الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصر «غنيم».. طراز أوروبى من الخارج يشبه «قلعة»

قصر «غنيم».. طراز أوروبى من الخارج يشبه «قلعة»
قصر «غنيم».. طراز أوروبى من الخارج يشبه «قلعة»




كتب - علاء الدين ظاهر
 
لا أحد ينكر أن أسرة محمد على سعت بقوة لأن تجعل مصر وتحديدا القاهرة والإسكندرية وكأنهما قطعتان من أوروبا، وهو ما يظهر بشدة على المنشآت والمبانى التى أقامتها تلك الأسرة أو أقيمت فى عهدها، حيث نجد باديا عليها بوضوح الطراز المعمارى الأوروبى بزخارفه المميزة، مما جعل العمارة فى القرن 19 وبداية القرن 20 تشهد طفرة معمارية فى أساليب تشييد القصور، ولم يتوقف ذلك عند القاهرة فقط بل ساد فى محافظات كثيرة ظهرت على منشآتها وقصورها ملامح الطراز المعمارى الأوروبى.
 ويعد قصر على سيد غنيم فى سمنود بالغربية من تلك القصور التى ينطبق عليها الكلام السابق، وهو مسجل كأثر بقرار رئيس الوزراء برقم 2698 لسنة 1998 م بإسم «قصر على غنيم»، حيث يتميز بطابع معمارى رائع، وإن كانت حالته سيئة حيث ظل مهملا لفترة طويلة، وهناك مطالب بترميمه وإعادة توظيفه لصالح الاثار، وهذا يتطلب تكاتف وزارتى الأُثار والأوقاف ومحافظة الغربية، خاصة أن ما يعطل ترميم هذا الأثر الجميل عدم وجود موارد مالية بوزارة الآثار.
 بحثنا عن تاريخ هذا القصر، ووجدناه فى كتاب «نماذج مختارة من قصور محافظة الغربية» للدكتور عمرو الشحات مدير شئون مناطق اثار وجه بحرى وسيناء للآثار الاسلامية والقبطية والذى يصدر خلال أيام، ويرصد فيه بشكل علمى وموثق تاريخ عدد من القصور التاريخية والأثرية فى المحافظة، ومنها قصر«غنيم»، وجاء فيه أنه استنادا إلى صورة إعلام شرعى محررة من محكمة طنطا الابتدائية الشرعية فى 27/9/1952 م، فإن القصر سجل باسم السيدة فاطمة أحمد شنن ووالدها من أعيان طنطا، وهذا التوثيق مؤكد أيضا بمحكمة الإسكندرية المختلطة طبقا لعقد مؤرخ فى 7 فبراير 1912م، وفاطمة شنن هى زوجو على سيد أحمد غنيم ابن الحاج أحمد يوسف غنيم من اعيان سمنود.
 والقصر شيد على طراز معمارى مميز وشاع فى نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 الميلاديين، وفى مظهره الخارجى يشبه القلعة من حيث سمك الجدران وارتفاع الأسقف والمرافق المحيطة به، والسور الذى يحيط بالقصر من جميع اتجهاته، ومن أسفله مبنى من الطوب ويعلوه من المفترض سور آخر حديدى ولكنه غير موجود حاليا، كما يوجد بالسور من الناحية الشمالية باب عرضه ثلاثة أمتار يفتح من مصراعين من الحديد ويجاوره باب حديدى آخر من ضلفة واحدة..  وداخل القصر نجد حديقة تلتف حول جميع واجهاته، وزودت الحديقة بنافورة من الرخام وتتكون من حوض المياه ورقبة النافورة وهى الآن منفصلة عن النافورة تماما، وكانت الحديقة تزرع بأنواع كثيرة من الاشجار والنخيل، وأجزاء منها مازالت باقية حتى الآن، وتعتبر الواجهة الشمالية هى الواجهة الرئيسية للقصر وتمتد بعرض 30 م وارتفاع 15 م، وعليها زخارف الروكوك والباروك وتنقسم إلى ثلاثة أقسام من خلال مقصورة خشبية بارزة، وهى من الخسب المغشى بالزجاج الملون وعبارة عن وحدات خشبية هندسية متكاملة تحملها أعمدة المدخل..  والواجهة الجنوبية تمتد بعرض 19م وارتفاع 15م ويتوسطها مدخل غائر يتقدمه سبع درجات من الرخام  توصل إلى ردهة مستطيلة، ثم إلى باب  خشبى من ضلفتين يوصل إلى الصالة الثانية للدور الاول من القصر من الناحية الجنوبية، ويعلو المدخل مقصورة الدور الثانى الخشبية وتشبه إلى حد كبير المشربيات التى كانت توجد فى المنازل العثمانية، وتشمل كل نافذة إطاراً خشبياً محمول على برامق خشبية رائعة.