الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حسين حسنى: جملة للرئيس السادات غيرت مسار حياتى.. والإذاعة المدرسية أوصلتنى للشاشة العربية

حسين حسنى: جملة للرئيس السادات غيرت مسار حياتى.. والإذاعة المدرسية أوصلتنى للشاشة العربية
حسين حسنى: جملة للرئيس السادات غيرت مسار حياتى.. والإذاعة المدرسية أوصلتنى للشاشة العربية




كتب ـ محمد خضير

يلقبه بعض الإعلاميين بالجواهرجى لدقته فى اختيار الألفاظ والجمل الأنيقة فى تقاريره التليفزيونية، ومن الإعلاميين أيضا من يلقبونه بالكروان، فهو يقرأ كما لو كان يعزف مقطوعة موسيقية لا تمل سماعها، وتنتظر منه مقطوعة أخرى. إنه المذيع حسين حسنى الذى انتقل من العمل صحفيا بغرفة أخبار قناة الغد الإخبارية العربية إلى مذيع للأخبار بالقناة نفسها.
يجمع حسنى بين تدريس الإعلام فى الجامعة وممارسته، مر بمحطات مثيرة وشيقة منذ مراحل دراسته الأولى إلى أن جلس على مقعد المذيع، «روزاليوسف» تنشر أول حوار معه فيما يلى:

■ كيف بدأت علاقتك بالعمل الإعلامى؟
ـ بدايتى كانت تقديم الإذاعة المدرسية وتحية العلم فى المرحلة الإعدادية، كنا كفريق عمل طلابى نقوم بالإعداد والتقديم لجمهور ينتظرنا كل صباح هم طلاب مدرستنا ،عندها أدركت أهمية ما أفعله، فعندما ينتظر شخص معلوماتك تشعر بالمسئولية فما بالك بمدرسة.
 أضف إلى ذلك أن عمى رحمة الله عليه كان يداوم على شراء الصحف ويتركها فى بيت العائلة، فحدثت لى نقلة نوعية عندما كنت أقرأها بعده ،فعناوين الصحف كانت تشدنى أكثر يوما بعد الآخر لقراءة التفاصيل، عندها أدركت القيمة التنويرية التى تقدمها الصحافة للرأى العام سياسيا وثقافيا، بعدها كان قرارا مبدئيا بأن تكون وجهتى لدراسة الإعلام، وقد كان، فتفوقت فى دراستى بحصولى على المركز الأول على دفعتى بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف.
■ وبعد التفوق والتخرج؟
ـ فور التخرج صدر قرار بتعيينى معيدا فى الكلية نفسها، لكن ذلك لم يمنعنى من مواصلة العمل الصحفى فى «روزاليوسف» ومنها انتقلت إلى غرفة الأخبار فى قناة on tv ثم إلى غرفة الأخبار بقناة الغد بعد اجتياز الاختبارات، تلا ذلك عملى مذيعا بالقناة ذاتها بعد أن رأت إدارة القناة أننى جدير بالقيام بهذا الدور الذى شرفت به.
■ هل واجهتك صعوبات وأنت فى طريقك نحو أهدافك؟
ـ نعم الصعوبات كانت كبيرة ، لكنها متوقعة ولنعود لبيت الشعر القائل «لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا» وصبرت على كثير من العقبات حتى زالت بفضل الله.
■ مثل ماذا هذه العقبات؟
ـ دعنى احتفظ بها لنفسى، لكنى بحق تناسيتها وقت أن أكرمنى الله بمن أنصفنى، وتلك نعمة كبيرة أن تجد من ينصفك.
■ الإعلامى الذى يخطو هذه الخطوات يرجح أن يكون له قدوة.. أليس كذلك؟
ـ بالطبع.. لكن ربما الغريب أن قدوتى كان زعيما سياسيا، هو الرئيس الراحل أنور السادات، عندما استمعت إلى خطابه فى الكنيست الإسرائيلى على يوتيوب، وتحديدا جملة» اجعلوا الأمل دستور عمل ونضال»، تلك الجملة كانت بمثابة الوقود الذى انطلقت بقوته وطاقته نحو هدفى الذى تحدد مبكرا.
■ كيف ترى قناة الغد وأى مستقبل ينتظرها؟
ـ قناة الغد انطلقت إلى المستقبل بالفعل بفضل فريق عملها الذى يعى الماضى جيدا، يوثق الحاضر بدقة ويقرأ المستقبل بوضوح، أضف إلى ذلك أن قناة الغد انطلقت فى وقت أدار الجمهور العربى ظهره لقنوات أخرى تاجرت بدمه وشقت بسيفها الصف العربى تنفيذا لأجندات خارجية رخيصة هدفها تحويل عالمنا العربى إلى فوضى، ناهيك عن أن الغد قناة لا تتحرش بأفكار جمهورها، فلا تهون خبرا جسيما ولا تهول آخر صغيرا. فنحن فريق عمل نتقى يوما يحاكمنا فيه الجمهور والتاريخ.
■ لكن كيف حققت المعادلة الصعبة بالجمع بين التدريس فى الجامعة وعملك مذيعا؟
 بالتحدى.. فأعظم شىء يتفوق به الإنسان على كلِ صعب هو موهبة التحدى ،ودائما أتذكر مقولة رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ونستون تشرشل عندما قال «إن المتشائم يرى الصعوبة فى كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة فى كل صعوبة.
 أضف إلى ذلك أن الجمع بين تدريس الإعلام وممارسته يحقق فائدة مزدوجة فكلاهما يخدم الآخر بتطبيق ما هو نظرى عمليا ونقل ما هو جديد فى سوق الإعلام لطلابى، انظر إلى أساتذة كليات الطب الذين يمارسون الطب فى المستشفيات ستجدهم الأمهر.
■  كيف ترى حال قنوات الفضائيات الآن؟
ـ للأسف الكثير من القنوات الفضائية مثل ضجيج بلا طحن ،ورسائلها مشوهة غير مدروسة، لكن قلة قليلة من القنوات المصرية هى التى استوعب خطورة المرحلة واحتياجاتها كتقوية الجبهة الداخلية وتوعية المواطن المصرى والارتقاء بالذوق العام الذى مات ودفن ولم يبك عليه أحد بفعل الاضطرابات التى شهدتها مصر فى 2011 وما بعدها.
■ برأيك كيف يمكن ضبط المشهد الإعلامى فى مصر؟
ـ ضبط المشهد الإعلامى يكون بعدة أمور على رأسها ألا يخاطب الجمهور عبر وسائل الإعلام سوى من يعرف تاريخ مصر وحضارتها ومشاكلها الحقيقية والتحديات التى تواجهها البلاد داخليا وخارجيا، الأمر الثانى أن يعرف الإعلاميون أن الحرية ليست مطلقة، إنما تقابلها المسئولية ،ثالثا تطبيق معايير العمل الإعلامى التى تضمن حقوق الإعلاميين والجمهور فى آن معا.
■ كيف ترى نقابة الإعلاميين؟
ـ خطوة تأخرت كثيرا، لكن أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى، فالنقابة مصدر حماية للإعلاميين. وقد تساعد فى ضبط المشهد الإعلامى.
■ التليفزيون المصرى.. كيف تراه الآن؟
ـ ماسبيرو بات هشا لكنه مظلوم، هشا لأن الكفاءات هجرته إلى القنوات الخاصة بحثا عن الأجور الأعلى وهجرا لأجور لا تليق بالعاملين فيه، ومظلوم لأنه متهم بالفشل، رغم أن أبناءه هم من حققوا نجاحات لقنوات أخرى مصرية وعربية، لكن بقاء ماسبيرو أمرا ضروريا فهو تراث من ناحية، وصوت الدولة من ناحية أخرى، وصوت الدولة لا خيارات أخرى سوى أن يكون قويا.
 ■ أحب أن نختتم حوارنا بالحديث عما تطمح إليه فى المستقبل؟
ـ أحاول صقل مهاراتى أكثر بحيث أكون مؤهلا لتقديم برنامج توك شو يتسم بالعمق والهدوء، أحاول من خلاله المساهمة فى لم شمل عالمنا العربى بالكشف عن المشكلات وتقديم حلول ناجعة لها، بالتوازى مع الإنجاز العلمى على المستوى الأكاديمى.. والله المستعان.