الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لقاء الحضارات فى ختام العام الثقافى المصرى - الصينى

لقاء الحضارات فى ختام العام الثقافى المصرى - الصينى
لقاء الحضارات فى ختام العام الثقافى المصرى - الصينى




رسالة الصين - سوزى شكرى

فى مقاطعة «جوانزو» بالصين أقيم مؤخرا حفل ختام العام الثقافى المصرى الصينى الذى تشرفت بوجودى ضمن الوفد الصحفى والإعلامى له، والتى انطلقت فعالياته  فى يناير 2016 فى محافظة الأقصر، وبحضور الرئيس «السيسى»، ونظيره الصينى «شى جين بينج»  وتم تحدد خريطة فعاليات العام الثقافى المصرى الصينى 2016 تحت عنوان «365 يوم للمصريين فى الصين».
■ جمهورية الصين الشعبية تأسست 1949
الصين نموذج ناجح للدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة التى تخطت المليار ونصف المليار نسمة، يحكمها  نظام الحزب الواحد وهو الحزب الشيوعى، وبعد 61 عاما من الإصلاح والتنمية الاقتصادية، أصبحت الصين دولة استثنائية من الصعب تجاهلها فهى صاحبة أشهر مقولة «التغيير ممكن حتى لو كان مستحيلاً»، لذلك حين يضيق بنا الحال نبدأ فى سرد قصص عن إنجازاتها وقفزاتها الإنتاجية، وثقافة شعبها التى تخطت كل العقبات والخلافات الفكرية العقائدية، تلقائياً نجد انفسنا نطرح السؤال البديهى ماذا فعلت الصين حكومة وشعباً لتفرض وجودها على العالم.
■ 3 ليالٍ فى جمهورية الصين الشعبية مقاطعة «جوانزو».
 رحلتنا للصين استغرقت 72 ساعة فقط! لذا كان يجب علينا جميعا متابعة كل شىء بتركيز، المحلات أغلبها مزينة باللون الأحمر، يعبر عند الصينيين عن البهجة والسعادة والحيوية، ينتشر اللون الأحمر بمناسبة قرب رأس السنة الميلادية وعيد الربيع بحسب التقويم الصينى، وهذا يؤكد أن الحضارة الصينية مستمرة بكل ما فيها من موروثات، وهذا عكس حضارات العالم والحضارة الفرعونية التى توقفنا عن الاحتفال بشعائرها واتجهنا كمصريين للغرب.
■ كله صينى «شعب الصين يعتز بلغته وبإنتاجه»
لا يوجد منتجات مستوردة من دول أخرى كلها منتجات صينية، شعرت بالغيرة على بلدى مصر متى يصبح لنا منتج  «صنع فى مصر»، شعب الصين يعتز بإنتاجه ويروج له بكل طرق الدعاية، الأذواق تنم عن سيطرة ثقافة أساطير الحضارة الصينة مثل «التنين الأحمر النارى»، رمز القوة والحكمة، صعب جدا أن تجد من يجيد اللغة الإنجليزية من الصينيين، ولو فى حدود أبسط الكلمات للتفاهم، أما من حيث ملامحهم المتشابهة فقد يبدو من أول وهلة أنهم متشابهون لكن مع قليل من التركيز ستجدهم مختلفين، شوارع نظيفة، وليست مزدحمة كما توقعت، والكل يسير بنظام، المرأة تعمل فى كل المهن ولا تنجب إلا طفلاً واحدًا، وسمح لهن فى العام الماضى بالطفل الثانى، هذا لن يحدث فى مصر نهائياً أن يمنع الانجاب بقرار حكومى! ناهيك عن ذلك فالشوارع ليس بها قطة ضالة، أو كلب على الرصيف، السيارات تلتزم بإشارات المرور تسير بسهولة، ويلاحظ أن للأرقام الفردية يوما، والأرقام الزوجية تسير فى يوم آخر، الدراجات عددها يفوق السيارات، وهنا تذكرت ازدحام شوارع القاهرة فترة الظهيرة، وماذا لو أصدرت الحكومة المصرية نفس القرار لتخفيف ضغط المرور فى الشارع، بالتأكيد سوف يقابل القرار بالهجوم والرفض، وهل أصحاب السيارات فى مصر يجيدون استخدام الدراجات!  
الكبارى تكسوها النباتات بالوان مبهجة من الجانبين، الأرصفة متساوية بدون تكسير، أتوبيسات ملونة مكتوب عليها الأرقام بحروف اللغة الصينية، التى أعشق تشكيلاتها فنياً وتشكيليا، كل شىء حولى صينى لا يوجد أى إعلان بلغة أخرى، دليل على حرصهم على عدم استبدال لغتهم بلغة أخرى.
ولكن ما الذى جعلهم ملتزمين.. هل هو قانون حكومة يلزمهم؟، أم أن المحافظة على الجمال يرجع إلى أيديولوجيات الشعب الصينى؟، وهل من المعقول أن يكون الجمال  بقرار حكومى؟،  ولو أن ربط الجمال بقرار حكومى امر بعيد التحقق، وعكس النظريات الإنسانية التى تؤكد أن الإنسان عاشق للجمال والطبيعة بالفطرة.
  وبعد كل ملاحظاتى السريعة سألت نفسى الى هذا الحد استطاع الحزب الشيوعى الديكتاتورى الحاكم ضبط سلوكيات الشعب الصينى.
ويبقى السؤال هل من الإنصاف المقارنة بين مصر والصين؟، وهل  تصلح التجربة الصينية الاقتصادية والثقافية كنموذج للتطبيق فى مصر؟، أم أن الصين نموذج خاص يصعب تعميمه فى دول أخرى، من الواضح أن كلا من مصر والصين تشابهتا أنهما أصحاب حضارات عريقة، ولكن بالتأكيد كلا منهما  صار فى مسار يتناقض مع الآخر تماماً.
■ مؤتمر «النمنم» فى ختام العام الثقافى المصرى الصينى «بجوانزو»
عقد وزير الثقافة الكاتب حلم النمنم، مؤتمرا صحفيا فى إحدى قاعات الفندق الذى أقمنا فيه أنا والزملاء الكرام كوفد صحفى وإعلامي.
 وقال النمنم: «أنه بعد انطلاقة فعاليات العام الثقافى المصرى الصينى يناير 2016، بدأنا الفعاليات فى كل قطاعات وزارة الثقافة بالاستعداد لتقديم الفعالية على مدار عام، ونفذت وزارة الثقافة أكثر من 40 فعالية فنية وثقافية مشتركة بين مصر والصين، شملت كل مجالات الإبداع الثقافى جميعها لاقت إقبالأً وتقديرا ودعماً من الجانب الصينى، ما بين معارض فنية تشكيلية مصرية بمقاطعات الصين، ورش عمل للخط العربى وعروض للمنتجات الحرفية، ومهرجانات مشتركة للفنون المصرية، فعالية للفِرَق المصرية «فرق الأوبرا»، بالإضافة لفرق الأقاليم والمحافظات المصرية والحِرَف  التقليدية والتراثية المصرية، أفلام تسجيلية عن مصر وعرضها إعلامياً بالصيني، ومسلسلات مصرية بالتليفزيون الصينى، وعروض رسوم متحركة للأطفال  بالإضافة إلى تبادل ثقافى فى مختلف المحالات العلمية والأديبة.
وأشار النمنم إلى أن لمصر حضارة عريقة وكذلك الصين، تجمع الدولتان على مر العصور علاقات طيبة وصداقة قوية، ومصر أول دولة عربية إفريقية، أسست علاقات دبلوماسية مع الصين منذ عام 1956، واليوم ليحتفل الشعبان معا بمرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ولن تتوقف الفعاليات بانتهاء الاحتفالية بل مستمرة لاستكمال الخطة المستقبلية لإحياء تراث طريق الحرير بين المنطقة العربية والصين.
وأكد وزير الثقافة أنه سعيد بوجوده هذه المرة لأنها تمثل نقطة تحول على المستوى المصرى والصينى، لمبادرة «الحزام والطريق» لإحياء تراث «طريق الحرير» بين المنطقة العربية والصين والذى بدأ من القرن التاسع عشر.
وأضاف: «علاقاتنا بالصين أصبحت مؤسسية، وقد كانت من قبل جهود فردية، وقد اخترنا أن يكون حفل انطلاق الفعالية من الأقصر حتى تبعد عن مركزية الاحتفالات، كما اخترنا مقاطعة «جوانزو» بدلا من «بكين» لنفس السبب، فهى إحدى المقاطعات الهامة، والفرق الفنية التى شاركت مثل فرق التنورة من الأقصر وفرق من الجنوب والصعيد والإسماعيلية والإسكندرية وطنطا ودمنهور، فرق البالية وغيرها، كما أقيم فى بكين أول منتدى للحوار بين مصر والصين  بعنوان «حوار الحضارات المصرية الصينية».
ونوه النمنم إلى أنه من أهم الأنشطة التى تمت وسوف تستكمل الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الصينية، أعمال الكاتب بهاء طاهر «واحة الغروب»، وأعمال الروائى جمال الغيطانى، ورواية يوسف زيدان «عزازيل»، وأعددنا قائمة بـ100 عنوان ترجمة متبادلة، ومن النتائج الإيجابية أن الصين تطلب إقامة مركز ثقافى صينى فى العاصمة الإدارية الجديدة.
حضر المؤتمر الصحفى، المستشار الثقافى المصرى بالسفارة المصرية ببكين، د.حسين إبراهيم، الذى بذل جهدا مميزا فى إتمام العديد من فعاليات العام الثقافى، من معارض لفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافى، وعدة أنشطة خاصة بالتعليم من بينها التبادل الثقافى والتعليمى من خلال عقد دورات تدريبية لتعليم اللغة العربية والثقافة المصرية للدارسين من الصين، بالإضافة لمساهمات السيدة  «هدى جاد الله»، المستشار الإعلامى بالسفارة المصرية ببكين.
■ حفل الختام على مسرح أوبرا  «جوانزو»
بدأت الحفل بقرع  حلمى النمنم، وزير الثقافة ونظيره الصيني، الطبول، وهو تقليد صينى متعارف عليه، وذلك على مسرح «أوبرا جوانزو»، إيذانا باختتام فعاليات العام الثقافى المصرى الصينى، بحضور عدد من كبار المسؤولين من الجانبين والأدباء والفنانين والإعلاميين.
■ برنامج حفل الختام «تنين الشرق» و«أوبرا عايدة»
على باب «أوبرا جوانزو»، قامت فرقة التنورة المصرية بالترحيب بضيوف الحفل، دعوة برنامج الحفل جمعت فى عناصر تصميها بين الكتابة الصينة وبتشكيلاتها والكتابة الهيروغليفة، وبدأ الحفل بفيلم قصير عن العام الثقافى 2016، وتضمن برنامج الحفل الذى، قدم الحفل كل من المذيعتين المصرية «جاسمين طه»، والصينية الإعلامية «شياولان»، استقبل الجانب الصينى فقرات الفن المصرى بالترحاب وبالتصفيق .
  وتتضمن برنامج الحفل، رقصة افتتاحية: «رقصة الأسد مع رقصة لينج تان الحماسية»، ورقصة «الرقصة الفرعونية»، والموسيقى الشعبية الصينية «على ضفاف النهر فى ليلة ربيعية مقمرة»، ورقصة الزار، ورقصة «أنطونيو وكيلوباترا»، بالإضافة إلى أكروبات صينى «الحياة»، وهو من امتع الفقرات التى حازت على إعجاب الجميع، ورقصة شرقية مأخوذة من «كسارة البندق»، و«عزيز الشوان»: كونشيرتو البيانو- مقتطفات من الحركة الاولى،  رقصة «الرقصة القومية المصرية»، ورقصة «قطرات المطر تنساب على أوراق الموز» إلى جانب «نشيد النصر» المأخوذ من أوبرا «عايدة».
■ ملاحظات على برنامج حفل الختام
أبدى الوفد الصحفى المصرى ملاحظاته على برنامج الحفل، بعد أن شهده فى بروفة الليلة التى تسبق حفل الختام، وبالأخص عرض «أوبرا عايدة» حيث عرضت من قبل فى حفل انطلاق العام الثقافى المصرى الصينى فى الأقصر، وهذه كانت ملاحظة الكاتب الصحفى عادل دربالة، وقد أيده فى الملاحظة الحاضرين فى ضرورة التنوع فى الاحتفالات القادمة، وليس هذا تقليل من مجهودات الأوبرا، ومع كامل تقديرنا واحترامنا جميعا لدار الأوبرا المصرية التى تقودها د. إيناس عبد الدائم المشهود لها بالتميز والكفاءة والعمل الجاد المشرف.
وأبدت «روزاليوسف» ملاحظة أخرى فيما يخص البرنامج، وهى لماذا لا يقدم «أوبريت مصرى صينى»، يحكى قصة الحضارة المصرية والصينية وما بينهما من تشابهات ويقوم بالغناء مطربين من الجانين، فلدينا فى مصر شعراء ومؤلفين وملحنين يمكنهم  نسج ومزج الإيقاعات المصرية مع الإيقاعات الصينية، وسوف يعبر هذا العمل الفنى المشترك أكثر عن قيمة وقدر الشعبين.

تهنئة «السيسى» لـ«شى جن بينج» بنجاح العام الثقافى المشترك

قرأ «النمنم»، كلمة بالنيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى قال فيها: «لقد دشنا فعاليات العام الثقافى المصرى الصينى خلال زيارتكم لمصر العام الماضي، والتى كانت بمثابة نقطة انطلاق جديدة فى دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين، مؤكدا خصوصية العلاقات بين البلدين وحرص كل منهما على تطويرها، وأشار الرئيس المصرى، إلى زيارته الهامة للصين قبل عامين حيث تم الاتفاق على الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية وتطابقت رؤى البلدين إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية بما يحقق المصالح المشتركة».
وتابع «إننا إذ نحرص على دعم الأمن والسلم الدوليين وتحقيق الرخاء للشعوب ومحاربة الإرهاب، نؤكد أهمية استمرار التعاون الثقافى على المستوى الرسمى والشعبى فى مجال الثقافة الذى يسهم فى تطوير العلاقات بين الشعبين، معربا عن اعتزاز مصر دوما بالصداقة مع الصين، موضحا: «أننا نتطلع إلى المزيد من التعاون بما يتناسب مع تطلعات وطموحات الشعبين وحضارتيهما العريقتين».

تهنئة الرئيس الصينى للرئيس المصرى


 التهنئة ألقاها وزير الثقافة الصينى جاء فيها: «يطيب لى بالنيابة عن حكومة الصين وشعبها وبالأصالة عن نفس، أقول إن عام 2016 صادف الذكرى الستين لبدأ العلاقات الرسمية  بين الدولتين العريقتين، حيث عرفت العلاقات بين الشعبين تطورا مستمرا، حتى أصبحت نموذجا لتعاملات الصين مع الدول العربية والأفريقية، هى خطوة هامة لزيادة التفاهم بين الشعبين فى اطار مبادرة «الحزام والطريق»، كما أنه حدث هام للتواصل بين الحضارات العريقة فى العالم . وشدد على أن: الصين مستعدة للعمل يدا بيد مع مصر لمواصلة التبادل الحضارى والتعاون الإنسانى بما يوطد الأسس الاجتماعية والشعبية من أجل تعميق علاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ونوه الرئيس الصينى بالتطور الهام الذى شهدته العلاقات بين الحكومتين والشعبين منذ تولى الرئيس السيسى السلطة 2014.
وأضافت وزير الثقافة الصينى: «خلال هذا العام أقيمت أكثر من 100 فعالية فى 25 محافظة ومقاطعة فى كلا البلدين، شملت جميع المجالات منها الفنون والثقافة والسينما والتليفزيون والتعليم والتربية والكتب، الأمر الذى لعب دورا إيجابيا فى تكريس الثقافة بين الشعبين».