الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

78% من الأطفال يتم تربيتهم بالضرب والخبراء: يكسر النفس وليس الضلع فقط

78% من الأطفال يتم تربيتهم بالضرب والخبراء: يكسر النفس وليس الضلع فقط
78% من الأطفال يتم تربيتهم بالضرب والخبراء: يكسر النفس وليس الضلع فقط




كتبت- علياء أبوشهبة


تحت شعار «بالهداوة نكبرهم وبالقساوة نكسرهم» أطلق المجلس القومى للطفولة والأمومة قبل عدة أشهر بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفل «اليونيسيف» حملة لمناهضة العنف ضد الأطفال، وذلك عبر بث إعلانات تليفزيونية وعبر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى، وأذيعت عبر الراديو.
ومن خلال الأرقام والإحصائيات التى أعلنتها الحملة فإن 78% من الأطفال من سن 1 إلى 14 سنة يتعرضون للضرب من والديهم، و91% من الأطفال من سن سنة إلى 14 سنة يتعرضون للعنف المنزلى بأشكاله المختلفة، وتوضح الحملة الطرق الصحيحة للتعامل مع الأبناء فى حالة وقوعهم فى الخطأ.
ياسر عزالدين، مندوب مبيعات، أحد المتابعين للحملة قال لـ«روزاليوسف» إن ضغوط الحياة المادية ورغبته فى توفير مستوى لائق لأطفاله يجعله عنيفا فى التعامل معهم، وأن الحملة دفعته لمراجعة نفسه، «لم أعرضهم لعنف جسدى لكنى كنت دائم اللوم لهم والصياح والضغط عليهم لذلك بدأت فى تغيير أسلوبى وهو أمر ليس سهلا».
خالد نبيل، مقاول، قال إنه لم يشاهد الحملة لكنه مر بموقف غير حياته ودفعه لترك القاهرة والعودة إلى بلدته الصغيرة فى محافظة الشرقية برفقة أسرته عندما اكتشف إصابة ابنته الكبرى بالتبول اللاإرادى إضافة إلى تشنجات عصبية؛ وهو ما شخصه الطبيب بأنه حالة نفسية نتيجة التعرض للعنف الجسدى من الأم، والتى لم تعد تتحمل عبء المسئولية وحدها.
يقول خالد: «توقفت لحظة لأسأل نفسى ما هو الهدف من السعى وراء المال أليس هو راحة أبنائى وإسعاد أسرت، لذلك قررت البقاء إلى جوارهم والتخفيف عن زوجتى».
«لو مكنتش اتضربت مكنتش بقيت راجل محترم وناجح»، عبارة رددها بكل فخر أحمد أيمن، مسئول المبيعات فى إحدى الشركات الخاصة، والذى قال إنه كتب رأيه فى الحملة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وهو ما لاقى إعجاب أصدقائه وأفراد أسرته، لأن العنف من وجهة نظره وسيلة تقويم.
وصلة طويلة من الجدال كادت تصل لتحرير محضر فى القسم، دخلت فيها منى رأفت، ربة منزل، بعد علمها بضرب المدرسة لابنتها ورؤية علامات صفعة المدرسة على وجه الطفلة بسبب ارتداء المدرسة لخاتم ترك آثاره فى وجه الطفلة، «أنا أضرب بنتى لكن محدش يضربها»، بهذه العبارة الصادمة تحدثت منى والتى تعتبر العنف ضد ابنتها وسيلتها الوحيدة لتقويم سلوكها نظرا لطباعها الصعبة، لكنها لا تقبل حدوث ذلك من المدرسة أو من المدرب فى النادي.
«الكلام سهل لكن التنفيذ صعب» هكذا عبرت ثناء الحميدى عن رأيها فى حملة التوعية التى تتفق مع أهدافها لكن ترى أنها ينقصها التعريف بالطرق التربوية الصحيحة، وقالت: إنها لا تضرب أبناءها لكن تصرخ فيهم باستمرار.
حول شروط ومواصفات الحملات الإعلانية، قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة والإعلان فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، إنه من أهم عناصر نجاح الحملة الإعلانية التكرار، إضافة إلى وجود شعار أو لوجو للحملة علاوة على وجود رؤية فكرية محددة، وأن تكون شخصيات التنويه ثابتة، لأن التنوع مع قلة تكرار التعرض يؤدى إلى التشتت.
كما أشار إلى أن إطلاق حملة توعية أمر يتطلب جهودًا إعلامية أخرى تتزامن مع إذاعة الحملة بوسائل وأساليب أخرى منها الملصقات أو الندوات، وأكد العالم ضرورة الاهتمام بالإذاعة عبر القنوات الفضائية، والتى تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة.
وعلقت أمل جودة، عضو ائتلاف حقوق الطفل، على الحملة قائلة: إن حملات التوعية الخاصة بالعنف ضد الأطفال توقفت لسنوات طويلة بسبب نقص التمويل، وكان يواكبها وجود استراتيجية لمواجهة العنف.
أضافت: «لدينا موروث ثقافى خاطئ؛ وهو اقتران التربية بالضرب ونجد أمثال شعبية تعبر عن ذلك مثل «اكسر للبنت ضلع» وغيرها، وأصبح الطبيعى ضرب أولادنا، حتى أن معيار العنف يختلف من بلد لآخر، لأن بعض البلاد لو قلت للطفل كلمة مهينة تعتبر عنفًا».
وعن حملة التوعية قالت أمل جودة إن الحملة بالطبع مهمة، لكنها ضعيفة، وغير مكررة بشكل يرسخها فى الأذهان، ولا يوجد إعلانات كبيرة فى الشارع، والأهم لا يوجد عمل فعلى على أرض الواقع لتوعية للأمهات والآباء، وفى المدارس لتوعية المدرسين.