الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى من أسوان: «ألا إن نصر الله قريب»

السيسى من أسوان: «ألا إن نصر الله قريب»
السيسى من أسوان: «ألا إن نصر الله قريب»




كتب أحمد إمبابى

 

لليوم الثانى على التوالى شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس فى فعاليات المؤتمر الشهرى الثانى للشباب، المقام بمدينة أسوان بمشاركة نحو 1300 شاب من محافظات الصعيد وكبار المسئولين بالدولة.
وشارك الرئيس صباح أمس فى فعاليات الجلسة الموسعة التى عقدت بالمؤتمر لمناقشة مشاريع التنمية فى محافظات الصعيد، والتى شارك فيها كمتحدثين المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء ووزراء الإسكان والكهرباء والتجارة والصناعة والاستثمار.
وتحدث الرئيس السيسى فى ختام الجلسة عن الانطباع والواقع، بمعنى الانطباع الذى يحاول ان يروجه أهل الشر فى إشارة لجماعة الإخوان الإرهابية بإهمال الدولة للصعيد والمحافظات الحدودية، وبين الواقع الذى تقوم به الدولة للاهتمام بأهلنا فى تلك المحافظات.
من جانبه أكد المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أن أحد أهم أسباب المشاكل التى تواجهنا حاليًا، والتحدى الأكبر أيضًا، هو أن المؤسسات والقطاعات لم تعمل بالحد الأدنى الذى يغطى تكلفة تشغيلها، فكانت النتيجة انهيار تلك الخدمات حتى وصلت إلى ما وصلنا إليه الآن.
وأضاف رئيس الوزراء خلال مداخلته بمؤتمر الشباب المنعقد بمحافظة أسوان، بحضور الرئيس السيسى، أن التحدى الأكبر الآن أن يكون لدينا قناعة أن هذا الجهد المبذول والإنفاق على تطوير هذه المرافق هو المحافظة عليها وتطويرها والتأكد من أنها تعمل بكفاءة، وإلا فإن هذا الجهد المبذول سيصبح غير موجود بعد خمس سنوات فقط وستعانى هذه المؤسسات والهيئات مرة أخرى من الإهمال مرة أخرى.
وحول معدلات الفقر فى الصعيد، اعترف رئيس الوزراء، بارتفاع نسب معدلات الفقر فى محافظات الصعيد، لكنه عاد وأكد أن الحكومة تتدخل بشكل مباشر لمعالجة هذا الوضع قائًلا: نتدخل بشكل مباشر لمعالجة هذا الأمر، وذلك من خلال برامج التنمية الاجتماعية مثل تكافل وكرامة، ونسعى خلال العام المالى الحالى الوصول إلى 1.7 مليون أسرة لتستفيد من هذا البرنامج، بتكلفة تصل إلى 8 مليارات جنيه.
وتابع رئيس الوزراء، الحكومة تسعى بأن يكون الصعيد جاذبا للاستثمار وليس طاردا له، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل فى هذا الاتجاه من خلال وضع تشريعات جديدة لجذب الاستثمار فى الصعيد، وطرح الأراضى بالمجان، بالإضافة الى الاستفادة من المزايا النسبية الخاصة بالصعيد خلال الفترة المقبلة، كاشفا عن إقامة أحد المشاريع الكبرى الخاصة بالأعشاب الطبية والعطرية فى محافظة بنى سويف، لإقامة صناعة دواء وتصدير الأعشاب الطبية والعطرية إلى الخارج.
وأضاف الرئيس «السيسى»  ان الارهاب بيدخلنا فى دايرة منخرجش منها ، بهدف أن تستمر الدولة فى دوامة عدم الاستقرار، وقال لو  نفتكر حادث الأقصر 1996 الارهابى الذى تسبب فى ضرب السياحة، مشيرا إلى أن السياحة تعنى وجود أمان واستقرار، وهناك محاولات كثيرة حتى تصبح مصر دولة غير قادرة على النهوض.
واضاف الرئيس : «عمرى ما خفت عليكم او من اى عدو غير من هدم وعينا أو نختلف مع بَعضنَا.. وكل ما امتلكه اخلاص. وأمانة وشرف ، وليس لدى مصلحة غيركم ، وحب الوطن والناس مش كلام.. حب الوطن إخلاص للوطن وتجرد.
وتابع الرئيس حديثه أنه جاء لأسوان حتى يصبح الانطباع هو نفس الواقع.. والمؤتمر الشهرى فرصة علشان أوصل لكل المصريين، والهدف من تلك المؤتمرات أن يواجه أهل الشر اللى بيحاولوا يدوا انطباع مش صحيح للناس، مضيفًا أنه يعرف الصعايدة من الحى الذى كان يسكن فيه، شاف فيهم عزة النفس والكبرياء، بيخافوا على بعض للحماية، ولكن كل واحد بيأكل نفسه بنفسه وما يعتمدش على غيره.
وأوضح الرئيس أن قطاع السياحة لو كان يعمل بنفس طاقته طول السنوات الماضية كان يكفى احتياجات مصر..  وكل ما يحدث فى مصر يتم علشان الخير ما يجيش، ولكن بيستهدفوا الشر علشان ما يرحمش اخوه المصرى، كما ان مصر اكبر نسبة مقاصد سياحية فى العالم، والناس تتمنى انها تيجى تشوفها.. والهدف انهم يدخلونا دايرة الارهاب ، وكل ما نرفع راسنا ، يحدث شىء علشان ننزلها، ولكن احنا مصرين على اننا نرفع راسنا.. وربنا هيرفع راية البلد دى، ومصرين على ان نقاتل ، نقاتل مع ظروفنا وتحدياتها ومستقبل افضل لأولادنا.
وحول الارهاب قال الرئيس لا الدولة ولا الاعلام ولا الاجهزة ستدافع عنها وحدها ولكن كل المصريين .. واختتم الرئيس كلامه بقوله تعالى «ألا إن نصر الله قريب».
 يأتى ذلك فى الوقت الذى عقد فيه الرئيس السيسى جلسة خاصة مع 150 شابا من شباب الصعيد على هامش المؤتمر مساء يوم الجمعة .. قدم فيه الرئيس فى البداية التهنئة لأهالى محافظة أسوان بمناسبة عيدها القومى، الذى يتزامن مع ذكرى الانتهاء من بناء السد العالى.
وأكد الرئيس أن الشباب هم الذين يبنون مستقبل مصر، لاسيما فى ضوء أن 60% من سكان مصر من الشباب، مشيراً إلى حرص الدولة على تحقيق التقدم الذى يلبى تطلعات الشعب المصرى خاصةً الشباب. وأعرب فى هذا السياق عن ثقته فى أن مصر ينتظرها غد أفضل، مؤكداً حرصه الدائم على الالتقاء بالشباب من جميع أنحاء مصر ومناقشة ما يشغلهم من قضايا وموضوعات بصدق وأمانة.
ودار أثناء اللقاء حوار مفتوح مع الشباب رد خلاله الرئيس على استفساراتهم، حيث أوضح أهمية الانتباه إلى التحديات والمشكلات التى تعانى منها مصر لعقود، مشيراً إلى أنه رغم ما يتحقق من نمو اقتصادي، فإن الزيادة السكانية تستهلك جزءاً كبيراً من هذا النمو، وهو ما يعد تحدياً محورياً يجب التعامل معه بجدية.
وأشار الرئيس فى هذا الإطار إلى أن جهود إدخال خدمة الصرف الصحى إلى 4500 قرية فى مختلف أنحاء مصر تشهد معدلات غير مسبوقة حيث من المقرر أن ترتفع من 10% إلى 40% خلال عامين بتكلفة تبلغ 180 مليار جنيه، إلا أنه فى ضوء استمرار زيادة معدلات نمو السكان والتوسع العمرانى غير المخطط فإن مزيداً من القرى سيظل فى احتياج إلى خدمة الصرف الصحي، فضلاً عن مواصلة جهود تطوير الصرف الزراعى والصناعى.
وأضاف الرئيس أن أكبر تحد يواجه مصر هو تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، لاسيما فى ضوء أن النمو الاقتصادى يساهم بفعالية فى الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين وتحقيق مستقبل أفضل للجميع.
وأكد أن جهود الدولة لتطوير مختلف الخدمات والقطاعات والوفاء باحتياجات الاستثمار والتنمية مستمرة، مشيراً فى هذا السياق إلى أن تطوير قطاع الكهرباء فقط على مستوى الجمهورية تكلف نحو 450 مليار جنيه، فضلاً عن استكمال خطة الارتقاء بشبكات نقل وتوزيع الكهرباء بتكلفة تبلغ حوالى 60 مليار جنيه.
كما أكد الرئيس أهمية تضافر جهود جميع أطياف المجتمع من أجل التغلب على التحديات التى تواجه مصر، مشيراً إلى المشروعات الجارية لبناء مدن جديدة منها 4 فى الصعيد للحد من النمو العمرانى غير المخطط.
وعبر الرئيس عن أهمية أن يدرك الشعب المصرى حجم الصعاب التى تواجهه، وأن يضع أمامه الأهداف التى يتطلع إلى تحقيقها حتى يمكن الوصول إلى النتائج المرجوة. وأكد سيادته مجدداً أن الدولة ملتزمة بتلبية طلبات كل من تنطبق عليه الشروط للحصول على وحدة سكنية فى إطار مشروعات الاسكان الاجتماعي، وذلك لضمان التخفيف على المواطنين محدودى الدخل وتوفير احتياجاتهم من الوحدات السكنية.
ورداً على أحد استفسارات الشباب حول سبل الارتقاء بقطاع صناعة الدواء فى مصر، أوضح الرئيس أن القرارات الاقتصادية التى تم اتخاذها مؤخراً جاءت بهدف التعامل مع مشكلة مزمنة عانى منها الاقتصاد المصرى لسنوات طويلة، مشيراً إلى أن الدولة تسعى إلى تطوير شركات قطاع الاعمال العاملة فى مجال صناعة الدواء بهدف تطوير إنتاجها من الدواء والوفاء باحتياجات السوق.
 وذكر الرئيس فى هذا الاطار أن جهود تطوير شركات قطاع الأعمال العاملة فى مختلف القطاعات مستمرة، وأنه جار العمل على القضاء على المشكلات التى تعانى منها تلك الشركات، مشيراً إلى أن الحقبة التى شهدت تأسيس شركات قطاع الاعمال صاحبها توفير بيئة تشريعية وثقافية معينة، وهو ما يستلزم تعديلها وتغييرها من أجل مواكبة توجه الاقتصاد الحر الذى تتبناه الدولة حالياً، واتخاذ إجراءات موازية لتعزيز التنافسية وزيادة المعروض من السلع بأسعار مناسبة ليتواكب مع الزيادة التى يشهدها الطلب عليها، مع مواصلة الحكومة جهودها فى تشديد الرقابة على الأسواق والتصدى للتجاوزات. كما أكد سيادته أهمية تحقيق الاستخدام الأمثل لمراكز التدريب الفنى والتأهيل المهنى بهدف توفير احتياجات سوق العمل من العمالة المدربة.
 ورداً على تساؤل إحدى الشابات بشأن ما تبذله الدولة من جهود لتمكين المرأة، أعرب الرئيس عن تقديره للمرأة المصرية وما تقدمه من تضحيات وتبذله من جهود مُقدرة للنهوض بالمجتمع المصري، مؤكداً حرص الدولة على الارتقاء بأحوال المرأة والاستفادة مما تتمتع به من قدرات وإمكانيات. ومن جانب آخر، أشار الرئيس إلى أهمية تقديم أعمال فنية وثقافية تليق بالذوق المصرى وتعكس القيم الحضارية الأصيلة للشعب المصري. كما أكد الرئيس استمرار دعم أى جهد يهدف إلى تعزيز وحدة النسيج الوطنى والتعايش المشترك.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد الرئيس فيما يتعلق بموضوع سد النهضة، ضرورة التأنى فى رد الفعل تجاه أى تصريحات، مؤكداً أن قلق الشعب المصرى فى هذا الشـأن مشروع، حيث يتعلق بحياة المصريين منذ آلاف السنين، مضيفاً أن هذه القضية مسألة حياة أو موت ولا يمكن العبث بها، مؤكداً أن التعاون مع الأشقاء الإثيوبيين فى هذا الصدد يسير على نحو جيد وفقاً لاتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة.
ومن جانب آخر ذكر الرئيس أن مصر تبذل جهداً كبيراً فى التواصل مع كافة الأطراف المعنية بعملية السلام فى الشرق الأوسط  لتجنب أى تعقيدات وإتاحة الفرصة للتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
كما استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى نشاطه فى إطار فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر الوطنى الدورى للشباب بمدينة أسوان بالمشاركة فى جلسة «الصعيد ما بين التحديات وآفاق التنمية».
وقد قام الرئيس بمداخلة خلال الجلسة أكد فيها أهمية زيادة الوعى لدى المواطنين بالتحديات والمشاكل القائمة والتكلفة اللازمة للتغلب عليها، مؤكداً أن تحصيل الثمن الفعّلى للخدمات التى تُقدمها الدولة يساهم فى ضمان استدامتها وتمكين الدولة من تنفيذ أعمال الصيانة والتطوير اللازمة، وذلك حتى لا تتدهور المرافق وينخفض مستوى الخدمات المقدمة، وهو ما تعمل الدولة على تجنبه. وأضاف أن الدولة انفقت على قطاع الكهرباء خلال السنتين الماضيتين مبلغا يصل إلى نحو 4 مليارات دولار، بما يعكس الأهمية التى توليها لتوفير خدمة متميزة فى هذا المجال.
كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس فى جلسة «مبادرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة للصعيد» فى إطار فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر الوطنى الدورى للشباب بمدينة أسوان، والتى تحدث خلالها عدد من المسئولين منهم وزراء التجارة والصناعة، والتعاون الدولي، ومحافظا المنيا وأسوان، ورئيس جمعية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن عدد من شباب الصعيد.
وتفقد الرئيس محطة الصرف الصحى بالمنطقة المجاورة لمصنع كيما بأسوان، ووجه الرئيس الحكومة بالتوصل فى أسرع وقت إلى حل حاسم لإنهاء هذه المشكلة.
ورداً على مداخلة مواطنة مصرية من النوبة، أكد الرئيس أن النوبة جزء عزيز وغال من أرض مصر، مشيداً بما قدمه أهل النوبة من تضحيات مُقدرة خلال مسيرة بناء الوطن، وأكد الرئيس أن الدولة تولى أهمية كبيرة لتنمية النوبة والارتقاء بمستوى الخدمات التى يتم تقديمها لأهلها، مشيراً إلى قيام مساعد رئيس الجمهورية بمتابعة جهود تنمية النوبة بشكل دوري، حيث استعرض مساعد رئيس الجمهورية المشروعات الجارى تنفيذها لتنمية النوبة، والتى تتضمن الارتقاء بمختلف المرافق وتوفير الوحدات السكنية وإنشاء منطقة صناعية، مشيراً إلى أنه جار إنشاء جهاز مستقل لتنمية هذه المنطقة وتخصيص الموارد المالية اللازمة لتنمية النوبة بشكل ملموس، ومؤكداً حرص السيد الرئيس على متابعة هذه الجهود بشكل أسبوعى.
وأكد الرئيس فى ختام الجلسة أن مصر قادرة على التصدى لمن يحاول خلق فتنة بين أبناء شعبها، وأنها باقية بوحدة أهلها، معرباً عن ثقته الكاملة فى أن مصر ستحقق النهضة التنموية التى يتطلع إليها أبناؤها.