وزير التربية والتعليم تخاريف صيام2
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 31 أغسطس 2009
كان المؤتمر الصحفي الذي عقده بالأمس الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي، بمثابة صرخة ضمير من مواطن تحَّمل مسئولية منصب من أهم المناصب الحكومية، حيث هو معني بمستقبل هذا الوطن ، إلا أن ما تم عقب تلك التصريحات في المؤتمر، قد أثار العديد من الآراء،
البعض مؤيد تماماً ، وموافق علي إنهاء دور الوزارة والوزير في هذه الحقبة الزمنية من تاريخ العمل الوطني، حيث نحن في أشد الإحتياج لترشيد الإدارة والموازنات العامة وإنهاء أدوار لحقائب وزارية لا معني لها ، ولا دور لها في ظل الإدارات الحكومية المعاصرة ، والبعض الآخر، يبحث عن مشاكل يمكن حدوثها ، ومسئوليتها السياسية أمام البرلمان وأشياء أخري لا مجال لها بعد أن وافقت القيادة السياسية علي ما قدم من اقتراحات في هذا الشأن -حيث الهدف الأول هو التغيير من أجل صالح الوطن ومستقبله ،
ولعل المفاجأة، أن يأتي الدكتور يسري الجمل لكي يعلن في مبني ديوان الوزارة، عن اجتماع قد تم مع مستشاريه ، وأن سياسات التعليم التي ستظهر نتائجها عام 2011 أي بعد ثلاثة أعوام، ( أطال الله عمر الوزير )، في منصبه !! غير كافية، لكي نعطي أملاً للشعب في تعليم جيد ، وهنا سأل البعض ، هل سيادتكم تتحدثون عن التعليم أم عن التربية ، وهنا ( هز رأسه "الوزير" هزتين للشمال وهزة لليمين) وهي عادة لدي سيادته حينما يواجه سؤالاً غير معد مسبقاً، وقال لا -التربية سوف نهتم بها إن شاء الله في المراحل القادمة، بس المهم دلوقتي التعليم ، وسرعان ما تسرب الحديث إلي (مجلس الوزراء) من أحد المستشارين (المزدوجين)،
عن طريق S.M.S وإذا بالتليفون الأحمر يضرب، ويرد الوزير، حيث الطرف الأخر السيد رئيس مجلس الوزراء ، وهز الوزير رأسه مرات يميناً وأكثر منها يساراً !! وأغلق دون تعليق وأنهي الإجتماع، وإذا بالسيد رئيس مجلس الوزراء يدلي بتصريح عقب لقاء سريع تم بين سيادته والسيد يسري الجمل ، جاء علي لسان السيد مجدي راضي، بأن التربية أساسية في مشكلة ومسئولية وزارة التربية والتعليم ،
وأن من أصول التربية التي أشار بها رئيس الوزراء علي وزير التربية أن يتأكد بنفسه من مراسم تحية العلم في أفنية المدارس كل صباح ، وأن يتأكد بنفسه من الأنشطة الرياضية والإجتماعية والثقافية في كل مدرسة ، وأن ينظم كل مدير مديرية رحلات أسبوعية إلي مواقع العمل والإنتاج لطلاب المدارس لبث روح الإنتماء لدي الأطفال والشباب ، وأن يعمل الوزير، علي وضع تصور مع القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية للتعاون بين المدارس الفنية في تلك القطاعات وبين سوق العمل، وأن ينهي فترات الدراسة في المدارس ذات الفترتين ،
بأن ينشئ مع قطاع الإنتاج وحدات تعليمية صناعية تشرف عليها وزارة التربية والتعليم ، وأن يستمر في إدراج سياسات اللامركزية بالنسبة لمديريات التربية والتعليم ، وعلي أن تخضع كل مديرية لمحافظ الإقليم ، وأعلن السيد مجدي راضي بأن الوزير قد اقتنع ( بمضض ) بعد هز رأسه مرتين جهة اليمين ولم يهزها كالعادة جهة "اليسار" من المناقشات التي دارت مع السيد رئيس الوزراء ، علي أن تكون الثانوية العامة، محلية وليست قومية ،
وبالتالي سوف يكون لكل إقليم إدارة خاصة بإمتحاناته وستنتهي أزمة الثانوية العامة منذ العام القادم -جاء هذا التصريح من مجلس الوزراء في تمام الساعة الخامسة ظهر أمس قبل الإفطار !!