مدير «الهندسية» بأوقاف القليوبية ينكر وجود مسجد ببنها

القليوبية ـ حنان عليوه

شهدت الإدارة الهندسية بمديرية الأوقاف بالقليوبية، فسادًا ماليًا وإداريًا بمسجد «عمر بن الخطاب» بقرية جمجرة التابعة لمدينة بنها فى القليوبية، حيث ضرب المقاول القوانين والرسومات الهندسية بالمسجد عرض الحائط وقام بإهدار مساحة من المسجد للشارع، فضلا عن بناء طابق ثالث بما يخالف الشروط ببناء طابقين فقط، رغم صدور قرارات بوقف الأعمال بسبب تلك المخالفات.
«روزاليوسف»، حصلت على مستندات رصدت مخالفات فى المسجد المذكور نتيجة وجود عيوب فى التصميمات الهندسية والإنشائية وإهمال الإدارة الهندسية فى الإشراف على الأعمال، وترك المتبرع بالعمل دون استشارات هندسية وعدم الإلتزام بالتعليمات، وقيام القائم بالأعمال بالاستمرار فى المخالفات، رغم قرارات توقف الأعمال بسبب المخالفات التى ارتكبها.
وكشفت المستندات كارثة تضليل المهندس محمد عبدالمنعم عفيفى، مدير الإدارة الهندسية بمديرية الأوقاف بالقليوبية، أثناء العرض على الشيخ محمود أبو حبيسة وكيل الوزارة بالقليوبية، ومدير عام المشروعات بالوزارة، ومدير الإدارة العامة للمشتريات والتصميمات بالوزارة، ورئيس قطاع شئون المديريات بوزارة الأوقاف، يفيد بعدم وجود مسجد باسم عمر بن الخطاب ببنها قائم به إحلال وتجديد جهود ذاتية، رغم وجود المسجد بقرية جمجرة ببنها.
كما تضمنت المخالفات قرار الإزالة الصادر من الوحدة المحلية بجمجرة بالمخالفات لرخصة الهدم الذى حمل رقم ١٦٦ لسنة ٢٠١٤، وإصدار رخصة بناء رقم ٨ لسنة ٢٠١٥، وصدر قرار إيقاب للأعمال ومحضر مخالفة أعمال رقم ٤٥ لسنة ٢٠١٦ ، إلا أن القائم بالأعمال ضرب بالقوانين والتعليمات عرض الحائط وقام ببناء طابق ثالث فوق المسجد دون مراجعة المسئولين بالإدارة الهندسية.
كان فتحى محمد على، أحد أبناء قرية جمجرة التابعة لمركز بنها قد تقدم بطلب لوكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية، للموافقة على إحلال وتجديد المسجد بالجهود الذاتية، بسبب انخفاض مستواه عن مستوى الشارع الرئيسى ووجد ترخيم فى أرضيته ورشح بجدران المسجد ودورات المياه وغير الصالح للاستخدام، على أن يكون الإشراف المباشر  للإدارة الهندسية بمديرية الأوقاف بالقليوبية، وتمت الموافقة وتحديد مدة عام للانتهاء من الأعمال بالمسجد.
وتضمنت الموافقة على التصريح للمتبرع بالهدم وإعادة بناء المسجد على دورين فقط لاستخدامه للصلاة بالجهود الذاتية دون الرجوع للوزارة بأى شىء فى التكاليف، والالتزام الكامل بما أقره المتبرع.
وقد أثارت تلك المخالفات غضب أهالى قرية جمجرة الأمر الذى دفعهم بالتقدم بشكوى إلى الشيخ محمود أبو حبيسة وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية، وقع عليها نحو ١٠٠ شخص من أبناء القرية باعتراضهم على المخالفات التى ارتكبها المقاول خلال الأعمال بالمسجد، وقرر المهندس محمد عبدالمنعم عفيفى مدير الإدارة الهندسية بأوقاف القليوبية، بتشكيل لجنة أثبتت وجود مخالفات بالأعمال على الطبيعة مخالفة للرسوم الهندسية والشروط، وقرر على عامل العهدة بعدم السماح للمتبرع باستكمال الأعمال فى المسجد إلا بعد تعديل الرسومات الهندسية لصالح المسجد.
فيما ضرب المقاول القوانين عرض الحائط مخالفا للشروط والرسومات الهندسية، حيث قام بصب الخرسانة المسلحة للقواعد وترك حارة بجوار الجار الشرعى والاستمرار فى الأعمال دون الإشراف الهندسى من المديرية، كما تسبب تلك المخالفات فى إهدار مساحة كبيرة من المسجد نحو ٢٢.٥٠ م²، بالحدين القبلى والغربى مخالفا فصل الحد المساحى المنفذ بالخريطة المساحية.
كما تضمنت شكوى الأهالى بتضررهم من المتبرع بسبب ارتكابه مخالفات بالمسجد، وتعدى منزله الخاص الواقع بجوار المسجد على أملاك الشارع العمومى الواقع بين المنزل والمسجد وامتدت المخالفات إلى أملاك الرى، منوهين أن المتبرع لم يتكلف الأعمال بالمسجد على نفقته الخاصة ولكن تم جمع أموال الإحلال والتجديد بتبرعات من الأهالى، كما أنه مازال مستمرًا فى جمع التبرعات.
ورصدت  اللجنة التى شكلت بقرار من مدير الإدارة الهندسية بمديرية الأوقاف بالقليوبية  وجود مخالفات وتم رفع التقرير إليه إلا أنه لم يوقع على تلك المخالفات حتى الآن وأصبحت حبيسة الأدراج، وعندما تقدم الأهالى بشكوى إلى الوزارة قام مدير الإدارة الهندسية بالعرض المضلل بعدم وجود مسجد بالاسم المذكور متضامنا مع المقاول والمتبرع فى تلك المخالفات.
وطالب أهالى قرية جمجرة اللواء عمرو عبدالمنعم محافظ القليوبية، والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، والشيخ محمود أبوحبيسة وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية، بالتدخل ووقف تلك الأعمال المخالفة، وتحمل المخالفين نفقة المخالفات وإحالتهم للجهات القانونية نظرا لكونه مسجد وليس منشأة خاصة، كما أنه بتبرعات من الأهالى.