مستشفى «السكة الحديد».. سجن جديد فى «أبوزعبل»

 القليوبية ــ حنان عليوه

 

مبنى فخم.. بناء هندسى على أحدث طراز.. مساحات شاسعة فارغة تلفت أنظار المارين أمامه.. هذا هو حال «مستشفى السكة الحديد بأبوزعبل»، الذى يقع بشارع بورسعيد بأبوزعبل التابعة لمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، حيث يعانى إهمال المسئولين، خاصة أن المستشفى يقع على مساحة حوالى ١٠ أفدنة، وبالرغم من أن المبنى المشيد على أحدث طراز ومساحته الشاسعة، إلا أنه يقع فى منطقة تنعدم بها وسائل المواصلات، ناهيك عن تهالك الطريق المؤدى إليه وافتقاره جميع وسائل الأمان.
«روزاليوسف» رصدت حالة المستشفى، حيث يحتوى على مبنى خاو على عروشه، لكنه يفتقد الخدمة الطبية للعاملين بالسكة الحديد والأهالى بمدينة الخانكة.
قال عدد من العاملين بالسكة الحديد: إن المستشفى يفتقد الخدمات الطبية بالرغم من أن المبنى تم إنشاؤه وافتتاحه منذ ٦ سنوات، إلا أنه لم يعمل بكامل طاقته حتى الآن سوى الطابق الأرضى فقط، حيث يعمل عيادات خارجية، أما القسم الداخلى فلم يعمل منذ إنشاء المستشفى حتى الآن، منوهين إلى أنه فى حالة إصابتهم أو مرضهم يتم تحويلهم إلى المستشفى الأم بالقاهرة، علاوة على أن المستشفى يقع بمنطقة نائية وتفتقر أبسط وسائل المواصلات والأمان.
وأضاف المتضررون، الذين رفضوا ذكر أسمائهم خوفاً من التنكيل بهم، أن المستشفى بالنسبة لهم لا يقدم سوى الإسعافات الأولية فقط وحتى العيادات الخارجية تعانى عجزا صارخا فى عدد من التخصصات، ليظل المبنى شاهدا على إهدار الملايين فى إنشائه دون أى استفادة، وكأنه «خيال مآتة».
وأشار العاملين إلى أنه قام بزيارة المستشفى أكثر من ٣ وزراء للنقل، ويقومون بتفقد المستشفى ويعدون بتوفير الإمكانات لاستخدام المبنى بكامل طاقته، لكنها وعود كاذبة ولم يحدث أى تطور على أرض الواقع، وكأنها حبر على ورق ولم تدخل حيز التنفيذ قط، الأمر الذى عكس بدوره وعزز أن يكون المستشفى عبارة عن هيكل، ما يؤكد أن هم المسئولين فى المقام الأولى هو «الشو الإعلامى».
من جانبه قال الدكتور أحمد حجازي، مدير مستشفى السكة الحديد بأبوزعبل: إن المستشفى كان عبارة عن مبنى غير آدمى وتم إحلاله وتجديده ليصبح مستشفى يتبع شركة المركز الطبى لسكك حديد مصر، حيث يخدم من خلال العيادات الخارجية العاملين بالسكة الحديد وأبنائهم الأقل من ٦ سنوات مجانا، أما العمليات الجراحية والأشعة والتحاليل يتم سداد ٢٥٪ من التكلفة وتتحمل الهيئة ٧٥٪.
ولفت حجازى إلى أن الخدمة الطبية متاحة بالعيادات الخارجية بأقسام «باطنة ـ جراحة ـ عظام ـ جلدية ـ أسنان ـ نساء وولادة ـ معمل وأشعة» وتقدم الخدمة حتى الساعة الثانية ظهرا، أما عن القسم الداخلى فلا يعمل لعدم وجود إمكانات مهيئة لتشغيله، وفى حالة استقبال حالة حرجة يتم تحويلها إلى مستشفى الأم بالقاهرة، مشيرا إلى أنه تعاقد مع إحدى المستشفيات الخاصة «مستشفى كليلة التخصصى» بالخانكة لتحويل الحالات الحرجة أو الغسيل الكلوى التى لا يمكن نقلها إلى القاهرة إليه.
وعن التخصصات التى لا توجد بالمستشفى، مدير مستشفى السكة الحديد بأبوزعبل: إننا نسعى للتطوير ويوجد خطة لتنمية العيادات الخارجية وتشمل توفير أقسام جديدة وهى «أنف وأذن وحنجرة ـ رمد ـ علاج طبيعى»، وتطوير المعمل والأشعة، لافتا إلى أن خطة التطوير على مرحلتين، حيث تم الاتفاق بين هيئة السكة الجديد، وشركة المركز الطبى، على التطوير، علما بأن المستشفى يحتاج نحو ٢٠ مليون جنيه.  وأوضح حجازى أن المرحلة الأولى تشمل استكمال العيادات الخارجية وخدماتها وتطوير قسم الأشعة والمعمل، أما المرحلة الثانية فتشمل القسم الداخلى من العمليات الجراحية، والعناية المركزة، والغسيل الكلوى، واستكمال التخصصات كمستشفى، مؤكدا أنه تم اعتماد المرحلة الأولى من التطوير، لتبدأ الأعمال خلال المرحلة المقبلة، وتشغيله بكامل طاقته، مع سرعة تنفيذ مخطط التطوير لخدمة الموظفين بهيئة السكة الحديد والمواطنين.