انتهاك حرمة الموتى بمقابر «المنوفية»

المنوفية - منال حسين

يبدو أن القدر حكم على البسطاء جميعا بألا يعيشوا فى الدنيا أيام سعيدة قط، وكذلك فى الآخرة، حيث إن الإهمال الذى ظلوا يعانون منه على مدار رحلتهم فى الحياة الدنيا، لم يرحمهم أيضا بعد أن فارقت أرواحهم الحياة، ووضعت أجسادهم فى التراب، ولعل أكبر شاهد على ذلك الحال الذى وصل إليه المواطنون بشارع البساتين بالعزبة الغربية «منطقة المقابر»، بشبين الكوم، التابعة لمحافظة المنوفية.
فضلا عن أن الجميع هناك بات يعيش فى حالة من الرعب والفزع الشديد، بعد سيطرة مافيا تجارة المخدرات والسلاح على المنطقة، وانتشار الدعارة، وتجار المتعة الحرام، بقلب المقابر دون مراعاة حرمة الموتى، ضاربين بجميع القواعد والأعراف الدينية عرض الحائط، ما جعلهم يعيشون فى توتر منذ خروج الفتيات من منازلهن حتى عودتهن.
ذلك الأمر دفع أهالى العزبة الغربية للتقدم بطلب للدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، واللواء خالد أبوالفتوح مدير الأمن، للموافقة على تعيين طاقم حراسة أمنية بمنطقة المقابر بالكامل، التى تبلغ مساحتها 7 أفدنة، وموجودة داخل الكتلة السكنية بالعزبة الغربية، بعدما أصبحت وكراً للمسجلين خطر وتجار المخدرات والدعارة.
ناهيك أن حالات الاغتصاب انتشرت مؤخرا، بسبب ضعف الأمن بالمنطقة، إلى جانب سرقة الأبواب الحديدية وكشافات الإنارة الموجودة بالمقابر، فضلا عن أن معاناتهم لم تكن وليدة اليوم، بل هى مستمرة منذ سنوات، والخوف والرعب وانعدام الشعور بالأمن والأمان والاستقرار هو السائد بين أهالى المنطقة.
فى البداية يقول رضا محمد رمضان، أحد أهالى المنطقة: إن سكان العزبة الغربية، ينتابهم حالة من الرعب والخوف على أبنائهم وبناتهم، بعد أن أصبحت المقابر وكرا لتجارة الشر من «مخدرات - سرقة - دعارة - اغتصاب» إلى جانب أنها أصبحت مأوى للمسجلين خطر، حيث إن عنصرى الأمن والأمان أصبحا معدومان لدى سكان المنطقة.
ويلفت هيثم محمد إبراهيم الغتمى أحد المتضررين، إلى أنه سبق أن تمت سرقة الأبواب الحديدية الموجودة بالمقابر، وكشافات الإنارة، ما دعا مجلس مدينة شبين الكوم بتعيين حراسة لمدة عام واحد فقط على المنطقة، وبعدها تم سحب الحراسة الأمنية لأسباب غير معلومة، مطالبا الدكتور هشام عبدالباسط محافظ المنوفية، ورئيس مجلس مدينة شبين الكوم، بضرورة وضع حراسة أمنية مكثفة تطوق المكان بالكامل والقبض على جميع المسجلين خطر الموجودين بالمقابر.
ويعلق أحمد جودة السيد عرب، أحد سكان المنطقة، بأن هناك داخل المقابر غرفة عمليات لتوزيع المواد المخدرة، على التجار والمتعاطين، متسائلا: هل الجهات الأمنية والتنفيذية ليس لديها أى خلفية أو معلومات عما يتم داخل مقابر العاصمة شبين الكوم؟ وإذا كانت على علم ودراية بجميع ما يحدث بالداخل، فلماذا: لم يتم التحرك حتى الآن والقبض على الموجودين بالداخل واستعادة الأمن لدى سكان العزبة الغربية؟!
ويشير أحمد رضا عاشور بدر، أحد المتضررين، إلى أن أهالى المنطقة معرضون يوميا للأذى عن طريق السرقة أو القتل أو خطف احدى أبنائهم، مطالبا الجهات التنفيذية بالمحافظة بضرورة التحرك السريع وإنقاذ الموقف، وعدم الانتظار لحدوث كارثة، حتى يتم التحرك.
أما إسلام حسن محمد البدرى، وعلى سعيد محمود خضر، ورامى صديق عاشور بدر، ونبيل بيومى حنفى، فقد أعربوا عن استيائهم من تدنى الوضع الأمنى بالمنطقة، وعدم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية الأهالى وتنظيف المقابر والحفاظ على حرمة موتى المسلمين، مطالبين الجهات الأمنية بالتحرك الفورى، وإلزام محافظ المنوفية، بالتصديق على وضع حراسة دائمة، للسيطرة على المقابر ومنع تسلل أى عناصر إجرامية لها، للحفاظ على حرمة الأحياء والأموات فى وقت واحد، وإعادة هيبة الدولة.
وأثنى أحمد مسعد جمال الدين، ومصطفى محمد مصطفى، وشعبان بدر، على دور الجهات الأمنية فى القبض على المسجلين خطر وتجار المخدرات بجميع مراكز المحافظة، وعودة الأمن بشكل كبير للشارع المنوفى، مطالبين اللواء خالد أبوالفتوح، مدير أمن المنوفية، والمقدم محمد أبوالعزم، رئيس مباحث قسم شبين الكوم، بحمايتهم من مافيا المقابر والقبض عليهم وتطهير منطقة العزبة الغربية بالكامل.
وألمح وسعيد محمود جعفر، من أبناء المنطقة، أنه يجب التنسيق مع الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، ومحمود المرسى، رئيس مجلس مدينة شبين الكوم، لتعيين حراسة أمنية بالمنطقة لمنع تسلل العناصر الإجرامية مرة أخرى للمقابر، مضيفين أن غرفتى الحراسة التى أنشأها مجلس مدينة شبين الكوم، فى السابق مازالتا موجودين حتى الآن.
ويقول شعبان بدر أحد المتضررين: إن أهالى العزبة الغربية فى انتظار قرار موافقة الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، على تعيين حراسة أمنية لمقابر المسلمين الموجودة بشبين الكوم، وتنفيذ الجهات الأمنية بالتحرك السريع وتطهير المنطقة.
ويضيف الشيخ محمد سعيد أبوعامر، إمام وخطيب المسجد المجاور للمقابر: إن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على محافظتنا على حرمة مقابر المسلمين، داعيا الجميع بالالتفاف والوقوف صفا واحد لتطهير المنطقة عاما والمقابر خاصة، من كل من يعبث بأمن المواطنين وسلامتهم.