السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«بردیة إهناسیا» تكشف معاملة المسلمین لأهل البلاد التى فتحوها

«بردیة إهناسیا» تكشف معاملة المسلمین لأهل البلاد التى فتحوها
«بردیة إهناسیا» تكشف معاملة المسلمین لأهل البلاد التى فتحوها




كتب - علاء الدين ظاهر
 
 
قال الدكتور محمد عبداللطیف أستاذ الآثار الإسلامیة والقبطیة بجامعة المنصورة ورئیس قطاع الآثار الإسلامیة والقبطیة سابقا إن البردى ظل مستخدما فى مصر بعد دخول الإسلام لمدة أربعة قرون كاملة حتى القرن 4هـ/10 م، إلى أن اكتشفت صناعة الورق، ولهذا وصل إلینا آلاف البردیات العربیة التى كُتبت نصوصها باللغة العربیة، وبعد دخول العرب المسلمین إلى مصر واستقرارهم بها، لم یغيروا النظام السائد واستعملوا البردى أیضا فى مراسلاتهم وشئونهم الخاصة فى وقت مبكر من دخول مصر.
وكشف عبداللطيف لـ«روز اليوسف» اليومية دليلا على ما سبق، مشيرا إلى أن «بردیة إهناسیا» الشهيرة هى اقدم وثیقة بردیة إسلامیة وتعود لعهد الخلیفة الراشد عمر بن الخطاب، وهى محفوظة حالیا فى مجموعة الأرشیدوق راینر فى فيینا بالنمسا ومؤرخة فى شهر جمادى الأولى عام 22 هـ/ 642م، وتاریخها یشیر إلى معاصرتها للسنوات الأولى لفتح العرب، ویلاحظ أنها مكتوبة بلغتین الأولى وهى العلویة باللغة الیونانیة والثانیة لغة عربیة.
وتابع: هذه البردية تتحدث عن أن القائد عبدالله بن جابر أحد قادة المسلمین قام بإعطاء أهل الذمة ایصالا باستلام أغنام لإطعام جنوده، وهى توضح أنه لم یكن ظالما أو متعسفا وذلك لان عبدالله بن جابر تعهد بأن تخصم هذه الأغنام من الجزیة المقررة على الأقباط فى الإقلیم التى مرت به، وهذا یدل على سماحة الإسلام والمسلمین فى التعامل مع أهل البلاد التى فتحوها ویرد على بعض الادعاءات عن سوء معاملة المسلمین لأهل البلاد التى فتحوها.
وتابع: أظهرت الأوراق البردیة تسامح المسلمین مع أهل الذمة المسیحیین والیهود، حیث تركوا لهم كنائسهم وأدیرتهم وصوامعهم دون ادنى أذى بل حرصوا على حمایتهم، كما دلت الأوراق البردیة العربیة التى ترجع إلى عصر الولاة  الأمویین والعباسیین على عدم تدخل الإدارة المالیة للدولة الإسلامیة فى أعمال أهل الذمة.