الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

معرض الكتاب و العدالة الثقافية

معرض الكتاب و العدالة الثقافية
معرض الكتاب و العدالة الثقافية




محمد عبد الحافظ ناصف يكتب
هناك أحداث ثقافية فى مصر لا تمر مرور الكرام فى حياتنا و منها  معرض القاهرة الدولى للكتاب و خاصة فى دورته 48  التى حملت عنوان «الشباب و ثقافة المستقبل»، و كانت المغرب ضيف الشرف و الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور  شخصيتها الرئيسية،  وقد عبر البوستر الخاص بالمعرض هذا العام عن عين شابة جريئة على الفعل الفنى للفنان محمد عبد الفتاح الفائز بتصميم البوستر الخاص بالمعرض لعام 17 و هو أحد أبناء الوزارة الذين يعملون بإخلاص و دأب و احترم و علم و احترافية و قد رشحه لى الصديق الدكتور سعيد المصري مساعد وزير الثقافة الأسبق ليعمل معى فى قصور الثقافة حين أعتذر عن الاستمرار فى الوزارة لظروف خاصة بعد رحيل الدكتور جابر عصفور و كنت سعيدا به لمعرفة قدراته الخاصة و لكنهم رفضوا انتدابه من القطاع لقصور الثقافة و لديهم حق .
يعتبر معرض القاهرة الدولي للكتاب أهم تظاهرة ثقافية فى مصر على الإطلاق على مدار ما يقرب من 48 دورة هى عمره، و يجب أن نستعد للاحتفال بخمسين عاما على وجوده من الآن و تشكل لجنة لبدء وضع تصور عام له، و الجميل أن تلك التظاهرة تقام على مدار ما يقرب من أسبوعين سنويا، و فى إجازة نصف العام، فيجد فيهما كل محب أو عاشق للثقافة و الفن زاده الذى يبحث عنه بين صالاته و مخيماته و أجنحته، فعدد كبير من الدول العربية و الأجنبية تشارك فيه لتسويق الكتاب رغم أن العائد المادى ربما لا يتوازى لكثير من المعارض الأخرى فى بعض الدول العربية ولكن مئات من دور النشر تتواجد فى صالاته، و مئات الفعاليات الثقافية و الفنية تقدم للزائر وجبة ثقافية ساخنة - رغم البرد و المطر أحيانا -  من عروض الكتب و الندوات  و ورش العمل، وتبدأ يوميا من التاسعة صباحا و حتى العاشرة مساء، و السؤال الملح الذى يطاردنى، لماذا لا يستمر المعرض بحذافيره  وبالفعاليات الكبيرة والصغيرة نفسها فى أقاليم مصر الثقافية الست، أعرف أن المعرض يتحرك للمحافظات ولكنه يتحرك بالهيئة العامة المصرية للكتاب وعدد قليل من دور النشر الخاصة والعامة  بهذه المناسبة، لذا أقترح أن نبدأ التجربة فى عواصم الأقاليم الثقافية ؛ فى الإسكندرية والمنصورة و الإسماعيلية و أسيوط و الأقصر، وبهذا نقدم وجبة ثقافية متكاملة بنفس الروح والحماس و الدعم الذى يقدم فى القاهرة .
 الأمر فى تصورى و من واقع خبرة على الأرض كمسئول سابق و أسبق عن سبع مناصب ثقافية زائلة فى الوزارة  ليس صعبا ولكنه ممكن لعدة أسباب أهمها على الإطلاق أن أغلب من يشكلون عماد المعرض من الهيئات و القطاعات و المؤسسات والوزارات فى القاهرة لهم  فروعهم و مكاتبهم فى الأقاليم الثقافية و مثال ذلك الهيئة العامة للكتاب و الهيئة العامة لقصور الثقافة و قطاعات الوزارة المتهمة بالنشر تتواجد كتبها فى صندوق التنمية الثقافية  و كل المؤسسات الصحفية لها فروعها و كتبها فى الأقاليم مثل دار المعارف التى لها ما يقرب من 25 فرعا لتوزيع الكتب و كذلك الأهرام و الأخبار و الجمهورية و دار الهلال و كل إقليم ثقافي لديه فرقه الفنية و الموسيقية و الفنون الشعبية و فرق الأطفال التى تستطيع أن تقيم عماد المخيمات الفنية و كل إقليم به كتابه و شعرائه و مثقفيه و نستطيع أن نستضيف من نشاء من شخصيات أدبية وعلمية و فنية من القاهرة و العالم العربي، ويبقى فقط دور المحافظات التى يجب أن تساعد بهمة فى اختيار الأماكن المناسبة  واختيار التوقيت الذى يناسب كل إقليم من الأقاليم الثقافية، فعلىى سبيل المثال من المكن ان يكون توقيتات الأقصر و أسيوط فى الشتاء و توقيتات إسكندرية و الإسماعيلية فى الصيف ويكون توقيت المنصورة فى الربيع.
أعتقد أن ذلك من الممكن أن يكون نموذجا من النماذج الجادة والفاعلة على الأرض لتحقيق العدالة الثقافية فى مصر يا معالى الوزير وختاما تحية لصاحب فكرة المعرض قديما وللقائمين عليه فى دورته الجديدة د هيثم الحاج على والكتيبة التى تعمل معه ولكل من شارك فيه وقدم جهدا محترما.