الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الجبل العميق» قراءة معاصرة للمسألة «الأرمينية»

«الجبل العميق» قراءة معاصرة للمسألة «الأرمينية»
«الجبل العميق» قراءة معاصرة للمسألة «الأرمينية»




كتب - إسلام أنور


استضاف المركز الدولى للكتاب بالقاهرة، حفل توقيع ومناقشة الترجمة العربية لكتاب «الجبل العميق.. رؤية إنسانية معاصرة للمسألة الأرمينية» للكاتبة التركية «اجى تملكران»، وترجمة الشاعر المصرى «ميسرة صلاح الدين»، بحضور الناشر محمد البعلي، والباحث أشرف ميلاد والكاتب مدحت طه.
وقال «ميسرة»: الكتاب يجمع بين التحقيق الصحفى والكتابة الأدبية، عبر تدوين مجموعة من الشهادات لمواطنين «أرمن» يقيمون فى أربع دول مختلفة، بدءًا من أرمينيا، وبعدها فرنسا، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا.
مشيرًا إلى أن «الأرمن» عاشوا فى تركيا داخل أطار الإمبراطورية العثمانية مثل مختلف الجنسيات  الأخرى، إلا أنه مع تطور أحداث الحرب العالمية الأولى، تعرض الكثير من الأرمن للتهجير والموت، والروايات الرسمية التركية تؤكد أن الضحايا الأرمن لم يتجاوزا مائتى ألف شخص، ولكن الروايات الأرمينية تؤكد أنهم مليون  شخص.
وأضاف «ميسرة»، الكاتبة تعاملت بذكاء كبير فى صياغتها للكتاب، حيث إنها لم تعبر عن رأيها فى القضية بشكل مباشر، وإنما قدمت شهادات للمجموعة من المرتبطين بالمسألة الأرمنية، كما أنها حاولت التقريب بين الأتراك والأرمن بالحديث عن أوجه الشبه بينهما.
ومن جانبه قال الناشر محمد البعلي:إن الكتاب بدأ كسلسلة من المقالات كتبتها «اجى تملكران» عام 2006، فى ظل توتر العلاقات بين تركيا وأرمينيا، وبالتزامن مع مناقشة البرلمان الفرنسى لقانون «تجريم الإبادة الجماعية للأرمن»، ولكن عقب اغتيال الصحفى والناشط التركى الأرمنى «هرانت دينك» تطور الأمر ليصبح كتابا بعنوان «الجبل العميق»، يجمع مجموعة من الشهادات والرؤى المعاصرة حول القضية الأرمنية فى كل من «أرمينيا وفرنسا وأمريكا»، بل وحتى تركيا حاملة رؤية شاملة للقضية الأرمنية وذلك من زاوية إنسانية غاية فى العذوبة والتفرد.
وأضاف البعلى للكتاب قصة طويلة مع دار صفصافة بداية من عام ٢٠١٤، حيث تقدمنا بمشروع لترجمة الكتاب ضمن برنامج دعم الترجمة التابع للسفارة التركيا فرفضوا لاعتراضهم على مضمونه، وفى ذات الوقت تقدمنا لمشروع دعم ترجمة الكتاب الأرمينية ورفض أيضا لأنه لا يقدم وجهة نظرهم، وهذا ما يؤكد على مدى استقلالية الكاتبة ولذلك حرصنا على ترجمته وإصداره.
وفى هذا السياق قال الباحث أشرف ميلاد: إن القصص والروايات المدعومة إعلاميا حول القضية الأرمنية مختلفة، كما تكمن صعوبة الأمر فى أنه حدث منذ قرن، مشيرًا إلى أن مذبحة الأرمن هى ثانى أشهر مذبحة فى التاريخ بعد الهولوكست، وإسرائيل لم تعترف بها حتى الآن، كما أنه لم يعترف بالمذبحة سوى أربعين دولة حول العالم أى 15% من دول العالم، حيث إن الاعتراف بالمذبحة يخضع لتوازنات سياسية خصوصا بالعالم العربي.
ومن جانبه أشار الكاتب مدحت طه إلى الكتاب مهم لفهم القضية الأرمينية وتداعيتها، كما أنه مهم للتعرف على صور الإبادة العرقية بشكل عام، وما يميز الكتاب انه لا يجيب عن كل التساؤلات لكنه يفتح أفقا لقضايا لاتزال تستدعى الانتباه.
وأوضح «طه» أن المسألة الأرمنية لها نصيب أكبر من الإعلام، مقارنة بمذابح أخرى، وذلك نظرا لأن الأرمن موجودون بقوة، بعدما إنهم توزعوا فى دول مختلفة، مشيرًا إلى المجازر التى ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى والتى للأسف يقف العالم مكتوف الأيدى أمامها.