الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

صناعة الإبداع وإدارة الثقافة فى مصر

صناعة الإبداع وإدارة الثقافة فى مصر
صناعة الإبداع وإدارة الثقافة فى مصر




 يكتب - د.حسام عطا

أقامت لجنة الإدارة بالمجلس الأعلى للثقافة مؤتمرا موسعا بعنوان إدارة الثقافة «ثقافة الإدارة» السبت والأحد الماضيين من يناير 2017، شارك فيه عدد كبير من المثقفين والمختصين فى علم الإدارة، وشهد المؤتمر حضورًا ملحوظًا لعلماء النفس والتربية والذين يأتى اهتمامهم بالشأن الثقافى فى علاقته بالتعليم والتربية مسألة مهمة، وقد كان لقاء علماء التربية الذين اجتذبهم اهتمام د.محمد المرى أستاذ علم النفس التربوى المنظم العلمى للمؤتمر، بمسألة الإدارة فى الثقافة سببا فى استعادة مقترب مهم يستهدف العمل المشترك بين رجال التعليم والثقافة، وقد سعدت بالمشاركة فى المؤتمر بورقة عمل عن إدارة الإنتاج الثقافى فى مصر، ربما يصبح طرح بعض من أفكارها للرأى العام مفيدًا فى صنع سياسة وخطط ثقافية جديدة فى المرحلة المقبلة.
 حيث يجب الانتباه لأن وضع التصور للإنتاج الثقافى المختلف المقبل يجب أن يضع فى تقديره الإطار المرجعى للجمهور من زاوية المرجعيات الفكرية والجمالية المتعددة، وتحديد الجمهور المختلف بطبيعته العمرية والاجتماعية والإقليمية، فيما يتعلق بالعاصمة وأقاليم مصر المختلفة عن بعضها البعض، على أن يكون ذلك فى ضوء إحصائيات السكان الأخيرة التى أصدرها اللواء أبو بكر الجندى عن التعبئة والإحصاء، ثم ضرورة إعادة النظر للثقافة بطريقة جديدة توافق مجانيتها وقيمتها الرمزية كما نظرت لها الدولة الوطنية فى الستينيات على أن تراعى أيضاً مقتضيات تغير الظروف الموضوعية، وتستلهم تجارب إنتاج الثقافة المعاصرة التى تنظر للثقافة كمنتج هادف للربح، وتلك النظرة فى مصر غائبة عن إنتاج الثقافة والفنون الجادة والمختلفة، وذلك رغم أن مصر تملك من الموارد الثقافية المادية واللامادية ما يجعلها دولة عظمى ثقافيا وفنيا، وكل ما نحتاجه هو إدارة رشيدة تقوم على رؤية علمية تدرك المفهوم المعاصر الذى تعمل عليه مدن قديمة وجديدة فى مجال الصناعات الإبداعية حيث إن نيويورك وطوكيو ودبى وتونس قد أداروا ملف الثقافة بهدف تثمين الإنتاج الجاد الكبير المهم ليس فقط كقيمة رمزية للقوة الناعمة، ولكن كأداة لتعزيز القيم الإيجابية ولتحقيق الدخل اللافت للنظر، كمصدر رئيسى من مصادر الدخل القومي، وهو الأمر الذى أنجزته مصر فى الأربعينيات والخمسينيات مع مشروعات طلعت حرب السينمائية والمسرحية، والأمر مفتوح فى مصر لإدماج الآثار والغناء، والعالم الإلكترونى ومنجزاته.
كما يجب على الصعيد الاجتماعى والسياسى الإجابة عن أسئلة التوتر الثقافى بعد ثورة (25 يناير – 30 يونيو) المؤسسة لمصر الجديدة، خاصة فيما يتعلق بثقافة الديمقراطية والمواطنة وممارساتها التطبيقية القانونية الحضارية، كما يجدر التذكرة بمعنى الصناعات الإبداعية الغائب، فهو متصل بالاقتصاد والهوية الثقافية معا، كما أنها صناعات قادرة على خلق تقارب غائب وضرورى فى مصر بين قطاعات لا ترتبط ببعضها بحكم العادة، مثل مؤسسات التعليم والثقافة والإعلام وشبكات الطرق والأحياء السكنية، والتنسيق الحضارى والتنمية البشرية وغيرها، الأمر لا يحتاج فقط لتصور بل لإرادة سياسية وتمويل جديد وخطط تنفيذية وعمل مشترك.