السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإفتاء المصرية تحذر من حركة «حسم» الإرهابية

الإفتاء المصرية تحذر من حركة «حسم» الإرهابية
الإفتاء المصرية تحذر من حركة «حسم» الإرهابية




قال مرصد دار الإفتاء للفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة إن تحليله للإصدار المرئى الأول للحركة الإرهابية المسماة بسواعد مصر «حسم»، الذى ورد بعنوان «قاتلوهم»، كشف العديد من الدلالات والمضامين، أهمها أن الحركة الإرهابية تنتمى إلى تيار «الإسلام السياسى» وخرجت من عباءته وتحمل فكره، وتعبر عن مفاهيمه ومصطلحاته، وتختلف عن الحركات الإرهابية التكفيرية المتطرفة التى تنتمى إلى اليمين الدينى المتشدد مثل القاعدة وداعش ومن على شاكلتهما.
أضاف المرصد فى تقريره التحليلى اليوم إن الإصدار المرئى الصادر عن الحركة يمثل محاولة لتضخيم قوتها العسكرية وتعدادها البشرى، حيث ورد فى الإصدار المرئى أن هذه الأعمال صادرة عن إدارة العمليات التابعة للجهاز العسكرى للحركة، على نحو يشير إلى أن الحركة تملك أجهزة متنوعة ولا تقتصر على الجهاز العسكري، وإنما القطاع العسكرى جزء من كيان الحركة.
تابع المرصد أن الحركة تعرض تدريبات أفرادها على استخدام الأسلحة والمعدات وتشير إلى أن هذه التدريبات تتم فى معسكرات تدريب خاصة بالحركة، بما يوحى أنها تسيطر على مساحات من الأرض وتقيم عليها معسكرات التدريب، وهو أمر يعطى انطباعًا للمشاهد أن الحركة تملك من أدوات القوة الكثير، ويمكن أن تمتد سيطرتها هذه للتوسع وتشمل مساحات أكبر وربما مدنًا ومحافظات بأكملها، مما يعنى أنها قد تقيم دولة على غرار «داعش» فى سوريا والعراق.
أضاف المرصد إأن الدلالة الثالثة والمهمة فى هذا السياق تقديم الحركة لمبررات العمليات الإرهابية والدموية باعتبارها انتقامًا «للقتل والتشريد والإبادة والتهجير» التى تتم للمواطنين على أيدى مؤسسات الدولة، بما يخلق للأعمال الإرهابية مبررات بأنها بمثابة رد فعل على أعمال عدائية من السلطات الأمنية لشرعنة العنف واعتباره عملا ًمن أعمال مقاومة بطش السلطة وتجبرها، وهو خطاب يُظهر بوضوح أن من يقفون خلفه ينتمون إلى تيار «الإسلام السياسى» الذى دأب على المتاجرة بأوضاع المجتمع ومشكلاته للنيل من النظم القائمة وتشويه صورتها وتسويغ أعمال العنف والإرهاب ضدها، بل وتصوير تلك الأعمال بأنها دفاع عن المواطنين ضد السلطة وبطشها.
وتابع مرصد دار الإفتاء تحليله للإصدار المرئى مبينًا أن تصدير الآية الكريمة «قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ» فى بداية الإصدار المرئى له دلالة مفادها أن الحركة ترى نفسها الفئة المؤمنة التى تقاتل المشركين، وأن ما تحدثه تلك الحركة من قتل وحرق ودمار هو عذاب من الله بأيدى هؤلاء ليشفى الله بهذا العذاب صدور قوم مؤمنين من طائفة تلك الحركة وتيارها.
قال مرصد الإفتاء إن الحركة لم يفتها الإشارة لأعمالها الإرهابية باعتبارها ثأرًا للاعتداء على النساء، وأنها ذكرت المتلقين بمواقف المسلمين تجاه المرأة المسلمة التى اعتدى عليها أحد اليهود بالمدينة فثار المسلمون لتلك المرأة وأخرجوا اليهود من المدينة كرد فعل للاعتداء على المرأة المسلمة، مما يفهم منه أن الحركة الإرهابية تفسر الوضع الحالى من وجهة نظرها المتطرفة بأنها قائمة تقوم مقام المسلمين، وأن السلطات والمؤسسات الحاكمة تمثل اليهود الذين اعتدوا على نساء المسلمين، ويجب على المسلمين جميعًا الانتفاض والانضمام إليها فى ثأرها للنساء المسلمات.
اختتم المرصد تحليله بتأكيده أن هذه الحركة الإرهابية تنتمى إلى تيار الإسلام السياسى وتحمل أفكاره ومفاهيمه، وتستخدم مصطلحاته وتنشد تحقيق أهدافه، وهى بهذا الإصدار تسعى لتكون مستقرًّا لكل العناصر الناقمة على الأوضاع السياسية الراهنة، وقبلة لكل من يسعى للثأر من الدولة والمجتمع المصرى، لتصبح هى قبلة العناصر الإرهابية التى تنطلق من أرضية «الإسلام السياسى» كما أضحى تنظيم «داعش» قبلة العناصر المتطرفة التى تنطلق من أرضية «اليمين الدينى المتطرف».