الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نفتش وننقب فيما وراء الكواليس.. التفاصيل الكاملة لعودة لوحات «متحف الفن الحديث» المسروقة

نفتش وننقب فيما وراء الكواليس.. التفاصيل الكاملة لعودة لوحات «متحف الفن الحديث» المسروقة
نفتش وننقب فيما وراء الكواليس.. التفاصيل الكاملة لعودة لوحات «متحف الفن الحديث» المسروقة




 كتبت - سوزى شكرى

لما تمثله محتويات متاحفنا المصرية من قيمة فنية وتاريخية وبكل ما يحتويه متحف الفن المصرى الحديث من تاريخ لرواد الفن قديمه وحديثه ما جعل منه محط أنظار العالم وخاصة من محبى ومقتنى الأعمال الفنية الأصيلة، ومن بين هذا التراث الفنى الضخم ومن خلال «الإعارة الخارجية» كم من اللوحات ضاعت مابين إهمال الجهات المعار إليها اللوحات وتقاعسها عن المحافظة عليها أو إهمال الجهات المعنية بمتابعة وجود هذه الأعمال وهو ما كان يحدث منذ سنوات طويلة لتطفو على السطح أخيرا واقعة محاولة سرقة خمس لوحات للفنان الكبير محمود سعيد من قلب متحف الفن المصرى الحديث وهى لوحات: (مقابر باكوس بالإسكندرية، الهجرة، الصلاة، توحيدة، ذات المنديل الأزرق)

وهى الواقعة التى تستدعى طرح العديد من علامات الاستفهام حول تمكن السارق وحيداً من اختراق الإجراءات الأمنية بالأوبرا وصولا إلى داخل متحف الفن الحديث ثم الخروج مرة أخرى باللوحات المسروقة حتى اكتشاف تلك الواقعة لتتوالى بعدها الأحداث سريعا بناء على ما كشفه مصدر مسئول بعد تحرك شرطة السياحة بالتنسيق مع أجهزة وزارة الداخلية وتعميمها نشرات بالمنع من السفر الى المطارات والموانئ ببيانات اللوحات المسروقة وبيانات السارق تلاها القبض عليه واستعادة اللوحات خلال ساعات قلائل وهو مانكشفه من خلال رواية الفنان د.خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية ورواية الفنانة ضحى أحمد مديرة متحف الفن الحديث المُقالة.
من جانبه تحدث د.خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية عن واقعة سرقة اللوحات قائلا:»كانت هناك محاولة من مخرج يدعى أحمد يوسف لسرقة 5 لوحات للفنان المصرى محمود بمتحف الفن الحديث وتبديلها بأخرى مزورة، سبقها قيامه بتزوير إمضائى على تصريح لدخول وتصوير المتحف ومتاحف أخرى، وقام المخرج أحمد يوسف بدخول المتحف بصندوق ضخم وكان من المفترض تواجد مديرة المتحف والأمناء وأفراد الأمن معه حينها وهو مالم يحدث، وقامت كاميرات التصوير بالمتحف بتسجيل هذا الأمر مما أدى إلى سرعة القبض على السارق فى غضون ساعات من اكتشاف الواقعة».
يكمل «سرور»: فور علمى بالواقعة من خلال شرطة السياحة توجهت إلى المتحف ومعى السيد أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض وتم تفريغ محتويات كاميرات المراقبة وقامت شرطة السياحة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتم القبض على السارق فى فترة قصيرة، وبعدها قام وزير الثقافة حلمى النمنم بعقد اجتماع فى حضورى مع قيادات القطاع وقيادات المتحف وتم اتخاذ قرار بعزل مديرة المتحف ومدير أمن المتحف من منصبيهما ونقلهما إلى إدارة التنظيم والإدارة لحين توزيعهم بعد انتهاء التحقيقات وتحويلهم للنيابة لاستكمال التحقيقات معهم، بالإضافة إلى تشكيل لجنة لجرد محتويات المتحف مع تشديد الإجراءات الأمنية على كل متاحف القطاع».
وحول ما أشيع فى وسائل الإعلام حول وجود مؤامرة ضد مديرة المتحف وعن قيام السارق بتهديده يقول «سرور»: «لا توجد أى مؤامرات ضد أحد ولا صحة لوجود أى تهديدات بالقتل لى أو لأى من قيادات قطاع الفنون التشكيلية، واللوحات المسروقة محرزة بالنيابة حاليا وسوف نقوم بتنظيم مؤتمر صحفى ومعرض لها فور عودتها واستلام القطاع لها رسميًا».
ومن جانبها تقول د.ضحى احمد مديرة متحف الفن الحديث السابقة والتى تم عزلها من منصبها على خلفية تلك الواقعة «قدم لى المتهم تصريحا بالتصوير موقعا من رئيس القطاع والذى قيل بعد ذلك انه مزور وانا لست خبيرة خطوط وكنا قد وضعنا الأعمال المطلوب تصويرها بقاعة أبعاد لأنه يمنع تواجد أحد بقاعات المخازن كما أن القاعة مزودة بكاميرات مراقبة تسجل ما يحدث داخلها للتأمين ثم حضر المتهم يوم الخميس 12 يناير للتصوير وكنت قد أخطرت إدارة الأمن بحضوره للتصوير بكاميرا، الغريب ان الأمن سمح له أن يدخل ومعه صندوق كبير لدرجة ان اثنين من العاملين حملو معه الصندوق من كبر حجمه، ولم يبلغنى الآمن ولم أوقع على تصريح دخول صندوق بالمتحف، الآمن ساعده وسهل له وكان من المفترض أن تلازمه أمينة المتحف المسئولة عن قاعة «أبعاد» وأن يلازمه الأمن لحين انتهاء التصوير وهو مالم يحدث وبعد أن أنهى تصويره طلب إبقاء الأعمال بالقاعة لحين عودته مرة أخرى لإنهاء التصوير  ثم جاء يوم الثلاثاء التالى حتى يتأكد انه لم يتم كشفه وأبلغنا انه انتهى من التصوير».
تكمل: «اكتشفنا الواقعة يوم الخميس الماضى 19 يناير حين شكت أمينة المتحف «لبنى شعبان محمد» فى أن الأعمال الموجودة بقاعة «أبعاد» التى قام المتهم بتصويرها مزيفة وأنها ليست أعمالنا ولا تحمل صفات رموز المتحف الخاصة بنا فقامت بإبلاغى بشكوكها وحين مشاهدتى لتلك الأعمال تأكدت من تزويرها فأبلغت بنفسى شرطة السياحة فى سرية تامة لانى كنت أشك بأنها مؤامرة ضدى والشرطة أبلغت رئيس القطاع واتهمت المخرج احمد يوسف بواقعة السرقة وكنت متأكدة من ذلك من خلال متابعتى لدفتر حركة الأعمال الفنية كما أن كاميرات الآمن بقاعة أبعاد صورته أثناء عمله كمصور يظهر فى مشاهد وهو يذهب باللوحة لتصويرها ويعود بها مرة أخرى بعد أن يكون قد استبدلها بلوحة مزورة دون أن تظهر عملية التبديل ولكن فى أحد اللقطات تم تسجيل لقطة تبين منها انه قام بتبديل اللوحة وهذا ما كشفته الكاميرات رغم أن الكاميرات الأخرى بالقاعة على اغلب الظن تم تعطيلها ولم تسجل كل ما تم بالقاعة، وهذا يعنى انه خبير فى تعطيل الكاميرات الأخرى، وحين شاهدت اللقطات بالكاميرا لم يظهر الصندوق ربما استنتاجا منى انه أخفى الصندوق وراء العمود العريض الموجود بالقاعة، وهذا يؤكد انه دارس المكان جيدًا، وكأن المتهم يعلم كل شيء عن المتحف وكأنه يعمل معنا، وبعد أن بذلت الشرطة مجهود شاقًا فى خلال 12 ساعة ألقوا القبض عليه واعترف المتهم على نفسه بكل شىء وكأنه وحده صاحب كل هذه الكارثة، وبتفتيش منزله وجدت النيابة لديه أعمالا أخرى ووجدت أوراق مزورة من الشهر العقارى تثبت ملكيته للوحات محمود سعيد المسروقة، وتأشيرة للسفر لأمريكا بعد ثلاثة أيام من يوم القبض عليه حيث كان ينوى الهرب وتمكنت الشرطة من إعادة اللوحات المسروقة وفى النهاية كان عقابى عزلى من منصبى!!».
عن شكوكها حول واقعة السرقة وماسبقها من أحداث تتذكر «ضحى» وتقول:»مشكلات المتحف لم تبدأ مع اكتشاف سرقة الأعمال الأخيرة بل بدأت منذ حضور الفنان إيهاب اللبان أحد أعضاء لجنة معرض السريالية الأخير إلى المتحف ومعه الشيخة حور القاسمى رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون ورغبتهم فى أن يقيموا معارض داخل المتحف ويدعون سعيهم لتطويره، ويقومون باختيار ما يريدونه من أعمال المتحف ليشارك فى معرض السريالية فى مصر والشارقة وكانت تأتى من د.خالد سرور تعليمات شفوية بدون أى أوراق رسمية، للتصريح بدخول أو الموافقة على تصوير الأعمال المتحفية على أن يرسلوا لى التصريح لاحقاً، ومشاكلى مع القطاع كانت بسبب إصرارى على صدور تصريحات زيارة وتصوير رسمية، وكل ماتم فى معرض السريالية تم بدون أى مكاتبات رسمية لى كمديرة للمتحف باستثناء قرار من الوزير بخروج أعمال السريالية من المتحف والغريب أن اللوحات ضمت أعمالا من اتجاهات فنية أخرى لأنهم اختاروا أعمال أخرى ليس لها علاقة بالسريالية، وبدأت استشعر القلق من دخول إيهاب اللبان المتحف ومعه وفود عربية غير معروفة وأحيانا يتم تسجيل أسماءها فى دفتر الزيارات وأحيانا أخرى لا يسجل أسمائهم، وهذا غير مفهوم وغريب وكتبت أكثر من مذكرة فى هذا الأمر لرئيس القطاع ومنها مذكرات للوزير نفسه، أيضا احمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض كان يدخل بدون تسجيل أسماء من معه أحيانا، وأيضا الفنان  طارق الكومى دخل إلى المتحف يوم 8 يناير الماضى ومعه وفد عربى وقامو بتصوير لوحات فنية دون تصريح فى حين أنه من الممنوع التصوير بدون موافقة القطاع وتقدمت فيه بمذكرة، وقيادات القطاع ابلغونى أن المتحف داخل فى التطوير ولكن فوجئت ان المتحف لا يدخل فى التطوير ولم يدرج فى الميزانية، رغم أن مهندسين عرب ومصريين دخلوا وصورا المتحف والمخازن كمساحة لكن فوجئت أن المتحف لم يدخل بالتطوير».
تكمل: كنت قد تقدمت لوزير الثقافة ولرئيس القطاع بالعديد من الاقتراحات لحل مشاكل المتحف وكتبت شكاوى عديدة عن وجود مشاكل فى الجانب الأمنى بالمتحف وأن الأجهزة الأمنية حالتها غير جيدة وأغلبها معطل وبناء على طلبى شكلت لجنة ولا أحد رد بعدها، وشكوت من أنه تم سحب موظفين لهم خبرة بالمتحف واستبدالهم بموظفين ليس لهم خبرة  الكافية أو القدر الكافى من الثقافة المتحفية، مع احترامى لكل زملائى فى العمل، وأشرت إلى أن خريجى كليات الفنون الجميلة يتم تعيينهم فى قاعات العرض فى حين أن المتاحف فى حاجة لهم».