الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سناء منصور: التكتلات الإعلامية سمة العصر وستقضى على «الدكاكين الصغيرة»

سناء منصور: التكتلات الإعلامية سمة العصر وستقضى على «الدكاكين الصغيرة»
سناء منصور: التكتلات الإعلامية سمة العصر وستقضى على «الدكاكين الصغيرة»




حوار ـ مريم الشريف

سناء منصور عبرت عن سعادتها بعودتها للشاشة من خلال «السفيرة عزيزة» على DMC، والذى يعد خليطًا فكريًا من الجيل القديم والوسط والجديد، مشيرة إلى أنه برنامج ديناميكى ويلعب دورًا فى تغيير ثوابت المجتمع التى «أكل عليها الضهر»، وأكدت ان المرأة ليست مظلومة وإذا كانت مظلومة فهى التى ظلمت نفسها، كما أوضحت انها طوال عمرها ترفض فكرة تقديم الفنانين للبرامج فيما عدا برامج المنوعات التى تراه شيئًا طبيعيًا ان تقدم فنانة برنامجًا بهذا الشكل أما إذا كان سياسيًا فهذا يعد كارثة على حد قولها، كما طالبت بضرورة اكتشاف المواهب داخل ماسبيرو وتخفيض العاملين به دون المساس بدخل الأسرة المصرية، و فى هذا الإطار تحدثت فى حوار خاص لـ«روزاليوسف».

■ ما الذى جذبك فى برنامج «السفيرة عزيزة» علىDMC ؟
علمت عن تفاصيل البرنامج قبل بدأه وانه برنامج مرأة و يخاطب 3 اجيال الجيل القديم، الوسط، والجيل الجديد، ويقدم خليطًا بين الاجيال ويعرض تفكيرهم فى الأمور، ونقاط الاتفاق والخلاف بينهم، لكن لم اكن أعلم ان اسم البرنامج «السفيرة عزيزة»، وشعرت بأنه برنامج جيد، فضلا عن انه برنامج  المرأة الرئيسى على قناة DMC، ويلعب دورًا فى تغيير ثوابت المجتمع التى «أكل عليها الضهر وشرب»، خاصة انه لا وسيلة لتغيير اى شىء من هذه الثوابت الا عن طريق المرأة لأنها الأم والأخت والابنة وغيرها من الأدوار المهمة التى تقوم بها، فهى نصف المجتمع رسميا لكن فى الواقع المرأة كل المجتمع فهى التى تربى والتى تخلق البذرة لدى أى إنسان على الارض، لذلك شعرت بأن «السفيرة عزيزة» مهم كثيرا بالاضافة إلى اننى لا أنسى مشاهدتى زمان لبرنامج قريب من فكرة «السفيرة عزيزة» وكان بعنوان  «The Veiw» أى «وجهة نظر» وكانت تقدمه «باربرا والترز» شيخة الاعلاميين فى امريكا والمذيعة الاشهر ومعها مذيعون آخرون، لذلك حينما عرض على تقديم «السفيرة عزيزة» واننى أمثل الجيل القديم به وعجبتنى الفكرة وقلت ما المانع.
■ وما هدف برنامج «السفيرة عزيزة»؟
 البرنامج يتضمن اتفاقات وتناقضات وتكاملًا، حيث يوجد اشياء نلتقى فيها مع الجيل الجديد وأخرى يرفضها هذا الجيل لدينا، لذلك شعرت بأنه برنامج ديناميكى، واذا كان الهدف منه تغيير ثوابت المجتمع والتى أصبحت ليس لها وجود فى أى مكان فى الدنيا وانه ممكن على قدر المستطاع ان نقوم بتغيير أشياء فى الشكل والمضمون لحياتنا، وانا لا أحب اقدم توك شو ولكن «السفيرة عزيزة» وجدته قريبًا منى بأنه يمكننى اقدم مضمونًا برامجيًا مثله.
■ أفهم من ذلك أنه لا يزعجك وجود مذيعين شباب معك بالبرنامج؟
بالعكس لأن هذا يعد الهدف من البرنامج وجود اجيال مختلفة، ووجودى بمفردى يعنى اننى أفرض فكرًا معينًا قديمًا إنما وجودنا سويًا يؤدى إلى إظهار كل وجهات النظر للمشاهد.
■ هل ترى ان المرأة مازالت مظلومة مجتمعيًا؟
المرأة لو مظلومة فهى التى ظلمت نفسها، بمعنى ان المرأة إذا عرفت حقوقها وقامت بواجباتها «عمرها ما هتبقى مظلومة وفى ايديها تغيير واقعها»، الام هى التى تقوم بتشكيل الطفل بكل تفاصيل حياته مستقبليا، والرضوخ لفكرة أن المرأة مظلومة واننا فى مجتمع رجولى هذا غير حقيقى، فالحرية ليست مكافأة من أحد لأن الحرية هى التى تأخذها بإيديها وإذا لم تظلم نفسها لا يمكن لاحد  ان يظلمها، أى ان المرأة هى التى ترضخ وتضع اسس حياتها، وأى أمرأة تعلمت وبعدها دخلت مجال العمل عرفت ان عليها واجبًا ولها دور فى المجتمع، فأى بنت تتعلم منذ صغرها ان تهتم بالبيت واسرتها ثم  ابنائها مستقبلا وعملها والذى تأخذ أجرًا عنه، أى انها مثلها مثل زوجها وهذة ليست معركة وإنما تعاون ومحبة واستمرارية وأمان، وحتى فى الطبقات الدنيا نجد ان النساء بها اغلبهن معيلات وهن اللاتي ينزلن للعمل وأما الرجل جالس فى المنزل ويدعى انه مريض ثم يعتدى على زوجته بالضرب فيما بعد رغم انها التى تشقى وتتعب، لذلك من المفترض الا تقبل أن تتم إهانتها او التحرش بها وغيرها من هذه الأمور واذا قبلت ذلك تكون هى التى ظلمت نفسها.
■ تشارك فى «السفيرة عزيزة» هالة صدقى.. فهل تؤيدى وجود الفنانات على كرسى المذيع؟
بشكل مطلق لا أؤيد هذا الامر، وطوال عمرى ارفض فكرة تقديم الفنانين للبرامج واقول ان هذا حق المذيع، اما حق الفنان ان يكون ضيفًا، لكن فكرة «السفيرة عزيزة» انه يمثل المجتمع المصرى وهذا المجتمع فيه ميل للفن، أى به فنان ويميل للفن، وهالة صدقى تأتى معنا يومًا فى الأسبوع وهى النسمة التى تأتى ولديها رؤية ورأى وهى نموذج للفنانة الملتزمة ولديها خفة ظل كبيرة، وهى بنفسها تقول«أنا مش مذيعة وإنما ضيفة عليكم فى البيت» ولا تدعى انها مذيعة ولا يهمها ان تكون مذيعة لأن ببساطة نجومية الفنان عشرة أضعاف نجومية المذيع، والمذيع له مكانه المحترم فى المجتمع لكن الشعبية فى الشارع تكون للفنان اكثر، وانا كمذيعة لى جمهور يحترم رأيى وفكرى إنما الفنان فهو الحلم بالنسبة للجمهور، لذلك ارى ان الفنان حينما يعمل مذيعًا يكون هو الخسران لانه يحول شعبيته من فنان لشعبية أقل وهى شعبية المذيع، واذكر اننى حينما كنت مذيعة فى راديو مونت كارلو وقدمت شغلًا جيدًا فى مصر، وسافرت البحرين وقتها والبحرين بالتحديد كانت تذيع التليفزيون المصرى لديها فى القنوات الأرضية، وكنت وقتها اسير فى احدى الاسواق بالبحرين وكانت تسير بجانبى ممثلة نجوميتها بالنسبة لى درجة رابعة وأقصد فى شهرتها، وفوجئت بتجمع الجمهور حولها بشكل غير طبيعى، لذلك ارى ان الفنانين لدى الجمهور رقم واحد ومثل اعلى بالنسبة لهم وبخاصة الفنانين فى الاجيال القديمة لأن المواطنين كان يتشكل وجدانهم من خلال السينما المصرية.
■أ فهم من ذلك رفضك لتقديم الفنان برنامج؟
 ان يقدم الفنان برنامجًا كله يعتمد على هذا الفنان فأنا ارفض ذلك، لكن ان يأتى مرة واحدة فى الاسبوع ضيفا على البرنامج وليس مذيعًا بمعنى إنه لا يقول سيداتى آنساتى لا مانع من هذا الأمر، اما  برامج المنوعات فلا يوجد مشكلة فى ان يقدمها فنان بأكملها يعنى مثلا حينما تقدم شيرين برنامج «ستديو شيرى» أشاهده ويعجبنى كثيرًا وأضحك على براءتها وتجاوزاتها لأنها بتقدم برنامجًا فى مجالها حيث انها تغنى وتجعل الضيف امامها يغنى ايضا وحينما تقدم غادة عادل برنامج منوعات لا مشكلة فيه، وانا كمذيعة لا يمكننى ان اضحك الضحكة التى تضحكها شيرين على الهواء والتى تناسبها و«لايقة» عليها لكن بالنسبة لى لا يصح، اى ان تقديم الفنانين لبرامج المنوعات والتى تعتمد على ضيوف الفن والطرب أرى انه شىء طبيعى، لكن ارفض ان تقدم فنانة أو مطربة برنامجًا سياسيًا مثلًا فأرى هذا الأمر مصيبة و«إلا نروح نمثل احنا كمان وناخد الملايين».
■ وكيف ترى وجود فيفى عبده على كرسى المذيع؟
فيفى عبده تقدم برنامج منوعات لذلك لا مشكلة فى هذا الامر، لكن تقدم برنامج آخر سياسى مثلا فهذه «محرمات»، وهذا ليس فقط على الفنانين وانما على اى مهنه اخرى تحاول الجلوس على كرسى المذيع لان المذيع له مقاييس وهو علم يدرس فى كلية الاعلام وله أصول.
■  وكيف ترى هيكلة ماسبيرو حاليًا؟
لا أعلم طبيعة الهيكلة التى تجرى به، حيث انه تم ابعادى من مجلس الامناء ولا أعرف ما يحدث، وما استطيع قوله ان امكانيات ماسبيرو الفنية لا حدود لها، ولا يوجد اى كيان اعلامى آخر لديه كم الإمكانيات الموجودة به، من عدد سيارات التصوير والمعدات والأجهزة، الاستديوهات وهذا من الناحية الفنية أما من الناحية الأخرى فماسبيرو ملىء بالمواهب الشابة الضائعة فى ظل سوء الادارة الموجودة، مواهب مبتكرة ومتميزة  ولكن يوجد عليها تراب وطين ورمل و«خاسفين بها الارض»، وأرى ان القائد فى ماسبيرو لابد ان يكون صائدا للمواهب، فضلًا عن ان العدد الرهيب من الموظفين داخله يعد شيئًا قاتلًا، حيث يقتل أى كيان اعلامى يريد النجاح، واذا  اى قناة خاصة زادت عدد العمالة لديها اكثر من حاجتها ستفشل مثل ماسبيرو، فماسبيرو به 35 الف موظف وهو لا يحتاج كل هذا العدد، وربما احتياجه لا يزيد عن خمسة آلاف شخص فقط أو بالكثير جدًا عشر آلاف شخص، وفى ذات الوقت ليس من حق الدولة ان ترفد باقى العاملين به لأن هناك دستورًا يحميهم، وطالما ارتضوا ان يقوموا بتوظيف هؤلاء العاملين لابد ان يتحملوا، لكن اذا كانت هناك طريقة لإخراج عدد كبير منهم بشرط  الا يتم المساس بدخل الاسرة المصرية أو ايذائهم ولا يقضون على انسانيتهم بالإضافة لتقديم المواهب الموجودة واكتشاف المواهب المغمورة، واستغلال الامكانيات الفنية، فضلا عن ان يسترجع ماسبيرو نجومه المنتشرين فى القنوات الخاصة سواء مونتيرين، مخرجين، مذيعين وغيره واعطائهم رواتب افضل، مع هذه الاشياء سيعود ماسبيرو لمجده ولا يستطيع اى كيان اعلامى آخر منافسته.
 ■ وكيف ترى الكتلات الاعلامية كـ«النهار وCBC»؟
مسألة طبيعية، ومثلا فرنسا وألمانيا كان بينهما «مصانع الحداد» الحربين العالمية الاولى والثانية اما الان هم فى اتحاد واحد وهو الاتحاد الأوروبى باحثين عن مصلحتهم، لذلك ارى ان التكتلات سمه العصر، وفى النهاية تقدم منتجًا محترمًا، اما «الدكاكين الصغيرة» هى التى سيتم القضاء عليها، ولن تستطيع تنافس تليفزيون الدولة  «لو وقف على رجلية» ولا الكيانات الجديدة المصروف عليها جيدا، ولن تنافس التكتلات الكبيرة التى تستقطب كل العناصر الاعلامية الجيدة.
■ عملتى بإذاعة مونت كارلو والاذاعة المصرية.. ما الفرق بين الاعلام المصرى والغربى؟
الفرق كبير جدًا، واثناء عملى فى المونت كارلو وهى اذاعة فرنسية تعلمت فنونًا اذاعية لم تكن موجودة فى مصر حينما سافرت منها، حيث اننى كنت فى اذاعة مصرية شابة «الشرق الاوسط» ترأسها آمال فهمى وطاهر ابو زيد اثنان من عمالقة الاعلام فى مصر ولهما رؤية مختلفة وايقاع سريع، لذلك كانت الاذاعة فى أزهى عصورها معهما، وحينما ذهبت إلى المونت كارلو شاهدت فنًا اذاعيًا لم اره من قبل، فمثلا لم اتصور ان ممكن مذيع يتحدث وخلفه موسيقى، أو ان يكون فى الإذاعة مخرج يقف مع المهندس خارج الاستديو.