السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كاميرا مراقبة كشفت هوية المتهم.. وصديقة الأم شاهدت الطفلين فى موقف الخصوص

كاميرا مراقبة كشفت هوية المتهم.. وصديقة الأم شاهدت الطفلين فى موقف الخصوص
كاميرا مراقبة كشفت هوية المتهم.. وصديقة الأم شاهدت الطفلين فى موقف الخصوص




كتب ـ حازم هدهد

الهدوء وحده هو المسيطر على أحد الشوارع المتفرعة بمنطقة عين شمس فمعظم سكانها  من الموظفين فحينما تقارب الساعة السابعة والنصف صباحا ينطلق الجميع إلى أشغالهم تاركين المنطقة تقريبا بلا سكان.
على بعد أمتار من مدخل الشارع، عقار من سبعة طوابق يكاد يكون خاليًا من السكان الا عدد من الشقق المأهولة، وفى الدور السادس تحديدا يسكن «مصطفى الشافعى، موظف بشركة النيل للأدوية» وزوجته وطفلاه التوأم «أدهم ،ياسين» ٨ سنوات، دون أن يدرى أنه سيكون على موعد مع تجربة مختلفة قد تغير مجرى حياته.
١٥ ساعة فقد فيها الزوجان توأمهما كانت كفيلة باصابتهما بالجنون، «روزاليوسف» انتقلت الى موقع الحادث واستمعت لتفاصيل الواقعة من الأب الذى بدأ حديثه بعد تنهيدة عميقة، وكأنه يحاول التخلص من تلك الذكرى المؤلمة، قائلا: اعمل أنا وزوجتى فى شركة أدوية ونخرج من شقتنا فى تمام السابعة ونعود تقريبا فى الثالثة عصرا، اعتادنا على مدار الشهر الماضى ،اجازة نصف العام، أن نترك طفلينا داخل الشقة بعد تأمين مداخلها، واعداد طعامهما ونطمئن عليهما على مدار الساعة حتى العودة للمنزل.
 وتابع الأب، يوم الواقعة جرت الأحداث كما اعتدنا الى أن فوجئت بزوجتى تتصل بى فى تمام العاشرة  وتخبرنى وهى مذعورة بأن شخصًا مجهولاً خطف ابنيهما ورد على الهاتف المحمول الخاص بالطفلين وقال لها بالحرف «ولادك معايا وعايز٢٠٠ ألف جنيه والا هبيعهم»، حينها كدت أفقد عقلى واتصلت بشقيقى للذهاب الى الشقة والاطمئنان على الطفلين حتى اصل الى هناك فاخبرنى أنه لا يسمع لهما صوتا داخل الشقة.
وأكمل الأب، حين وصلت الى منزلى وفتحت باب الشقة المغلق كما تركته فى الصباح ،فلم أجد الطفلين،ووجدت محتويات الشقة مبعثرة وأثناء ذلك عاود الخاطف الاتصال بى وأخبرنى أنه يريد المبلغ بعد ساعتين وهددنى ببيع الطفلين، ودون تردد انتقلت الى قسم شرطة عين شمس واستقبلنى المقدم محمد دويدار، رئيس مباحث القسم والرائد عمرو شريف، معاون المباحث، وطلبوا منى التفاوض مع الخاطف حول مبلغ الفدية.
وتابع والد الطفلين، وفى الوقت الذى بدأت أفاوض فيه المتهم، كان ضباط مباحث عين شمس قد أخطروا مديرية أمن القاهرة وعلى الفور أمر اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة، قيادات البحث الجنائى بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى باشراف اللواء محمد منصور مدير مباحث القاهرة، وعلى الفور انتقلت قوات الأمن بقيادة اللواء أحمد الالفى، مدير البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة ، وضباط مباحث القسم الى شقتى للمعاينة،حيث تبين لهم ان الجانى دخل شقتى من خلال «البلكونة» مستغلا ان الشقة المجاورة لى خالية،  كما قاموا بمعاينة احدى كاميرات المراقبة الخاصة بجراج سيارات فى المنطقة للتعرف على شخصية الخاطف.
وبينما الجميع يسعى للتوصل الى هوية الخاطف تلقت والدة الطفلين اتصالا من احدى زميلاتها أخبرتها أنها رأت طفليها مع شخص غريب فى موقف الخصوص،  وتمكنت من تصويره وأرسلت لها الصورة، على الفور قام ضباط المباحث بالتنسيق مع قسم شرطة الخصوص.
وواصل الأب، نجحت أجهزة الأمن فى رصد تحركات الخاطف عن طريق الهاتف، فى الوقت الذى اتفقت فيه مع الجانى على دفع مبلغ ٦٥ ألف جنيه، واخبرنى ان التبادل سيكون فى المرج وبالفعل حضر فى الموعد ومعه أدهم فقط وألقت قوات الأمن القبض عليه بعد مطاردة حاول خلالها الهروب، وبمناقشته بمعرفة اللواء أحمدالألفى، مدير  البحث الجنائى بالقاهرة،اقر أنه ترك الطفل الآخر فى أحد المساجد بالقليوبية، وأعادته لى قوات الأمن فى الواحدة والنصف ليلا  بعد رحلة عذاب دامت لما يزيد على ١٥ ساعة.
وأنهى الأب حديثه، روى ابنى أدهم أمام ضباط المباحث تفاصيل الواقعة حيث طرق عليهما باب الشقة شخص أخبره انه صديق والدهما وعندما لم يتمكن من الدخول استخدم شرفة الشقة المجاورة وقفز إلى داخل شقتهم وبقى لفترة داخل الشقة تناول خلالها وجبة الطعام التى أعدتها الأم للطفلين وحينما لم يجد أموالاً أو مشغولات ذهبية داخل الشقة قرر أن ينفذ جريمته ويخطف الطفلين ويساوم والديهما على الفدية.