الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كاليفورنيا ضد مجنون؟!

كاليفورنيا ضد مجنون؟!
كاليفورنيا ضد مجنون؟!




يكتب: وليد طوغان

تداعيات فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا مستمرة. من ناحيته يبدو أن ترامب داخل البيت الأبيض «بصدره» حسب التعبير المصرى الدارج. قراراته بمنع المهاجرين من دخول أمريكا رفضتها محكمة أمريكية، لكن إدارة ترامب تبحث عن حلول قانونية، تمنح الرئيس سلطة أعلى فى المسألة.
أولى أخطائه، أنه لم ينتظر فترة، ليقيم الأمور قبل البدء فى تنفيذ ما يعتقد أنه صحيح. أول أيامه فى المكتب البيضاوى، وجه انتقادات لنظام التأمين الصحى الذى وضعه أوباما، وتكلم عن رغبته فى تغييرات فى السياسات التعليمية قد لا تعجب الكثيرين.
فى الشارع المظاهرات ضد ترامب مستمرة. يقول مراقبون: إن أعداد المتظاهرين تتزايد وسط توقعات، بمزيد من الخارجين للشوارع، بعد القرارات الأخيرة.
الأزمات مستمرة أيضا، آخرها مطالبات بانفصال ولاية كاليفورنيا عن اتحاد الولايات الأمريكية. صحيح مسألة الانفصال تلك أمامها كثير من العثرات، أولها تغيير ضرورة دستور الولاية، لكن مجرد طرح الكلام عن انفصال إحدى الولايات يظل سابقة فى تاريخ الولايات المتحدة.
أغلب وسائل الإعلام الأمريكية، مازالت «بين بين» ليست مع ترامب، وفى نفس الوقت ليست ضده. لعبة الإعلام هناك تديرها شبكات معقدة من مصالح بين الجمهوريين والديمقراطيين. لذلك فالتوجهات الإعلامية ضد ترامب سوف تأخذ فترة حتى تظهر اتجاهاتها.
تلافى الإعلام الأمريكى خطأ ترامب بالتسرع فى اتخاذ القرارات. لذلك فالتقارير المصورة والمكتوبة لا تزال ساخنة على الفضائيات، وعلى صفحات الجرائد. خبر بدء حملة توقيعات للاستفتاء على انفصال كاليفورنيا، تزامن نشره فى الصحافة، مع تقرير أذاعته الفضائيات عن ملونة، منعوها من الدخول فى مطار كينيدى، وقيدوها وضربوها.
التقرير أثار ضجة هائلة فما الذى حدث، كى يتم التعامل مع سيدة فى العقد الخامس بهذا الشكل؟ صحيح إدارة أوباما، كانت تتجاوز فيما يتعلق بالأمن أحيانا، لكنها لم تكن كما يرى الأمريكيون بذلك الوضوح وتلك الفجاجة.
يعتبر مراقبون أن ترامب، كما لو كان مراهقا سلموه سيارة «فيرارى»، يقود بسرعة فائقة على الطرق السريعة، وربما يحاول أن يدخل عكس الاتجاه فى جريمة لا يمكن غفرانها فى المجتمع الأمريكى.
الدعوة لطرح انفصال كاليفورنيا فى استفتاء، إشارة إلى أن الاحتجاجات ضد ترامب، ليست «يومين وخلاص». الاحتجاجات فى الشارع الأمريكى عميقة، وهناك أكثر من مجرد مظاهرات.
كاليفورنيا معقل للديمقراطيين، ولو حدث واستقلت، فستحتل اقتصاديا المرتبة السادسة فى الدول الأغنى حول العالم. ولو نجح دعاة الانفصال فى جمع أكثر من 600 ألف توقيع، سيتم إدراج مطلب الانفصال رسميا للتصويت فى انتخابات 2018.
مجرد طرح مثل هذا الكلام فى كاليفورنيا، ليس أمرا سهلا بالنسبة للأمريكيين. موقع كاليفورنيا، وثروتها، وعدد سكانها، ومصالح ساساتها يجعل الأمور محل الجد الشديد، بينما يبقى السؤال: هل كل من رفض رئيسا، منتخبا، يحق له أن يقرر مصير ولايته.. أو مصيره هو؟
السؤال معضلة فى الشارع الأمريكي، إضافة إلى أن تمرد كاليفورنيا، يعنى تمرد واحدة من أكثر الولايات الأمريكية اتساعا، وأكثرها ثراء.
عمليا، نجاح كاليفورنيا فى الاستقلال ما زال أمرا صعبا لكنها تظل سابقة خطيرة منذ تأسيس اتحاد الولايات الأمريكية ويظل أمام ترامب مزيدا من الصعوبات، والأوضاع غير المتوقعة.
رغم ذلك، يبدو أن ترامب مستمر فى سياساته داخل البيت الأبيض «بصدره»، بينما السياسة مرونة.. وتقييم جيد للأمور.
الأيام المقبلة ستكشف بالتأكيد، كم ولاية أخرى، تعتزم اتخاذ إجراءات قانونية على الأرض ضد المجنون؟!
هنشوف.