الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قرارات مشبوهة لـ«الرى» تهدد «الوادى الجديد»

قرارات مشبوهة لـ«الرى» تهدد «الوادى الجديد»
قرارات مشبوهة لـ«الرى» تهدد «الوادى الجديد»




الوادى الجديد – محمد محروس

تسبب قرار مديرية الرى بمحافظة الوادى الجديد الخاص بتقليص عدد ساعات عمل آبار الرى الزراعية بالقرى والمدن، فى تبوير مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية، التى كانت فى يوم من الأيام عبارة عن بساتين من النخيل ومزارع من المحاصيل المتنوعة.
يقول حسنى حامد، مزارع، من عزبة الجاجا التابعة لمركز ومدينة باريس بالوادى الجديد: إن العزبة بها أكثر 40 فدانا مزروعة بالنخيل وكان محددًا لها 6 ساعات يوميا من المياه، خاصة أن مزارع النخيل تستهلك كميات كبيرة من المياه بالإضافة إلى أن أغلب سكان العزبة لا يعملون بوظائف حكومية ويعتمدون فقط على ما تنتجه الأرض من خيرات وما يتم بيعه من محصول البلح كل عام.
ويؤكد أن الـ6 ساعات اليومية كانت بالكاد تكفى رى المساحات المنزرعة، وكنا نطالب على مدار السنوات الماضية بزيادتها، خاصة أن زمام العزبة يتكون من مساحات كبيرة من الأراضى الصحراوية غير المستغلة، مطالبا بضرورة التدخل لإنهاء تلك الأزمة التى تؤرق الأهالى.
ويشير أحمد عبدالمنعم، أحد المتضررين، إلى أن مديرية الرى قامت بعكس ذلك بعدما قلصت عدد ساعات عمل بئر المياه الوحيد فى العزبة إلى 5 ساعات ثم 4 ساعات ثم 3 ساعات ونصف الساعة، ما دفع المزارعين إلى تبوير مساحات كبيرة من الأراضى والاكتفاء فقط بتخصيص مياه الـ3 ساعات ونصف الساعة إلى رى أشجار النخيل دون الاتجاه إلى زراعة أى محاصيل كما كان فى السابق.
ويتهم مديرية الرى بالوقوف أمام مصلحة المزارعين وإفشال خطة تنمية الوادى الجديد، خاصة أن المحافظة تمثل 44% من مساحة الجمهورية وغير مستغلة، لافتا إلى أن المزارعين هم من يقومون باستصلاح الأراضى وزراعتها على نفقتهم الشخصية، لكن مديرية الرى تقف أمامهم وتتعمد إفشال خطط التنمية وتحجيمها.
ويطالب أحمد على، مزارع، وزير الري، بضرورة زيادة ساعات تشغيل آبار الرى للمزارعين، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وموسم البلح، لافتا إلى أن الوادى الجديد لا يوجد لها مصدر نيلى، والمزارعون يعتمدون فيها على المياه الجوفية والزراعة، الأمر الذى يحتم على الحكومة دعمهم.
إلى ذلك قالت سلمى مغربي، مهندسة زراعية، وواحدة من ملاك الأراضى بمنطقة عين أحمد، التى تقع شرق مدينة الخارجة: إنها ورثت وأشقاءها عن والدها مساحات كبيرة من الأراضى الصألحة للزراعة، لكن ندرة المياه جعلتها لا تستطيع زراعة سوى فدان أو اثنين بسبب شحها.
وأكدت أنها وباقى المزارعين كانوا يزرعون فى الماضى 75 فدانًا وهى مساحة جميع الأراضى فى المنطقة، مشيرة إلى أن كل مزارع له حصة واحدة أسبوعيا فى دورة المياه، حيث كانت البئر تعمل فى الماضى 12 ساعة يوميا إلا أن مصلحة الرى قامت بتخفيض ساعات العمل لــ6 فقط أى النصف التى يمكنها فقط رى 30 فدانا حاليا، ما تسبب فى تبوير أغلب أراضى المزارعين لقلة المياه.
وأشارت مغربى إلى أن مديرية الرى فى الوادى الجديد تعمل ضد المزارعين، منوهة إلى أن أراضى الواحات هى تربة رملية وليست خصبة كوادى النيل لذا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، فضلا عن أن الزراعة بها صعبة، مناشدة وزير الرى بضرورة إعادة النظر فى قرار تخفيض ساعات عمل تشغيل الآبار لأنه سيؤدى إلى بوار وتصحر أراضى الواحات، كما أنه اضر بالكثير من الأسر التى ليس لها مصدر رزق سوى الزراعة وتربية المواشى.