الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر يمارس سياسة وطنية لا حزبية .. ولا يتصارع مع التيار السلفى أو الإخوانى




أكد د. حسن الشافعى المستشار الأول لشيخ الأزهر د. احمد الطيب وأحد كبار علماء الأزهر فى تأسيسية الدستور أن الأزهر لا يأخذ نفسه طرفا فى الخلافات السياسية سواء مع الأخوان او التيار السلفى وما يحدث هو مجرد اختلافات لا صراع.
 
وأوضح أن الأزهر بدوره السياسى بعد الثورة فى مصر يريد بناء موقف وطنى توافقى بحيث يجنب البلاد خطورة الخلاف.
 
كما اكد أن الإخوان والسلفيين يجب أن يكونوا أحرص الناس على بقاء الأزهر مؤسسة إسلامية عامة لا علاقة لها بالتيارات، مشدداً على أن الاستقلال الذى يريده الأزهر هو استقلال عن السلطة التنفيذية مع بقائه ركنا فى الدولة.
 
■ بداية هناك من يقول أن الأزهر تراجع عن موقفه من الدخول فى المجال السياسى مع أنه مؤسسة علمية دينية لا علاقة لها بالسياسة، فكيف يواجه الأزهر تلك الرؤية ؟
 
** مشاركة الأزهر فى النشاط الوطنى ومنه صياغة الدستور ليس امرا جديدا، حيث شارك فى صباغة دستور 23 وعلى نحو بالغ البروز، وكان يقود فريق الأزهر مفتى الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعى، وكان من براعته أنه جمع لجواره اخواننا من ممثلى المسيحيين المصريين الذين يعرفون تاريخ دستور 23.
 
كما ان الأزهر ليس مؤسسة علمية فحسب وأنما التعليم جانب منه، فالأزهر مؤسسة إسلامية وطنية عالمية يهتم بشئون المسلمين، وليس مجرد مدرسة قائمة على التعلم والتعليم.
 
وبالنسبة للدور الوطنى أو السياسى فإن الأزهر وعلماءه يرون أن السياسة نوعان سياسة حزبية وهذه لها اهلها والمتخصصون فيها، وسياسية وطنية مصيرية تتعلق بمصير الوطن، والأزهر له فى هذا النوع الثانى من السياسة الدور الوفى فى كل مراحل تاريخه، ولذلك فالدور الذى يمارسه الأزهر اليوم ليس جديدا، والغريب عن دوره العلمى كما قلت، غاية الأمر أن الأزهر ربما ابتعد عن الساحة فى وقت ما، ولكن اليوم عاد لدوره الطبيعى.
 
■ ومن وجهة نظرك إلى اى مدى يمكن ان يتطور الخلاف السياسى مع الأزهر ؟
 
** الأزهر لا يأخذ نفسه طرفا فى الخلافات السياسية ابدا سواء كانت حزبية أو كانت بين مراكز قوى داخل البلاد ولا يسمح لنفسه بأن يكون اداة فى يد أى قوة، وتصريحات شيخ الأزهر د. الطيب فى وقت الزخم الثورى بمصر أكدت أن الأزهر فوق الحكومات وفوق الثورات، وهو ما يعنى أن الأزهر مؤسسة تاريخية يمكن أن تلد الثورات لكن ليس من المتوقع أن تلد ثورة أو حزباً او حكومة أزهرا جديدا .
 
والدور الأساسى للأزهر هو ترتيب البيت من الداخل، والعودة إلى نهجه فى التربية والتعليم وإزالة ما لحق به بعد قانون التطوير الذى صدر فى الستينيات، وبعد الانكماش الذى مثلته الفترة السابقة.
 
■ لكن هناك من يردد ان هناك صداماً بين الأزهر والتيار السلفى خاصة فى المجال السياسى، فما تعليقك؟
 
**لا أظن أن هناك صداما سياسيا بين الأزهر والسلفيين لأن مواثيق الأزهر التى صدرت كان يمثل فيها السلفيون وعقد بعد صدور وثائق الأزهر اجتماع خاص بين شيخ الأزهر والسلفيين وحدث تقارب شديد فى كثير من المواقف، كما ان ما تم انجازه فى لجنة مقومات الحكم بالجمعية التأسيسة كان ثمرة من ثمرات التفاهم .
 
وأود القول أن الأزهر يبغى دائما من لقاءاته مع الاطياف المصرية فى الساحة بناء موقف وطنى توافقى بحيث تجنب البلاد خطورة الخلاف، فليس هناك صراع ولكن هناك اختلافاً فى المواقف، وهذا شىء متوقع وإن كنا نطمع أن السلفيين وغيرهم من الفصائل التى تسمى بالتيار الاسلامى السياسى الذين اقروا بالفعل وثيقة الأزهر الأولى وتعرضت لشكل الدولة وعلاقة الشريعة بالتشريع أن يحافظوا على كلمتهم فى قبول وثيقة الأزهر الأولى، ونطمع ان يتمسك الجميع بها .
سيطرة الإخوان
 
■ هل هناك تخوف من سيطرة الأخوان والسلفيين على الأزهر فى المرحلة المقبلة لاسيما مع سيطرتهم السياسية على الدولة ؟
 
** ليس من شأنى الحديث عن المستقبل لكنى كشخص من الأزهريين المعاصرين اتحدث عن الوضع الحالى واقول أنه يجب أن يكون الإخوان والسلفيون أحرص الناس على بقاء الأزهر مؤسسة إسلامية عامة لا علاقة لها بالتيارات والايديولوجيات والتنظيمات، فنحن لا نملك ا ن يغير الأفكار التى فى رأسه لكن نقول أنه على التنظيمات المعينة التى لا تلتقى تماما مع الفكر الوسطى الأزهرى الذى اسندت له الأمة قيادة الزمام ويكون المرجعية، أن تحرص على أن تكون هذه المرجعية حرة بريئة حيادية لا علاقة لها باى ايديولوجيات أو تنظيمات، وهذا نؤكد عليه بشدة لأن غير ذلك له خطورته البالغة وله ما بعده.
 
■ البعض يرى أن الأزهر يحاول ارضاء التيار السلفى والأخوان بعد وصول د. مرسى للحكم، فما صحة هذا الكلام ؟
 
** هناك وقائع تدل على غير ذلك، فالدكتور مرسى التقى بشيخ الأزهر د. الطيب وبمجموعة من هيئة كبار العلماء اليوم التالى لتوليه منصب رئاسة الدولة، وابدى من المشاعر ولتقدير للأزهر ولشيخه التقدير، وما يتردد عن وجود ارضاء من الأزهر لتيار أو فئة هو امر مختلق تروج له بعض وسائل الإعلام المصرى لخلق فجوة بين الأزهر والرئيس .
 
■ هل هناك مشاكل فى تحقيق الاستقلال الكامل للأزهر؟
 
** هناك سوء فهم لدى البعض وقد عبرت عنه لجنة الشكاوى والاقتراحات فى مجلس الشعب السابق، ولجنة الشئون الدينية، حيث التقيت باللجنتين أكثر من مرة وقدمت لهم مذكرات مكتوبة وحدث نوع من التوافق ثم قدمت أفكاراً مخالفة ومعارضة لما يرجوه الأزهر من استقلاله .
 
واستقلال الأزهر فكرة قديمة، فالأزهر لم يكن يتبع السلطة التنفيذية وكان يتبع القصر ولكن بعد ثورة 52 اصبح يتبع السلطة التنفيذية، فنحن نريد أن يستقل الأزهر عن تلك السلطة مع بقائه ركنا فى الدولة وهذا هو الوضع القديم، والتقليدى، كما أن اسقلال الأزهر لا يعنى خروجه من سياق الدولة، بل إن الدولة مسئولة بعد ان استولت على اوقاف الأزهر عن توفير المستلزمات المطلوبة لهيئات الأزهر، والمراد من الاستقلال هو أن تتوافر للأزهر الحرية والاستقلال عن السلطة التنفيذية .