ‬ولا حل إلا بقانون للمحليات‮ ‬يحمل صفة اللامركزية في أرجائه‮ !! ‬