الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فـى القليوبيةالمرض ينهش «طنط الجزيرة» والمسئولون «عاملين من بنها»

فـى  القليوبيةالمرض ينهش «طنط الجزيرة» والمسئولون «عاملين من بنها»
فـى القليوبيةالمرض ينهش «طنط الجزيرة» والمسئولون «عاملين من بنها»




القليوبية ـ حنان عليوه

حياة مأساوية يعيشها نحو 250 ألف نسمة بقرية طنط الجزيرة، التابعة لمدينة طوخ والقرى التابعة لها بمحافظة القليوبية، وذلك بعد أن تحول مستشفى القرية إلى «خرابة»، حيث كان يخدم الـ3 القرى المجاورة وهى: «كفر الرجالات ـ جزيرة الأحرار ـ إكياد دجوى»، خاصة أن المعدات والأدوات الطبية أصبحت عبارة عن هياكل حديدية بعد أن سكنتها الزواحف والحشرات والفئران، بسبب غلقه منذ حوالى 22 عاماً، وحرمان أهله من الاستفادة منه.
«روزاليوسف» انتقلت إلى القرية لترصد وتسلط الضوء على أهالى «طنط الجزيرة» الذين يعانون من انعدام الخدمات الصحية، بسبب سيطرة أحد مسئولى جمعية تنمية المجتمع بالقرية على مبنى المستشفى الذى أنشأه رجل أعمال «سعودى الجنسية»، واستكمله الأهالى بعد وفاته بالجهود الذاتية.


بداية يقول محمد حسنى الديب، ضابط بالمعاش وأحد أبناء قرية طنط الجزيرة: إننا نعانى من مشاكل خاصة بالبنية التحتية، وأخرى متعلقة بقطاع الصحة، حيث قام الشيخ «عثمان جميل الدهلوى» رجل أعمال سعودى، بشراء قطعة أرض بالقرية، وتنازل عنها للأوقاف لبناء مسجد ومستشفى، وبالفعل تم الانتهاء من المسجد والبدء فى المستشفى ووعد بتجهيزه بأحدث الإمكانات الطبية.
ويضيف: وقبل الانتهاء منه توفى الرجل السعودى، وتم استكمال الأعمال والانتهاء منها بالجهود الذاتية، وتم تشغيله لمدة 4 سنوات، لخدمة أبناء القرية والقرى المجاورة، حيث كان يشتمل على 2 غرفة عمليات كبيرة، وغرفة عمليات صغيرة، و2 غرفة إفاقة، و19 غرفة للمرضى، وتم إجراء مئات العمليات به لخدمة الفقراء بالقرية.
ويكشف عبدالمحسن زكريا فايد، أحد المضارين، عن قيام المتبرع بوضع مبلغ مالى باسم الجمعية التابعة للقرية، التى تحمل اسم «جمعية تنمية المجتمع» فى حساب بأحد البنوك، لصالح استكمال الأعمال بالمشروع، وبعد وفاة المتبرع قام مسئولو الجمعية برفع دعوى قضائية للحصول على المبلغ، وبالفعل صدر الحكم بأحقية الحصول على المبلغ، وفور حصولهم على المبلغ رفضت إدارة الجمعية استكمال المشروع.
وينوه فايد إلى أن مسئولى الجمعية يسعون إلى بيع المبنى بعد حصولهم على حكم قضائى بفصل أى مبنى ملحق عن المسجد، وفقا للقرار الذى أصدرته وزارة الأوقاف بـ«فصل أى مبان ملحقة بالمساجد»، حيث نجحوا فى ضم المستشفى السعودى  لجمعية تنمية المجتمع، ونقل ملكيته للجمعية.
ويوضح محمد زكى، أن مبنى المستشفى مقام على مساحة 500 متر، يشتمل الطابق الأراضى منه على صيدلية، وجزء آخر إدارى لعقد الاجتماعات، وجراج لسيارة الإسعاف، والطابق الثانى عبارة عن 3 غرف عمليات، و9 غرف للمرضى، والطابق الثالث يوجد به 18 غرفة للمرضى، حيث يشمل التعداد السكانى لمركز قروى طوخ نحو 250 ألف نسمة، منها «طنط الجزيرة» فقط 75 ألف نسمة.
ويضيف أنور عزت، أحد الأهالي: إنه تم غلق المستشفى منذ 22 عاماً، بسبب تعنت مسئولى جمعية تنمية المجتمع المحلى بقرية «طنط الجزيرة» بالتعاون مع الأوقاف، وتحولت الأجهزة الطبية بداخله إلى هياكل، حتى أصبح «خرابة» ولم تتم إعادة تشغيل المستشفى حتى الآن، علاوة على أن المنطقة منعدمة من الخدمات حيث تخدم 4 قرى مجاورة وهى: «طنط الجزيرة ـ إكياد دجوى ـ كفر الرجالات ـ جزيرة الأحرار»، حيث تبعد عن مدينة بنها مسافة 12 كيلو.
ويشير عطية حجاج، ضابط بالمعاش، إلى أن لجنة من وزارة الصحة برئاسة جمال حبيب، جاءت منذ عدة أشهر، لتقييم المستشفى إذا كان يصلح أو لا يصلح لإعادة تشغيله، حيث أكدت اللجنة أن المستشفى يصلح، لكن لم نعرف حتى الآن لماذا ترك المسئولون بالمحافظة والوزارة مسئولى الجمعية بالقرية للسيطرة عليه فى ظل معاناة أهالى المنطقة وحرمانهم من الخدمات الطبية.
ويتساءل محمد عبدالمحسن أحد الأهالى: من المستفيد من غلق المستشفى الذى يخدم الآلاف من الفقراء، الذين يعانون من الذهاب إلى مستشفيات بنها وطوخ، التى تبعد عن القرية مسافات طويلة فى ظل سوء حال الطرق والمواصلات وارتفاع تعريفة الأجرة وجشع السائقين بالمواقف.
ويرصد يحيى على، سائق، عدداً من الحالات التى توفيت بسبب بعد المسافة بين القرية وأقرب مستشفى لهم، حيث إنه فى الحالات الحرجة أو أى حالات طارئة لم يتمكنوا من إنقاذه، ما يتسبب فى وفاتهم قبيل وصولهم إلى المستشفي.
ويناشد الأهالى اللواء عمرو عبدالمنعم، محافظ القليوبية، ووزير الصحة، بالنظر إليهم، وإعادة تشغيل المستشفى وضمه لوزارة الصحة لعدم سيطرة معدومى الضمير عليه، حيث سيطر مسئولو جمعية تنمية القرية على المستشفى لتحقيق مآرب أخرى.