السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكلاب «سلاح» العاطلين لإرهاب مواطنى الإسكندرية

الكلاب «سلاح» العاطلين لإرهاب مواطنى الإسكندرية
الكلاب «سلاح» العاطلين لإرهاب مواطنى الإسكندرية




كتبت وتصوير - نسرين عبدالرحيم


انتشرت فى السنوات الأخيرة عقب ثورة يناير الكلاب الضخمة فى أيدى الشباب والفتيات الذين ينتمون للطبقة المتوسطة حيث كانت تربية الكلاب فى السابق مقتصرة على أصحاب الفيللات والقصور، بل وأخذت تلك الظاهرة فى الانتشار لتنتشر معها أنواع وأشكال غريبة من الكلاب المهجنة فهناك الكلب المهجن بذئب وهناك الكلب المهجن بدب لتصبح الكلاب تجارة فى أيدى الشباب العاطلين فهناك من يقومون بتربيتها فى بير السلم وهناك من يربيها على الأسطح ويقفون على النواصى لبيعها وأيضاً أصبح كبار السن يقتنونها فى منازلهم خوفا من السرقة أو مهاجمة اللصوص بكل الاشكال.
انتشار الكلاب فى أيدى الشباب العاطلين أصبح ظاهرة غير مبشرة وتشجع على البلطجة حيث يستطيع الشباب الذى يقوم بتربية كلاب اجتذاب الشباب المراهقين بمنطقته وبالطبع تلك الظاهرة لايمكن للأمن محاربتها لأن من يسير بكلب يكون معه رخصة بالرغم أنه مثله كمثل من يحمل سلاح أبيض لأنه من الممكن أن يرهب به الآخرين أو يرتكب أى فعل دون أن يخشى أحدا..
«روزاليوسف»، رصدت الظاهرة التى اعتبرها قديمة منذ الحرب الصليبية.
يقول الدكتور عبدالعزيز الفضالى أستاذ التاريخ بجامعة الاسكندرية إن ظاهرة تربية وتجارة الكلاب انتشرت بشكل كبير بين الشباب العاطلين الذين أصبحوا يقفون على النواصى وفى أيديهم كلاب غريبة الشكل وشرسة تنتمى لسلالات أوروبية ليست مصرية وغير متعارف عليها بين المجتمع المصرى، يقومون ببيعها ولا يقف الوضع عند هذا الحد بل تجد أن هؤلاء الشباب معظمهم يقوم بتربية الكلاب، إما بسطح منزله أو فى بير المنزل وبالطبع لا أحد من جيرانه أو أهل منطقته يستطيع أن يعترض خشية أن يتعرض لإرهابه فالجميع يختصر الطريق بتجنب هذا الشخص، أما الشباب حديثو السن فتجدهم يلتفون حول ذلك الشاب ويصادقونه انبهارا بكلابه فلا يكون هنا إرهاب ذلك الشخص مقصورا على الكلاب فقط بل على حاشيته من الشباب العاطلين بمنطقته.
وأضاف الفضالى أنه من الملاحظ أن معظم الكلاب المنتشرة فى ايدى الشباب من العاطلين من سلالات أجنبية غير متوفرة فى المجتمع المصرى بدأت تلك السلالات فى الظهور من خلال الموانئ فى الاسكندرية ودمياط وبورسعيد وأن تلك الكلاب من سلالات أجنبية معروفة بارتفاع أسعارها وارتفاع تكلفة اقتنائها ولكننا نلاحظ تواجدها فى أيدى العاطلين وأرباب السوابق مما يؤكد أن هذه الكلاب يتم تهريبها الى مدن السواحل أو الموانئ وإيصالها إلى مجموعات معينة لتوصيلها إلى الشباب سيئ السمعة وتستخدم بالطبع تلك الكلاب فى أعمال البلطجة والتهديد والاعتداء وقد تكون تلك الكلاب معالجة وراثيا لنقل أمراض معينة إلى المجتمع المصرى بالإضافة إلى تهديد السلام الاجتماعى ومن الناحية التاريخية لا يغفل التاريخ حادثة انتقال مرض الإيدز إلى البشر وقد انتقل المرض من خلال بعض أنواع القرود التى وصلت من إفريقيا إلى أوروبا وبالتالى تكون تلك الكلاب ليست أداة للبلطجة أو السطو أو إرهاب الآخرين فقط بل هى أداة أيضا لتهديد الصحة العامة ويجب على الدولة معاملة مقتنى تلك الكلاب معاملة الإرهابى فهو بحق يرهب المواطنين وقد يكون الارهاب الناتج عن استخدام الكلب اكثر خطراً من ذلك الارهاب الناتج عن استخدام السلاح النارى أو الأبيض.
كما رصدت «روزاليوسف» عددا من تلك الشباب الذين يروجون للكلاب من خلال بيعها بالشارع ومنهم الشاب زيزو كابو الذى يقف دائما فى منطقة الحضرة الجديدة وفى يده كلبان كبيران الحجم بشكل مرعب وبالرغم من أن مظهر زيزو وهيئته كانت تبدو غير مطمئنة للغاية إلا أننى اقتربت منه وتحدثت معه على أنى معجبة بالكلاب التى معه وأوهمته أننى أريد شراء كلب منه فوجدت ملامح وجهه أصبحت مستأنسة وهادئة وبدأ يترك اللجم من يده ليحدثنى عن أنواع الكلاب التى يقتنيها وأسعارها والتى تصل لبضعة آلاف وقال لى إنها موجهها بمعنى أنها تأخذ أوامرها منه!! ثم اقترب منى لينصحنى أن أشترى كلب لولو كنيش حيث قال لى «بصراحة الكلاب دى بتستخدم فى الشر لو حتربيها فى البيت يبقى عندى ليكى كلب لولو كانيش فتظاهرت أننى مقتنعة ووعدته بالاتصال به فى أقرب وقت ليحضر لى الكلب».
وفى منطقة سبورتنج وهى إحدى المناطق الراقية بالثغر لاحظت شابا يجلس على باب أحد المحلات التى يعمل بها وبيده كلب أسود كبير غريب الشكل فقتربت منه وتظاهرت أننى معجبة بالكلب وطالبت تصوير الكلاب فرحب وبدأ فى عرض أنواع الكلاب التى لديه على لشرائها وطلب منى «الواتس آب» ليرسل لى صورا وأخذ رقم هاتفى وظل يطاردنى ويلح علىَّ أن آتى لشراء الكلاب الصغيرة كما وعدته.
أما حسن فهو بائع خضروات بإحدى الأسواق بمنطقة كليوباترا قال لى ناصحا إن أفضل تجارة تلك الايام هى التجارة فى الكلاب حيث إنها منها حراسة ومنها تجلب الاموال وأن هناك كلابا يصل سعرها لـ30 ألف جنيه فقلت له ولكن من أين للشباب العاطلين بتلك الاموال التى يشترون بها الكلاب فقال تلك الكلاب بعض الشباب يقوم بسرقتها من الفيللات التى تقع بمنطقة «الكنج» ثم يتم تزويجها حيث تنجب مرتين فى العام وفى الولادة الواحدة تلد 7 كلاب وأخبرنى أن الشباب الذين يقدمون على تلك المهمة يقومون بتربية الكلاب إما فى بير سلم المسكن الذى يعيشيون فيه أو فى سطح المنزل.
أما منطقة «باكوس» وهى من المناطق الشعبية فتنتشر تلك الظاهرة به بشكل كبير خصوصا بين البلطجية فتجد شبابا سيىء السمعة يمرون وفى أيديهم كلاب تثير الذعر ولا تجد تلك الشاب العاطل يمر وحيداً وتجده يمر ومعه شلة من الشباب العاطلين الذين يجدون ضالتهم وهيبتهم فى إرهاب الناس بكلابهم التى بعضها يكون مهجنا ومهملا ويحدثنى حسن حارس عقار بتلك المنطقة أن معظم العاطلين تجدهم يمرون وبجانبهم كلاب غريبة الشكل لافتا إلى أن هؤلاء الشباب معظمهم من تجار المخدرات فهى بوابة لجميع الاشياء السيئة ولا أحد يستطيع أن يوجه شخصا معه كلب مهما فعل خشية من أن يترك كلابه تفترسه.
وفى منطقة الدخيلة يقول غريب الشيخ ناشط سياسى: تنتشر تلك الظاهرة بشكل غريب حيث أجد دائما الشباب يسيرون بالكلاب دون أدنى إحساس بالمسئولية وبطريقة بها نوع من الاستعراض وفرد العضلات والبلطجة أحيانا كثيرة ولقد شاهدت بعينى مجموعة من الشباب تقف بكلاب على الشواطئ بطريقة أفزعت المواطنين وطالبت النجدة إلا أنه لم يأت أحد.
كما يوجد بعض الشباب يقفون أمام المدارس الثانوية فى محاولة لمعاكسة الفتيات وابهارهن بالكلاب.
وذكر عمرو رأفت أنه شاهد رجلا يتشاجر مع صاحب محل فأخرج الأخير كلابا قام بإرهاب الرجل بصورة مهينة للغاية.
بينما أكدت سها تمتلك كلبا، أن تلك الظاهرة انتشرت عقب الثورة بشكل كبير حيث أصبحنا نسمع عن حوادث سرقة بل وقتل من أجل سرقة أشياء تافهة مثل أنبوبة بوتاجاز لذلك فهناك بعض كبار السن يجدون أن وجود كلب معهم فى نفس المسكن هو وسيلة لحراستهم.
وأشارت سيدة أخرى رفضت ذكر اسمها، زوجى دائما على سفر وأجلس وحدى بالمنزل وكان لى جار دائما ما يفتعل المشاكل معى ولكن عندما أصبح معى كلب فى الشقة أصبح يخشانى.
وأضافت فاطمة بائعة بسوق الجمعة إن «الولف البلجيكى جاك» بـ350 جنيها و«اللولو فرنساوى» بـ300 جنيه.