الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«النجار»: نستعين بخبراء نفسيين للتعامل مع الإرهابيين

«النجار»: نستعين بخبراء نفسيين للتعامل مع الإرهابيين
«النجار»: نستعين بخبراء نفسيين للتعامل مع الإرهابيين




حوار - عمر حسن


■ من أين جاءت فكرة إنشاء مركز الأوقاف لمكافحة الإرهاب؟
- الفكرة فرضت نفسها فى ظل الظروف المعاصرة الوطنية والدولية، ومن منطلق رفض الإسلام للإرهاب، الذى يخالف جميع الشرائع والقوانين، وعليه يجب أن يصل صوت الإسلام الوسطى إلى جميع أنحاء العالم؛ لفضح تلك الدعاوى التى تروج للقتل والتخريب، وبيان أن تلك الأمور لا تمت للإسلام بصلة، وأنه منها براء،  بل إن جميع الأديان لا تقر بتلك الأعمال التخريبية والإجرامية، الموجهة توجيهًا عشوائيًا لمن لا ذنب لهم فى أى صراع دينى أو سياسى.
■ ما خطتك التى تهدف إلى تطبيقها بعد توليك هذا المنصب؟
- بداية أفكر فى إنشاء فروع للمركز بجميع محافظات الجمهورية، بحيث تُستثمر كل الجهود للاستفادة من أصحاب الفكر المستنير داخل مصر، وتوظيفهم بشكل فعّال لتحقيق أهداف المركز.
■ ما أول قضية ستركز عليها؟
- تصحيح الفكر والرد على الدعاوى التى تظهر على الساحة الآن فى إطار الترويج للارهاب ومحاولة تفنيدها، وإقناع الناس أنها باطلة، ولا يجوز الانسياق وراءها.
■ ما الفرق بين مركز الأوقاف لمكافحة الارهاب ومرصد الأزهر؟
- الهدف واحد لكن الآلية مختلفة، فنحن سنركز على البشر والمواجهة الفكرية، ولن تقتصر تلك المواجهة على الكتب فقط، وإنما سنعقد ندوات ولقاءات منظمة لقطاعات مختلفة من الناس، نحاول من خلالها إشعاة الفكر الوسطى الذى يفضح الإرهاب، مع العلم أننا نعمل جميعًا تحت مظلة الأزهر الشريف، لأنه المؤسسة المكلفة بحكم الدستور بالإشراف على كل ما هو متصل بعلوم الإسلام، والتى من بينها محاربة الإرهاب بجميع أشكاله.
■ هل سيكون التركيز على الارهاب الداخلى فقط أم الداخلى والخارجى معًا؟
- الارهاب لا وطن له ولا دين، ولكن بشكل عام سنركز على فئة الشباب واستقطابهم، وتوجيه طاقاتهم لمكافحة الارهاب، وبالطبع سأكون مهمومًا بتفنيد أباطيل الجماعات التكفيرية داخل سيناء على وجه الخصوص.
■ كيف ستخاطب الشباب؟
- سأخاطبهم بنفس الأسلوب الذى يليق بالمرحلة العمرية التى يمرون بها، والتى من سماتها استثارة القوى الروحية والبدنية، واستشراف المستقبل فى عقولهم، حيث يتخرج الشاب فى الجامعة ويكون مهمومًا بمستقبله العملى والحياتى، وقد يصل إلى سن الـ 40 دون الحصول على وظيفة ثابتة، مما يثير فى نفسه الأحزان والإحباط، ومهمتنا أن نأخذ بأيدى الشباب خارج دائرة الإحباط، التى هى منطقة مفخخة وخصبة لاستقبال الفكر الإرهابى، ونقول لهم إن وطنكم يحتاج إليكم، ولن ينهض إلا بسواعد الشباب، مثلما نهضت كبرى الدول، ولعل الشباب مهتم دائمًا بقضية مستقبل الوطن.
■ هل ترى أن الشباب عانوا من التهميش؟
-.. عانوا كثيرًا فى المرحلة السابقة من تاريخنا الوطنى، وتم حجبهم عن المشاركة فى الشأن العام لفترة طويلة، لذا فمن حقهم أن يأخذوا دورهم، ويكونوا فى الطليعة، وأن يتقلدوا أرقى المناصب فى هذا البلد، فتلك مرحلة عطاء فى عمرهم، ويجب توظيفها لخدمة الصالح العام، بدلًا من تركها فريسة فى أيدى أصحاب الفكر المتطرف.
■ برأيك كيف تنجح الجماعات الإرهابية فى تجنيد الشباب؟
- يركزون على البعد الاجتماعى واستخدام الأموال للتجنيد، حيث إنهم أقاموا مشروعات صغيرة للشباب، وفى سبيل ذلك طالبوهم بتكليفات، كالنزول فى مظاهرات مخربة، أو الاشتراك فى عمل إرهابى.
■ هل الإغراء الفكرى أم المادى أكثر تأثيرًا على الشباب؟
- الإغراء المادى أولًا، لأن قليلًا من ينساق وراء الجماعات الإرهابية وهم فى حالة اجتماعية ومادية ميسورة، خاصة داخل الدول العربية، ومن ينساق منهم يكون فى حالة نفسية سيئة ومهيأة لاستقبال الفكر المتطرف، وقد تثير المناصب أطماعهم أيضًا، بإيهامهم أن العنف هو الحل لتغيير الحكومة والإطاحة بمؤسسات الدولة.
■ هل يعنى ذلك أنكم ستستعينون بخبراء نفسيين فى عمل المركز؟
- بالطبع سنستعين بهم، لأن الارهابى شخص غير سوى، تخلى عن فطرة التمسك بالحياة، التى فطر الله الناس عليها، فهل تتخيل أن يقوم أحدهم بقتل نفسه بدعوى دخول الجنة ويصبح ذلك شخصًا سويًا؟.. حتى العجوز السوى حينما يسير فى الشارع ويتحسس قدوم سيارة عليه يهرع من أمامها كالشاب فى ريعان العمر، فهذه هى الفطرة السليمة.
الذين يريدون أن يفقدوا دنياهم ويتركوها لغيرهم لا يسيرون على هدى الإسلام، الذى أمرنا أن نعمر الأرض عملًا بقول الله تعالى: «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها..».
■ من أين استلهم أصحاب الفكر المتطرف هذه الفلفسة؟
- من الكتب التى تؤلف عن بداية النهاية وعذاب القبر والشجاع الأقرع، والزهد فى الدنيا، وأقول لهم: «هل نترك الدنيا لأعدائنا فيسحبوا بساطها من تحت أرجلنا ونستجديهم طعامنا وشرابنا؟»، أصحاب تلك الكتب يتناسون أنهم بذلك يصرفون الناس عن العمل للدنيا.
■ برأيك هل يمكن توظيف الفن لمكافحة الإرهاب؟
- طبعا.. لكنه يجب أن يستهدف ما تستهدفه الدعوة إلى القيم والأخلاق، ويغرس الفضيلة، ويروج للمبادئ التى نتحدث عنها، ويحارب الرذيلة، وكذلك الثقافة يجب أن تُهيئ لقبول الحكم الشرعي، فمثلًا «ختان الإناث»، لا يوجد به دليل فى الشرع وفقا لما قاله الفقهاء، ومع ذلك تجد أبناء بعض الثقافات التى تؤمن بختان الإناث يختلقون الأدلة، ويلوون عنق الآيات لإثبات أنه شىء ضرورى.
قضايا أخرى
■ ما تعليقك على بيان هيئة كبار العلماء فيما يتعلق برفض إلغاء الطلاق الشفوى خاصة أن البعض يحاول من خلاله إحداث الوقيعة بين الرئاسة والأزهر؟
- بالطبع أوافق على البيان.. أما عن الوقيعة فهى ليست بمحاولة جديدة من قبل المغرضين، وإنما هى مخطط يستهدف البعض تحقيقه بعد 30 يونيو، ليس بين الرئاسة والأزهر فقط، وإنما بين الرئاسة وباقى مؤسسات الدولة، وأنا أؤكد لك أن كل عالم من علماء الأزهر يُكن الاحترام لرئيس الدولة الذى أنقذ مصر والأزهر من أن يكون لترويج مبادئ تنافى الدين.
وعلماء الأزهر الشريف ليست لهم مآرب خاصة من وراء هذا البيان، فالموضوع فقهى بحت، والرئيس لا يهدف إلى مهاجمة الأزهر أو إحراجه، ولا يقبل أن يكون هناك حكم شرعى مخالف للاجتهاد، وإنما ينبهنا إلى قضية خطيرة، ويطالبنا بعلاجها، باعتباره ولى الأمر، وحرصًا منه على مصلحة ضحايا الطلاق وهم الأبناء.
■ إذن ما الحل للحد من نسب الطلاق العالية فى مصر؟
- تصحيح النظرة الخاطئة عن الزواج، فالبعض يعتبره وسيلة للحصول على مكاسب مادية، ومركزًا معيشيًا مرموقًا، ومظهرًا اجتماعيًا، ويتناسون أن عقد الزواج وسيلة للمحافظة على الأجيال القادمة، لا لتضييعها.
■ برأيك هل نجحت الخطبة الموحدة فى جنى ثمارها؟
- نعم نجحت وأؤيد استمرارها، لأننا فى حاجة الآن إلى توحيد الهدف والفكر والموضوع حول قضية أسبوعية، بدلًا من أن تتشتت الاهتمامات.
■ كيف ترى دور الاعلام الدينى اليوم؟
- الاعلام الدينى معظمه يركز على الإثارة دون الموضوعية وتوصيل المعلومة الصحيحة للمشاهد.
■ هل يمكن استغلال مواقع التواصل الاجتماعى فى تجديد الخطاب الدينى؟
نعم.. شرط وجود رقابة تمكننا من محاسبة أصحاب السٌباب والساخرين من الآراء الفقهية، فهذه الأمور تعيب مواقع التواصل الاجتماعى.