الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأزهر والكنيسة يفتتحان مبادرة لتعزيز الأخلاق فى مصر

الأزهر والكنيسة يفتتحان مبادرة لتعزيز الأخلاق  فى مصر
الأزهر والكنيسة يفتتحان مبادرة لتعزيز الأخلاق فى مصر




كتب - صبحى مجاهد

افتتح كل من د. احمد الطيب شيخ الازهر والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية  الاجتماع التشاورى الأول حول مبادرة تعزيز الاخلاق والقيم بمشاركة عدد من الوزراء ونخبة من المثقفين ورجال الإعلام والصحافة والفن.

حيث اكد شيخ الأزهر الشريف، فى كلمته  ، إن مصر بلد كتب للبقاء والخلود، وشعبها فى رباط إلى يوم القيامة، وهو شعب أصيل أنقذ مصر من براثن مخطط جهنمى أريد منه تدمير مصر والمصريين، وصمد لكل التجارب التى ألمَّت به، وقد لا يكون صمود هذا الشعب نابعًا من ثقافة يتلقاها أو يتلقنها، وإنما لسرٍّ كامن فى أطوائه البعيدة يتمثل فى القيم المستكنة فى تراثه الحضارى والدينى والتاريخي.
وأضاف  أن تآكل قِيَم هذا الشعب النبيل بصورة مقلقة، هو نتيجة لِمَا تَعرَّض له فى العقود الأخيرة من تغيُّرات اجتماعية أثرت تأثيرًا مباشرًا على منظومة القيم، وانعكست سلبًا على تماسك الشعب، وترنح كثير من القيم الاجتماعية الحاكمة لحركة المجتمع وسط ركام اللاوعي، وتاهت قيم عديدة حاكمة وانطمست معالمها وانبهمت على قطاع عريض من شبابنا حتى أصبح لا يعلم عنها شيئًا، وأصبح الآباء والأبناء يعيشون فى جزر معزولة: لكلٍّ رؤيته وفلسفته وعالمه الخاص، ولا سبيل إلى علاج هذه الأزمة المستحكمة إلا بعودة الوعى بالقيم الأصيلة، وفى مقدمتها القيم الإنسانية المشتركة، ولا مانع من استشراف قيم حديثة ترتبط بالجذور، وتدعم مناعة الشباب فى مقاومة الأعاصير التى تهب عليه من الشرق والغرب.  
وأوضح  الإمام الأكبر أن شباب مصر ينتمى إلى بلد «له تاريخ حضارى ضارب فى جذور الأزمان والآباد، بلد عرك التاريخ وعركته القرون وصمد للغُزاةِ والطُّغاة والعابثين بقدْره، وقبَـرَهم فى تُرابه ومياه نيله»، وعلى أرضه شعب لا يُحسب تاريخه بعشرات السنين أو بمئاتها، بل بسبعة آلاف عام أو تزيد، مؤكدًا أنه لا ينبغى لرموز هذا الشعب الذين يقودون مسيرته التعليمية ونهضته الثقافية والفنية والإعلامية وغيرها، لا ينبغى لهم أن يهوِّنوا من شأن الموروث الحضارى المدفون فى تراب مصر، والكامن المستكن فى عروق شبابها، ويظنون أنه تبدَّد وتلاشى إلى غير رجعة.. فهذا الموروث موجود بفعل قوانين الوراثة التى لا تتخلَّف، وهو جاهز ومستعد للعودة وللتجلِّى - من جديد - إذ وجد مَن يبعثه من مرقده، ويوقظه فى قلوب الشباب، شريطة أن يتعاون المسئولون جميعًا –كل فى مجاله-على توفير الشروط اللازمة، والأسباب الحقيقية التى تبعث الشباب من جديد: عِلْمًا وعَمَلًا وثقافة ومسئولية وتضحية، وتشعل فى نفسه جذوة الثقة والأمل والانتماء.
وأشار  إلى أن هذا الاجتماع نتاج لفكرة مشتركة بينه وبين قداسة البابا تواضروس فى جلسة من جلسات التفكير فى هموم الوطن، مبينًا أن دعوة النخبة المتميزة أن دعوة النخبة المتميزة للاجتماع والتفكير والتدارس وتلاقح الأفكارِ والرؤى، للعمل بروح الفريق على تلمس الحلول وأقرب الطرق لبعث هذه القيم فى شباب مصر وشعبها، لكن هناك تحـديات صعبة وخطيرة من جانب، وهاهنا مسئولون وخبراء ومؤسسات كبرى مطلوب منهم ومنها القيام بما يجب عليها تجاه هذه التحديات.