الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

العسال يكشف حكاية «القرويين» أقدم الجامعات فى العالم الإسلامى

العسال يكشف حكاية «القرويين» أقدم الجامعات فى العالم الإسلامى
العسال يكشف حكاية «القرويين» أقدم الجامعات فى العالم الإسلامى




كتب ـ علاء الدين ظاهر
 
 
قال الدكتور إبراهيم العسال الباحث والمحاضر بجامعة قرطبة فى إسبانيا والاتحاد الأندلسى وأستاذ التاريخ والفنون الإسلامية أنه ينتشر مفهوم خاطئ بين الناس أن جامعة الأزهر هى أقدم جامعات العالم الإسلامى، بل يبالغ البعض بالقول إنها أقدم جامعات العالم وهذا خطأ لابد من تصحيحه دون الانتقاص من قدر ومكانة الأزهر العريقة.
وأشار العسال لـ«روزاليوسف» إلى أن أقدم مؤسسات التعليم العالى كانت فى القسطنطينية فى القرن الخامس الميلادى، لكن ربما كان بشكل بدائى لم يتطور ولم يصل إلى مرحلة الأستاذ والتلميذ أو ما عرف لاحقا بالدرجات العلمية، وفى روما الغربية ظهر مصطلح يونيفرستات ومنه الكلمة اللاتينية لمعنى الجامعة.
 وتابع: لما جاء الإسلام عظم كثيرا من دور المسجد وربطه بدروس العلم، ولعل جامع عمرو فى الفسطاط شهد حلقات لتعليم المصريين الدين الإسلامى وكان هذا قبل الأزهر بـ400 سنة، ونفس الحال كان فى المساجد الأولى فى الإسلام ومنها القيروان فى تونس.
وقال: فى نهاية العصر الأموى نشأ أول مفهوم حقيقى للجامعة وهى جامعة الزيتونة فى مدينة القيروان، إلا أنها لم تعط كذلك درجات علمية وقد درس فيها أسد بن الفرات فاتح صقلية بالمناسبة، أما أول الجامعات وأقدمها اعطاء للدرجات العلمية فهى جامعة القرويين فى فاس بالمغرب والتى أسستها فاطمة الفهرى، وهى تونسية يمتد نسبها إلى عقبة بن نافع وكان ذلك فى القرن التاسع الميلادى فى حكم دولة الادارسة فى المغرب.
وتابع العسال: ثم تأتى قرطبة بجامعها العريق الذى حوله الخليفة الناصر إلى جامعة يفد إليها طلاب العلم من كل بقاع الدنيا فى النصف الأول من القرن العاشر الميلادى، وأضحت أول جامعة حقيقية فى أوروبا رغم توقفها لفترات طويلة بعدها.
واستطرد: فى النصف الثانى من القرن العاشر وُلد الازهر الشريف الجامعة العريقة التى أسسها الفاطميون، وظهرت بها حلقات لتدريس المذهب الشيعى الإسماعيلى واقنع الوزير المخضرم يعقوب بن كلس الخليفة العزيز بالله لتحويل الجامع إلى جامعة، وكانت القاهرة فى عهده تقارع بغداد الرشيد فى القرن الثامن وقرطبة الناصر فى القرن العاشر.
كما تجب الإشارة إلى أن الوزير العظيم نظام الملك الطوسى الذى لا يعرفه الكثير، رغم أنه مؤسس فكرة المدارس النظامية فى الحضارة الإسلامية، كما أسس الجامعة النظامية فى بغداد وفتح لها فروعا فى المدن الإسلامية الأخرى كالموصل واصفهان والبصرة وكان ذلك فى بواكير القرن الـ11.
وأضاف: أنا اعتبر ان جامعة بغداد النظامية هى الأساس التى قامت عليه جامعات أوروبا بعدها سواء باريس أو اكسفورد أو كامبردج، وكان التعليم فيها مجانيًا ودعمتها الدولة العباسية والخليفة القائم بأمر الله دعما غير مسبوق وتخرج فيها علماء كبار مثل ابن الهيثم وابن رشد.