الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مائدة مستديرة» عن آفاق الترجمة بين العربية والروسية

«مائدة مستديرة» عن آفاق الترجمة بين العربية والروسية
«مائدة مستديرة» عن آفاق الترجمة بين العربية والروسية




كتب - خالد بيومى


ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ48، عقدت مائدة مستديرة لمناقشة آفاق وإشكاليات الترجمة بين العربية والروسية، شارك فيها أكاديميون ومترجمون من الجانبين المصرى والروسي.
فى البداية استشهد المترجم أنور إبراهيم بمقولة بوشكين: «المترجم جواد يجر عربات بريد التنوير»، وأشار إبراهيم إلى وجود حركة ترجمة نشطة عن الروسية إلى العربية ولكنها كانت عن لغات وسيطة وليس عن الروسية مباشرة، حيث كانت المركزية الأوروبية طاغية وكانت الترجمة تتم عن الإنجليزية والفرنسية، وكانت اختيارات المترجمين شخصية بحتة، ولم يكن هناك استراتيجية معتمدة للترجمة.
ولفت إبراهيم إلى وجود حلقة مفقودة لكثرة من الكتاب الروس خلال الفترة السوفيتية ولديهم أعمال مهمة جدا، وفى مقدمتها الرواية الروسية التى تعد ديوان الحياة الروسية، فالأدب الروسى مرآة للحياة الروسية وروسيا أحد القطبين فى النظام العالمي.
وطالب إبراهيم بضرورة الحصول على قوائم معهد الاستشراق فى روسيا، لأنها تحوى جزءًا كبيرًا عن مصر وجزءًا كبيرًا من تاريخنا موجود بالأرشيف الروسي، كما أننا لا نعرف شيئا عن تاريخ روسيا القديم ولا الفلسفة الروسية، ناهيك عن المنجزات العلمية الروسية مع ضرورة الحصول على حقوق الترجمة.
أما د.حسين الشافعى رئيس المؤسسة المصرية للثقافة والعلوم، فكشف عن التقدم بطلب رسمى لوزارة التضامن لإنشاء اتحاد المترجمين الروس والعرب، ويأمل أن تنطلق أنشطة الاتحاد فى أوائل مارس المقبل.
كما نوه عن التحضير لمؤتمر المستشرقين الروس فى سبتمبر المقبل، والذى يحمل عنوان «الترجمة بين العربية والروسية»، بمشاركة مستشرقين روس وأكاديميين عرب.
كما أعلن عن طموح دار «أنباء روسيا» عن الوصول إلى العدد مائة فى قائمة إصداراتها بحلول سبتمبر المقبل، والتى بلغ عددها حتى الآن 73 عنوانا.
وأشار الشافعى إلى أن المشكلة الأساسية فى الترجمة هى ضعف التكوين الثقافى لدى المترجمين والإلمام بالظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع.
من جانبه أكد د.محمد نصر الدين الجبالي، أستاذ اللغة الروسية بكلية الألسن إلى أهمية الاقتصاد المعرفي، مشيرا إلى أن الترجمة أحد الوسائط الرئيسية فى اقتصاد المعرفة ومن ثم يجب التعامل مع الترجمة كمشروع اقتصادى وتحديد المستهدف منه، وإعطاء مساحة للمبادرة الشخصية، وضرورة التصدى للترجمات العشوائية التى تصدر عن دور النشر الخاصة، حتى نتجنب ظهور ترجمات مشوهة تسيء إلى العمل الأدبي.
وأكد على دور الدولة فى تأهيل المترجم وتحديد أطر اختياراته، كما طالب الجبالى بضرورة التنسيق بين مراكز الترجمة فى العالم العربى ومؤسسات الترجمة الروسية، من أجل إصدار مائة عنوان، تضم كنوز الثقافتين العربية والروسية.
واقترح الجبالى أن تقوم كل جامعة بإنشاء مركز للترجمة وتكليف أعضاء البعثات الخارجية بترجمة الرسالات التى أنجزوها إلى اللغة العربية، وبالتالى سوف يكون لدينا رصيد معرفى ضخم يمكن الإفادة منه فى مسيرة التقدم.
أما المترجم طلعت الشايب فتناول تجربته فى الترجمة أثناء التحاقه بالقوات المسلحة عام 1967 ضمن 40 مجندا مصريا، يحملون مؤهلات عليا وتم إرسالهم فى بعثة إلى روسيا لمدة ثمانية أشهر لتعلم اللغة الروسية من أجل التواصل مع الخبراء الروس فى مصر، الذين كانوا متواجدين فى مصر خلال حرب الاستنزاف، وأكد أن انتصار أكتوبر يستند إلى علم عسكري، هذا العلم العسكرى يحتاج إلى وسيط وهذا الوسيط هو الترجمة، التى مكنتنا من نقل الخبرة العسكرية الروسية إلى الجنود والضباط المصريين، وقد ترجم ثلاثة كتب فى المجال العسكرى عن الروسية مباشرة، رغم أنه ترجم أربعين كتابا عن الإنجليزية.
وأشار الشايب إلى أن المترجم هو ناقل ثقافة ولا يكفى معرفة اللغتين التى ينقل عنها والتى ينقل إليها فقط.
واستشهد بمقولة طه حسين «من الضرورى أن تفهم لكى تُفهم»، وبمقولة «فوكو»: «ألا تترجم نفس الشيء تقريبا».
واكد أن المترجم جزء أساسى فى عملية التنوير، ولولا المترجمين ما انتقلت الحضارة الأوروبية إلى الحضارة الإسلامية والعكس.
أما المستشرقة الروسية «آنا بيليكا»، فأكدت أن المشكلة ليست فى الترجمة ولكن فى غياب التعاون بين الثقافات المختلفة، فأى ثقافة نحتاج إليها؟ وكيف نتداول الثقافة العربية فى مجتمع روسيا الحديثة، فللأسف الشباب الروسى لا يعلم شيئا عن الثورة المصرية الحديثة، حتى الكبار، فذاكرة والدى توقفت عند ثورة يوليو التى تناولها يوسف شاهين فى أفلامه، فنحن فى حاجة إلى ترجمة المصطلحات الشعبية المصرية واللغة العامية والنكتة المصرية، ولا بديل عن التقارب بين الثقافتين حتى لو تم عن طريق وسائل الاتصال الحديثة مثل «اسكاى بي» على سبيل المثال.