السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الجهل والحرائق والإهمال» ثالوث المخاطر التى تهدد تاريخ مصر المخطوط

«الجهل والحرائق والإهمال» ثالوث المخاطر التى تهدد تاريخ مصر المخطوط
«الجهل والحرائق والإهمال» ثالوث المخاطر التى تهدد تاريخ مصر المخطوط




كتب ـ علاء الدين ظاهر


  قال الدكتور مدين حامد عبدالهادى مدرس علاج وصيانة المخطوطات والوثائق الأثرية بقسم ترميم كلية الآثار جامعة الفيوم أنه لا توجد مدرسة مصرية لها أسلوبها وتقنياتها فى ترميم المخطوطات والوثائق،  خاصة مع اختلاف الطرق والتقنيات بشكل نسبى وملاحظ بين أروقة الهيئات والمؤسسات المنوط بها صيانة تلك التراثيات المخطوطة ومعامل الترميم فى الجهات ذات الصلة، فليست هناك نواميس أو قوانين حاكمة تنظم هذه الإجراءات أو أساليب متبعة ومفضلة فى مصر.
وعن أبرز المخاطر التى تهدد المخطوطات والوثائق الأثرية فى مصر وفرضيات علاجها وترميمها،  قال مدين لـ«روزاليوسف» أنه على رأس تلك المخاطر الجهل بقيمة الآثار المخطوطة والوثائقية القيمة والنفيسة،  وهذا يتطلب تنمية الوعى بأهميتها من خلال نشرات عنها تتبناها المؤسسات المالكة لهذه النفائس، وأن تخصص فقرات معينة لإبراز أهميتها بوسائل الإعلام المختلفة، وهو توثيق لها فى نفس الوقت على صعيد أكبر وأوسع.
وتابع: كذلك من المخاطر أيضا الحرائق التى تطال مجاميع المخطوطات والوثائق بقصد أو بدونه، لغياب التأمين السليم بكل أنواعه وعدم مراعاة المواصفات اللازمة لأبنية حفظ وعرض المخطوطات والوثائق كما حدث فى المجمع العلمى قبل سنوات، ويجب حيال ذلك مراجعة وسائل تأمين المتاحف والمكتبات ومخازن المخطوطات والوثائق، ومراعاة أن تكون مقاومة للحرائق والكوارث الأخرى عند البناء، كذلك غياب الاختصاصيين المهرة من مرممى وصائنى المخطوطات والوثائق، وجهل بعضهم بأسس التشخيص الدقيق للحالة ومن ثم فرضهم العلاجات الخاطئة، مما يقلل من ديمومتها وعمرها الاحتياطى، لذا يجب على هؤلاء مراجعة معلوماتهم عن كيمياء هذه المواد التراثية، والتدريب الجيد على ذلك بالداخل أو الخارج.
وقال: كذلك الإهمال الشديد بعدم توثيق مخطوطات ووثائق عدة ما يعرضها للسرقة والتزييف والتزوير، ولذلك يجب إطلاق مشروع قومى باسم» توثيق وإحياء ذاكرة الأمة»، لا سيما بالتوثيق الرقمى والوسائل الأخرى المتقدمة، كذلك العرض والتخزين السيئ للمجاميع المتحفية والأرشيفية، لا سيما عرض بعض المخطوطات مع مواد أثرية مغايرة لطبيعتها، فكل منها يحتاج لقيم محددة من درجات الحرارة والرطوبة النسبية، وحان الوقت لتخصيص قاعات ومبان متخصصة وفقا للمواصفات القياسية وقياسات الأيزو الواردة بشأن كل مكون من مكوناتها.
وعن رأيه فى حريق المجمع العلمى قبل سنوات وتدمير مخطوطات كثيرة، قال: قد يكون أمرا ممنهجا غرضه الرئيس تفريغ ذاكرة الأمة، وسلبها أعز ما تملك من سجلاتها وخرائطها ومصادر علومها ومقومات سبقها ودلالات حضارتها، وعقب الحريق لم يتم التعامل مع الوثائق والسجلات المحترقة بشكل ملائم وسليم، وذلك لإغفال عمليات الكربنة لأوراقها وكتاباتها جراء الحريق الذى نشب بمبنى المجمع، فقد اكتفى البعض بإكمال هوامشها المحترقة والمكربنة بوسائل مدمرة مثل الترميم بلب الورق، فهو علاج مائى لا يناسب حالتها، بل عمد البعض مع غياب الضمير إلى التخلص من بعض الهوامش نصف المحترقة، بما تحمله من نصوص وكتابات وزخارف مهمة لفقده حيلة التعامل مع مثل هذه الحالات وسبل النجاة بما تبقى من هذه الكنوز،  وللأسف حدث هذا بسبب إسناد شىء علمى وتقنى لغير أهله.