الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مخاوف من تأجيل انتخابات المحليات لما بعد إنتخابات الرئاسة

مخاوف من تأجيل انتخابات المحليات لما بعد إنتخابات الرئاسة
مخاوف من تأجيل انتخابات المحليات لما بعد إنتخابات الرئاسة




كتب- أسامة رمضان

فى الوقت الذى تتزايد فيه المخاوف من احتمالات عدم إجراء انتخابات المحليات خلال العام الجارى 2017، وهو ما تعززه شواهد كثيرة، أهمها ارتباط قانون المحليات بقوانين أخرى ينبغى أن تسبق إقراره..  تأتى تأكيدات نواب بالبرلمان لتدحض هذا الرأى باعتباره بنى على تكهنات ومعلومات مجهولة لكنها تبقى ذات حجية ومنطقية بالغة.

 

انتخابات المحليات لم تجر فى مصر منذ 2011 بعد اندلاع ثورة 25 يناير وحل المجالس المحلية بموجب حكم قضائى، حيث يصل عدد أعضاء المجالس الشعبية المحلية فى مصر  إلى 55 ألف عضو على مستوى الجمهورية.. فى حين تتعدد المشاريع الخاصة بالقانون تحت القبة.. بجانب وجود كثير من التكتلات السياسية التى تعتزم خوض المعركة الانتخابية. وهى ائتلاف «دعم مصر»، والذى يشكل الأغلبية البرلمانية، وجمعية «من أجل مصر»، والتى تضم 12 نائبًا برلمانيًا، وقائمة «حب مصر» للمحليات، والتى بدأت مبكرًا فى العمل بالمحافظات، بالإضافة لقائمة المجلس المصرى للمحليات.. بجانب التكتل الذى يشكله حزب الوفد بمشاركة أحزاب «الإصلاح والتنمية، والمحافظين، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى».
 الرأى الأول، الذى لا يرى أملا فى إجراء انتخابات طالب رئيس الجمهورية  قبل أكثر من عام أن تجرى قبل نهايات العام الماضى 2016، يعتمد فى وجهته على عدة أمور أسباب ما يعتبره تلكوء من قبل مجلس النواب فى عرض مشروع القانون والانتهاء من مواده، رغم توصية الرئيس بذلك وهو ما يثير علامات استفهام كبير حول رغبة الدولة فى إجراء هذه الانتخابات خلال هذا العام أم أنها تخفى رغبتها الحقيقية بتأجيل الانتخابات المحلية لحين الإنتهاء من انتخابات الرئاسة فى 2018.
ثانى هذه الأسباب هو ضرورة الانتهاء من قانون هيئة الانتخابات، وهى التى ستتولى الإشراف على الانتخابات فى مصر أيا كان نوعها بموجب نص الدستور، فضلا عن ضرورة إصدار تشريع يحدد الحدود الجغرافية لكل محافظة بموجب تشريع يعيد ترسيم المحافظات، وبالتالى هذه القوانين ستكون سببا آخر فى تأجيل الانتخابات .
أنصار هذا الاتجاه تحت القب يرون أن إجراء الانتخابات المحلية سيكون فى غير مصلحة السلطة باعتبارها ستكسب عداوات من يفشلون فى الحصول على مقعد فى المجالس المحلية، وبالتالى سيكون هذا عاملا سلبيا خلال معركة انتخابات الرئاسة.. لذا يعتبرون هذا التأجيل مدبرًا.
فى المقابل فإن هناك اتجاها يصل إلى حد اليقين لدى بعض الخبراء والنواب، بأن معركة الانتخابات المحلية لن تخرج عن عام 2017 وبالتحديد خلال الربع الأخير من هذا العام.
ومن جهته قال النائب عبد الحميد كمال، عضو لجنة المحليات 25 -30، أنه تقدم بمشروع قانون للمحليات بجانب 3 مشاريع أخرى عرضت على اللجنة، لافتا إلى أن التأخير كان من الحكومة بإعلانها تشكيل لجنة لإعداد مشروع قانون للمحليات فى 2016، ولم تقدمه إلا فى نهاية دور الانعقاد الأول للدورة البرلمانية السابقة.
وأكد كمال فى تصريحات خاصة أن لجنته تعمل حاليا على دراسة جميع مشاريع القوانين التى قدمت ودراسة النظام الانتخابى الأمثل من ناحية القائمة والفردى والمختلط، مشددًا على أن اللجنة ستناقش خلال الأسبوع الجارى تقريرا نهائيا للقانون قبل أن يناقش فى الجلسة العامة.. كما أن اللجنة التشريعة أوشكت على الانتهاء من القوانين الأخرى المرتبطة بالأمر وفقا لما أعلنه رئيسها.. بالإضافة إلى أنه من الصعب إجراء الانتخابات فى 2018 نظرا لوجود انتخابات الرئاسة وصعوبة إجرائهما معا.
ومن جانبه قال المستشار محمد عطية وزير التنمية المحلية الأسبق أن هناك صعوبة بالغة فى تأجيل الانتخابات المحلية، ما زلنا فى بداية العام والتكهن بالتأجيل غير مقبول، خاصة أن إصدار قانون الإدارة المحلية وارد فى أى وقت من الآن، كما أنه لا يشترط إصدار قانون ترسيم الحدود بين المحافظات باعتباره ممكن الحدوث بموجب قرار أو بعد إجراء الانتخابات، لذا لن يكون معوق.
وردا على أن احتمالات التأجيل ربما تكون لأسباب اقتصادية بخصوص التكلفة التى ستتكبده الدولة من هذه الانتخابات قال الوزير الأسبق فى تصريحات خاصة أن الأمر لا يحسب بالفلوس، خاصة مع التكلفة الباهظة لاستمرار الفساد فى المحليات، وهو ما يستنزف موارد الدولة، ويحول دون وجود جهاز رقابى شعبى فعال.
ولفت عطية إلى أن الخلاف حول الكيفية التى ستجرى بها الانتخابات غير مهم، لكنه من الأفضل لتحقيق العدالة بين القوى السياسية أن تكون القوائم نسبية بحيث يحصل كل حزب أو تيار سياسى على عدد مقاعد يماثل ما حققه من أصوات، حفاظا على التنوع أيضا.. موضحا أن وجود نسبة 25% للشباب داخل المجالس المحلية سيكون أمرًا مهمًا جدا ووسيلة فعالة لتدريبهم على القيادة والاستفادة من طاقاتهم.