الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«داليا السعدنى» تحيى مبنى تاريخياً.. وتحوله لمركز عالمى

«داليا السعدنى» تحيى مبنى تاريخياً.. وتحوله لمركز عالمى
«داليا السعدنى» تحيى مبنى تاريخياً.. وتحوله لمركز عالمى




كتبت – مروة الوجيه


فى قلب شوارع وسط القاهرة وتحديدًا فى مبنى مكتبة الجامعة الأمريكية سابقًا، لمع تصميم المهندسة المعمارية داليا السعدنى المصنفة رقم 12 عالميًا لأحد أبنية المبنى العتيق، بعد اختيار شركة Trend Micro العالمية لـها لتصميم مقر ومركز تعليمى لها فى القاهرة، هو الثانى للشركة فى منطقة الشرق الأوسط ورقم 43 عالميًا.
وفى حفل افتتاح فرع مصر، أشار رئيس مجلس إدارة الشركة العالمية إلى أنه بعد مشاهدة مشروعها لتصميم وتطوير ميدان التحرير عقب ثورة 25 يناير، قد وقع الاختيار على المعمارية داليا السعدنى لتتولى مسؤولية الإنشاءات والديكور للمبنى، لتقديم نموذج مشرف، وليكون علامة مميزة دون وضع أية قيود على كيفية التصميم أو اختيار الخامات، وهو الأمر الذى لم يتم مع أى مهندس آخر قام بتصميم أى فرع من فروع الشركة.
وحول أهمية هذا المشروع والصعوبات التى واجهتها فى تنفيذه، قالت داليا السعدنى لـ«روزاليوسف»: «واجهت الكثير من الصعوبات فى هذا المشروع تحديًدا، بداً من موقعه فى وسط البلد وبالأخص فى مبنى تاريخى للجامعة الأمريكية، وهى منطقة ذات طابع خاص ومميز جيدًا، حيث إن أبنية الجامعة الأمريكية تمتاز بالطابع الإسلامى الشرقى، أما منطقة وسط البلد فهى على طراز فرنسى كلاسيكى Renaissance، كما أن شركة إلكترونيات يجب أن تمتاز أبنيتها بطابع مستقبلى أو Futuristic، وكنت أود أن أمزج بين كل هذه الطرازات فى التصميم، ولكن عند بداية العمل اكتشفت أن المبنى لا يوجد له خرائط هندسية، وكانت هذه هى العقبة الأولى التى واجهتنا كفريق عمل، الأمر الذى استدعى تحويل المشروع من تصميم لديكور المركز فقط، إلى مشروع إنشائى ثم وضع التصميمات للشكل الداخلي، وبالفعل قمنا بهدم المبنى ككل لاستكشاف أساساته، التى كانت مجرد هياكل هندسية وغير مدعمة لبناء أسقف أو أعمدة للمبني، ثم بدأت رحلتنا مع المبنى حتى استطعنا استكمال المشروع تقريبًا فى الميعاد المحدد للاستلام والذى كان متفقا عليه مع الشركة لعمل التصميمات الداخلية فقط وليس المعمارية وهى 11 شهرا فقط».
وأضافت السعدني، أن مشكلة الإنشاءات ليست هى الوحيدة التى واجهتها لتنفيذ هذا المشروع، بل إنه بسبب قرب الموقع من ميدان التحرير وبعض المناطق الحساسة حكوميًا، كانت هناك فترات يتم غلق الشوارع المحيطة لأسباب أمنية، وبالتالى التوقف عن العمل لفترات طويلة خاصة إبان احتفالات 25 يناير، كما وجهنا مشكلة توقف الاستيراد وتذبذب سعر الدولار، خاصة مع استيراد الخامات والمعدات، كل هذه العقبات واجهناها فى مشروع واحد فقط، الأمر الذى كان يزيد من إصرارى على استكمال المشروع وتقديمه فى أحسن صورة.
أما فيما يتعلق بالتصميم الداخلى والمواد المستخدمة فى المشروع، قالت السعدنى: إنها تفضل الصناعة اليدوية فى تصميماتها، كما أن خامات المعادن والزخارف هى التى تميز الطابع المصرى فى التصميم، بالإضافة إلى استخدام الزجاج بشكل كبير لإعطاء إضاءة كافية للمكان، وعدم الشعور بضيق المساحة، حيث إن مساحة المبنى كانت فقط 420 مترًا، وهى مساحة صغيرة جيدًا لمركز تدريبى لطلاب، يجب أن يكون فيه فصول دراسية وأماكن للترفيه، وكان لا بد من التفكير فى طريقة لاستخدام هذا المسطح بشكل جيد حتى يتم إحداث نوع من الانسيابية فى الرؤية من خلال اللعب فى مجموعة من العناصر، وهو ما كان أشبه بعمل غسيل مخ للشخص الموجود بالمكان حتى لا يشعر بأبعاد المساحة، فلم نستخدم حوائط ثابتة بأبعاد ثابتة، كما تم استخدام مجموعة من الخدع لا يمكن من خلالها أن يشعر من فى المكان بضيقه بل يرى اتساع وفراغات كثيرة، وبالتالى يشعر بأن المكان أكبر وهو ما أحدث بالفعل.
وبالفعل تمكنا من تنفيذ المكان بحيث يستوعب فصلين كل منهما يتحمل وجود من60 إلى 70 طالباً، وأيضا منطقة الـopen study التى تستوعب من 30 إلى 35 طالبًا، بالإضافة إلى 3 غرف اجتماعات، ومكتب للمدير.
وعن أكثر الأماكن التى تميز بها المركز، أوضحت أن حجرة المدير كان لها طابع مميز حيث تم تصميمها على شكل المعابد الفرعونية واستخدم فيها الرخام المصرى مع عناصر إضاءة توضع على الأرض، مثل التى توجد فى المعابد تمامًا، كما قمت بتصميم نموذج لخريطة العالم، من الحديد المطروق، وهى بعيدة عن الشكل التقليدي، وفوجئت بإدارة الشركة تطلب تصميم مماثل لهذه الخريطة لوضعها فى الفرع الخاص فى سيدنى ودالس وسيكتب بجوارها أنها مصنوعة بأياد مصرية يدويا، فالأجانب بصفة عامة حريصون جدا على الحرفة اليدوية وليس لديهم حرفيون يقوم بعمل مثل هذه الأشياء.
وحول ردود الأفعال قالت: «جاءتنى ردود فعل جميلة جيدًا من قبل أعضاء الشركة، وأكدوا أن هذا الفرع يعتبر الأجمل من خلال التصميم مقارنة بالـ 43 فرعًا الآخرين، ولكن أكثر ما أثر فى هو ما قاله الطلبة فى حفل التخرج فكانوا قبل التحدث عن الشركة والدورات التدريبية يتحدثون عن المكان وتصميمه المريح للدراسة وهو ما يعنى أن التصميم نجح فى تحقيق ما كنت أريده».