الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«كشك الأورام».. حينما يلعب سعيد نوح بمصائر شخصياته

«كشك الأورام».. حينما يلعب سعيد نوح بمصائر شخصياته
«كشك الأورام».. حينما يلعب سعيد نوح بمصائر شخصياته




أقيمت بالمقهى الثقافى بمعرض القاهرة للكتاب، الثلاثاء الماضى ندوة أدبية لمناقشة المجموعة القصصية «كشك الأورام»، للكاتب سعيد نوح،بمشاركة الناقد د.خيرى دومة، والناقد مدحت صفوت، والناقد عمر شهريار.
وأكد دومة، أن عالم المجموعة القصصية يصعب الإمساك به، نظرًا لتنوعه، مشيرًا إلى أن النصوص تقدم عالما اجتماعيا لفئات من المجتمع المصرى خاصة المرضى والمهمشين، إضافة إلى تقديم رؤية وجودية للكون.
وأشار «دومة»، إلى حضور الموت بكثافة وبشكل مفاجئ فى قصص المجموعة، لدرجة أقسى من أن تحملها، وبشكل مفاجئ، كما أشار إلى أن الراوى فى المجموعة شبيه بالراوى الشعبي، حيث يرى ما وراء الأشياء، وما لا يراه البشر بعيونهم، معتبرًا أن هذا مظهرًا من مظاهر الكتابة الحديثة.
وأوضح الناقد مدحت صفوت، أن السرد فى قصص المجموعة لا يصنع عوالم، كما هو متعارف عليه فى الكتابة، إنما المؤلف هنا يخترع العالم، اعتمادًا على مقولة هيجل «التاريخ هو تبذر الروح على نحو جدلي»، وأن السارد يلجأ إلى فكرة الخيال الأسطوري، وانتماء لغة السرد، إلى لغة اللاحسم، أى إرجاء الأشياء إلى أجل آخر، باعتبارها أشياء لا يقينية، وبالتالى لجأ المؤلف إلى اللغة الإطلاقية، وشبه الراوى بالإله زيوس الذى يجلس فوق جبل أوليمب، ليلعب بمصائر الناس، كما فى هذه الرواية.
وأشار «صفوت»، إلى عنوان الرواية الذى يبدو تجاريًا لجذب القارئ، لكنه فى الحقيقة مضلل –حسب وصفه- لأنه يعيد قراءة الحياة، وليس كما يتصور القارئ بأنه سيقبل على قراءة قصص بسيطة، وموضحًا أن قصص المجموعة لا تحتوى على حدث تقليدي، إنما هناك حركة دائرية للحدث تتوافق مع الحركة الإطلاقية، وعدم اليقين. وفى النهاية أكد أن القصة القصيرة لا تزال على قيد الحياة، وهناك مخلصين للكتابة القصصية من بينهم سعيد نوح.
ووصف الناقد عمر شهريار، عنوان المجموعة بـ«المخادع»، معللا رأيه بأن القارئ ربما يفهم منه أن القصص تتحدث عن تجربة مرضية، لكنه سيفاجئ بعالم مغاير تمامًا، وهو مجموعة من الألعاب السردية الشيقة والمميزة، مشيرًا إلى تعدد الأصوات داخل المجموعة، بحيث أن القراء أنفسهم حاضرون، ويقدمون خطابهم مباشرة للراوي، ويعدلون عليه، ويحذفون، وينتقدوه.