تفعيل المجتمع المدني !
حماد عبد الله حماد
كتب د. حماد عبدالله حماد 5 سبتمبر 2009
نحن في أشد الاحتياج في هذه الحقبة من الزمن وبكل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمر بها بلادنا ، محتاجون لتفعيل المجتمع المدني المصري ، محتاجون لدور أهم من النقابات المهنية ، محتاجون لدور بالغ الأهمية من الجامعات المصرية ومن المدارس ومن النوادي ومن التجمعات الدينية في المساجد والكنائس، نحن في أشد الإحتياج لتفعيل مجتمعنا المدني وتبصيره بالحقوق والواجبات ووضع أمل الأمة والوطن أمام الجميع علي أننا نعيش جميعاً في سلة واحدة هي مصر .
فلا يصح أبداً أن تتعكر الأمور أو أن يسود الوطن عبث أو غموض أو عدم شفافية في أي من شئون الحياة اليومية في مصر .
نحن في احتياج شديد للتنوير والالتفاف حول علم مصر ليس كما يحدث في ملاعب كرة القدم حينما يواجه فريقنا القومي فريقاً قومياً آخر ولكن العملية أكبر بكثير من لعبة كرة قدم وهزيمة أو تعادل أو حتي انتصار بهدف أو فرق هدفين، العملية أكبر بكثير ، نحن نريد الفوز بمصر ببلادنا ، نريد الفوز بالمستقبل المطمئن علي أولادنا ، نريد أن يكون في مصر سباق للتقدم في العلم وفي الفن وفي الاقتصاد وفي السياسة ، نريد أن نعود مرة أخري لريادة المنطقة ليس بالخطب وليس بالشعارات وليس بهزيمة فريق كرة قدم أمام فريق مصر، نريد أن نعود بشكل أخر ، قلعة للحرية وقلعة للاقتصاد وقلعة للفن وللأدب والشعر والموسيقي.
هذا كله يتطلب أن نُفَّعِلْ مجتمعنا المدني -يجب أن تعود النقابات المهنية لأداء دورها بعيداً عن الأيديولوجيات السياسية والدينية ، مطلوب الأفندية والبكوات العودة إلي مدرجاتهم في صفوف الجامعة تلقياً للعلم والمعرفة ويمكثون بين طلابهم في أفنية الجامعات والكليات وفي المعسكرات الصيفية وأيضاً الإسبوعية، مطلوب في المدارس أن نقف أمام علم البلاد ، نحييه وننشد نشيد مصر الوطني كل صباح .
مطلوب من السادة المحافظين أن ينسوا أنهم معينون كمكافأة نهاية خدمة وينزلوا إلي الشوارع والمدارس والميادين والأفران .
مطلوب منهم أن يديروا عجلة الحياة في الشارع المصري.
ولنحي هذا العميد الذي استشهد في الطريق الدائري وهو ينظم المرور قبل الإفطار، لقد نال الشهادة رغم أنها علي يد عابث قائد متهور لسيارة متهورة، مثل مئات الآلاف من المتهورين في الشارع المصري .
مطلوب انضباط أكثر وقسوة في تنفيذ القوانين ولا تسامح مع المتسيبين ولا الفاسدين ولا الخارجين عن القانون، هذا ما نحلم به، ولذلك يجب أن نُفَعِلْ مجتمعنا المدني فبدونه لن تستطيع أي قوة أن تعدل ميزان الحياة في مصر ويعيد لنا شباب هذا الوطن !