الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الجمهور يفاجئ الناشرين بإقبال غير متوقع والشباب يتصدرون المشهد

الجمهور يفاجئ الناشرين بإقبال غير متوقع والشباب يتصدرون المشهد
الجمهور يفاجئ الناشرين بإقبال غير متوقع والشباب يتصدرون المشهد




كتب - إسلام أنور

    
مع نهاية الأسبوع الأول لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ48، التى تحمل عنوان «الثقافة وشباب المستقبل»،   بمشاركة 670 ناشرًا يمثلون 35 دولة فوجئ كثير من الناشرين بالإقبال غير المتوقع من القراء ورواد المعرض، ففى الوقت الذى كانت تتوقع فيه دور النشر تعرضها لخسارة كبيرة نتيجة عزوف القراء عن اقتناء الكتب بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة نتيجة تراجع قيمة العملة المصرية بأكثر من 120% خلال الأشهر الماضية وتضاعف أسعار الكتب التى تجاوزت الخمسين جنية للكتاب متوسط الحجم، إلا أن هناك حالة من الأقبال على شراء الكتب لم تكن متوقعة وخاصة من الشباب الحاضرون بقوة.
وفى هذا السياق جاءت رواية المذيع أحمد ييونس «نادر فودة» هى الأكثر مبيعًا حيث شهد حفل توقيع ما يقرب من 3 ألف شاب وفتاة، وقال يونس «هذه الرواية هو حالة منفصلة بشكل كبير عن كل ما تعرفونه من قبل عنى فقد تجدون أحداثا مغايرة لما سمعتموه منى قبل ذلك ولكنى أضمن لكم أن هذا العمل ملىء بأحداث وتفاصيل مثيرة وجديدة ربما منعت من سردها قبل ذلك».
■ إقبال كبير
فى هذا السياق أكد طارق عوض، وكيل وزارة الثقافة للشئون المالية والإدارية، أن معرض القاهرة الدولى للكتاب هو الثانى عالميا بعد فرانكفورت فى العرض، والأول فى المبيعات، لافتا إلى أنه ذو أهمية كبيرة للغاية بما يمنح الدولة إصرار على تطويره كل عام، حيث تم طرح مسابقة شبابية للبوستر الخاص بالمعرض لأول مرة.
وأوضح عوض أن المبيعات زادت بنسبة 80% عن العام الماضى رغم ارتفاع الأسعار خلال 3 أيام فقط بينما زادت نسبة المترددين 30%، وأشار إلى وجود جزء مخصص للأطفال يتضمن توعية بكيفية الاستخدام الآمن للانترنت للطفل والأب بالإضافة إلى وجود خيمة بدوية.
على الجانب الآخر ورغم الإقبال الكبير على دور النشر الشابة وغيرها من دور النشر التى تستحوذ على أجنحة خاصة ومستقلة خارج خيام الناشرين، يبدو المشهد عكس ذلك تمامًا فى دور النشر المنتشرة داخل الخيام والتى تعانى من حالة ركود كبيرة، مما اضطر معظمها لتقديم خصومات كبيرة تصل إلى 50% وفى هذا السياق قال الناشر محمد البعلى مدير دار صفصافة الإقبال متوسط هذا العام، لكن فى المجمل تحتاج دور النشر لوقفة طويلة للنظر لوضع سوق الكتب وخطط نشرها عقب المعرض مشيرًا إلى أن الدار أصدرت العديد من الأعمال المترجمة التى وصلت حتى الآن إلى 50 عنوانًا فى مجالات متنوعة من أدب لسياسة واقتصاد ودراسات اجتماعية وتاريخية ومن أبرز الأعمال التى تشارك بها الدار لهذا العام رواية «من أسطنبول إلى بغداد» وهى رواية مصورة للروائى الهولندى أرنون جرونبرج، وكتاب «المكشوف والمحجوب» وهو دراسة ثقافية تجمع بين الأنثروبولوجيا والتاريخ والأدب والأديان للكاتبة الهولندية مينيكة شيبر، وكتاب «شراء الوقت» للكاتب الألمانى فلفجانج شتريك الذى يقدم قراءة وتحليل للأزمة المالية التى تواجهها أوروبا، وكتاب «دورا بروديه» أشهر كتب الروائى الفرنسى باتريك موديانو، وتتكون من جزء بحثى و«سيرة ذاتية».
وأضاف البعلى تقدم صفصافة مجموعة من الخصومات والعروض على كافة الكتب تتراوح ما بين 30 و50% بمقرها بصالة «3» بالمعرض، مؤكدًا أن دور النشر عليها البحث عن طرق بديلة للنشر والتوزيع، لتجاوز الأزمة الاقتصادية التى يواجهها المجتمع المصرى.
■ سور الأزبكية
يأتى سور الأزبكية هذا العام كعادته كمكان رئيسى لعشاق الكتب، ويبدو المشهد فالسور هذا العام شديد الزحام فى ظل ارتفاع أسعار الكتب فى دور النشر، حيث تلجأ الكثير من الأسر لشراء الكتب المستعملة، وقد استفادت دور النشر من تجربة السوق خاصة الهيئات الحكومية التى تقدم خصومات كبيرة على بعض إصداراتها تصل إلى 80%، فتقدم الهيئة العامة المصرية للكتاب مجموعة خصومات كبيرة على الكتب الحديثة والتراثية، تصل إلى 50% بالإضافة لمجموعة متنوعة من الإصدارات زهيدة الثمن المتوفرة فى ضمن مشروع مكتبة الأسرة.
فى هذا السياق يستعد المركز القومى للترجمة بمجموعة من الخصومات للطلبة والباحثيين بالإضافة لخصومات إضافية لكافة القراء، وتقدم الهيئة العامة لقصور الثقافة خصومات خاصة على الأعمال الكاملة فى كل المجالات من شعر وقصة ورواية ونقد وتاريخ وعلوم.
 ■ كيف نختار الكتب
وسط جولة «روزاليوسف» فى المعرض، كانت هناك حيرة كبيرة لدى العديد من الزوار حول أى كتب يشترونها فى ظل وجود عشرات الألف من العنوانين، وفى هذا السياق توجد المئات من النصائح لأختيار الكتب الجيدة، لكن معظمها قد لا ينطبق على حالة معرض القاهرة الكتاب، فضلًا عن عدم وجود رفاهية اقتصادية أو متسع للوقت يسمح لشراء كتاب ثم اكتشاف مدى جودته لاحقًا، لذلك من أهم النصائح للحصول على كتب جيدة، تحديد قائمة بالمجالات التى تحتاجها، ثم البحث عن أبرز العناوين ودور النشر التى تصدر أعمال فى هذا المجال من خلال عمل بحث مبدئى على جوجول ومتابعت ترشيحات وتعليقات القراء على هذه الإصدارات، والخطة الأخيرة زيارة دور النشر فى المعرض وأخذ وقتاً كافياً فى قراءة فهرس الكتاب والإطلاع على المقدمة.
 ■ أنشطة ثقافية وفنية
لا يقتصر معرض الكتاب على بيع الكتب فقط بل هناك مئات الفعاليات المتنوعة من ندوات وحفلات موسيقة وورش عمل للأطفال، هذه الأنشطة تمنح للمعرض روح خاصة وتجعل منه تجربة مختلفة خاصة للأطفال.
 ■ تدشين أول دار نشر مصرية سعودية
دشنت أمس أول دار نشر سعودية بالقاهرة حضرها عدد من الشعراء والروائيين، والمثقفين والمبدعين العرب والمصريين ووسائل الإعلام المختلفة والمهتمين بصناعة الكتاب، فى محاولة جادة لنشر مختلف أنواع المعرفة.
وقالت الروائية مها عبود باعشن رئيس مجلس إدارة دار «مها للنشر والتوريع والترجمة» أن الدار ستكون منصة للإبداع ،وامتدادا للجسر الثقافى بين الشعبين المصرى والسعودى وباقى الأقطار العربية الأخرى و سقدم جميع أنواع الإبداع للقراء من مختلف الثقافات ودارسيها فى المعاهد والجامعات، وكذلك القراء فى الغرب عبر الترجمات التى وتتيحها الدار للكتب العربية فى محاولة لتجاوز الحدود بين الدول العربية ومحيطها.
وأوضحت أن الدار لا تهدف للربح بقدر هدفها لنشر الثقافة العربية الراقية، من أجل أن تصبح اول دار نشر عربية تكون نقطة التقاء المفكرين والمبدعين العرب، مشيرة إلى أن الدار تسعى لصنع مستقبل يتميز بتحقيق أعلى معدلات نشر بارزة لتعزيز المعايير الدولية للنشر والحفاظ على اعلى مستوى من الجودة  الإنتاجية، وستنظم الدار الفترة المقبلة مسابقات أدبية ،لاكتشاف المواهب الناشئة، وستكون لها جوائز ونشر الأعمال الفائزة قائلة  أن الدار تهدف فى المرحلة المقبلة لنشر خمسة آلاف كتاب .
وعن اختيار القاهرة لانطلاق، وتدشين الدار ومقرًا لها قالت الروائية إن القاهرة عاصمة الثقافة، وموطن المفكرين والمبدعين، وهمزة الوصل بين أقطار العالم العربى وفى ختام حفل التدشين تم تقديم فقرة من مسرح العرائس بعنوان «المدرس» كتبتها الروائية مها عبود باعشن فى محاولة لدعم هذا الفن المؤثر فى الصغار والكبار.
وتعد الروائية مها عبود باعشن أول مبدعة سعودية تحصل على جائزة  الإنسان العربى من المركز العربى الاوربى لحقوق الإنسان والقانون الدولى اوسلو النرويج، ونالت شكر خاص واستحسان الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين رحمه الله ولها إسهامات بارزة فى شتى فنون الإبداع بالمملكة.