الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جبل الحلال.. معركة الحسم

جبل الحلال.. معركة الحسم
جبل الحلال.. معركة الحسم




 أحمد عبدالعظيم  يكتب:

جاهزين يا رجالة.. جاهزين يا أفندم.. صيحات لا تنقطع على أرض سيناء..صيحات يرددها أبطالنا من رجال الجيش والشرطة ليل نهار.. واضعين أمامهم هدفاً واحداً.. تطهير تلك البقعة الغالية من أرض الوطن من كل إرهابى أو تكفيرى أو عميل يريد بـ«مصر» السوء.
«جاهزين يا فندم».. رد وحيد الذى يخرج من القلب أو العقل عندما تصدر الأوامر لاى بطل من أبطالنا للمشاركة فى حملة أو مطاردة للإرهاب.. يرددها دون تفكير..ويحمل سلاحه على كتفه.. ويضع نسخة من «وصيته» بين ملابسه والنسخة الأخرى مع زميله العائد توا من مهمة مطاردة مجموعة إرهابية كانت تختبئ بأحد الدروب الجبلية... يفعل ذلك بوجه مبتسم وقلب راضٍ متمنيا الشهادة فى سبيل بلده.
«جاهزين يا فندم».. الصيحة التى لم تنقطع يوما.. تتعالى وبشكل غير مسبوق فى تلك اللحظات.. صيحة تزلزل «جبل الحلال».. الجبل الذى ظن الارهابيون أنه حصنهم المنيع والملجأ الذى يضمن لهم استمرارهم لتهديد الامن القومى المصرى من خلال ضمانهم بقاء الوضع مشتعلا فى سيناء.. صيحة تخرج من قلوب واثقة انها ستكون معركة «الحسم» - إن شاء الله - ضد الاهاب الذى انهك سيناء طوال 6 سنوات مضت.
منذ انتصار المصريين فى حرب اكتوبر 1973 وما تلاها من مفاوضات وحتى استرداد أرض سيناء كاملة.. لم تشهد تلك الارض حربا ضارية كما شهدتها منذ عام 2011.. هذا العام ومع اندلاع الايام الاولى لثورة 25 يناير.. ظن المتربصون بهذا الوطن.. أنه اصبح مستباحا.. وأن مؤسسات الدولة اصبحت هى والارض سواء.. وللاسف كانت بعض ظنون اعداء مصر عند محلها فقد انهارت بعض المؤسسات بالفعل.. ولكن لم تدم فرحة من أراد بالدولة سوء طويلا.. فأهم مؤسسات الدولة والحصن الحصين كانت صامدة وقوية كعادتها.. إنها قواتنا المسلحة التى لا تزال حافظة لمقدرات الشعب ومحافظة على أراضيه.
أكثر من 6 سنوات وقواتنا المسلحة ورجال الشرطة لا يواجهون تشكيلات ومجموعات إرهابية فى ربوع شمال سيناء، ولكن يواجهون مخططات دولية متكاملة الاركان لا تريد سوى أن تجعل سيناء «دولة داخل الدولة».. دولة قادتها من كبار التكفيريين والعملاء للخارج.
سقط عشرات الشهداء ومئات المصابين من أبطالنا على أرض سيناء الطاهرة لكن كان الهدف واضح.. هو الحفاظ على هيبة الدولة وفرض السيطرة التامة..وهو ما تم بالفعل وتم تجفيف 98% من بؤر الإرهاب، وغلق أبواب الدعم الممثلة فى الأنفاق الرابطة بين سيناء وغزة.. تم تصفية أغلب رؤوس قادة الإرهابيين والباقون فروا مذعورين... أصبحت المعركة فى سيناء قاصرة على منطقة محدودة للغاية واقعة بين الشيخ زويد ورفح.. فرضت قواتنا فى السيطرة عليها ايضا بعد معارك ليست سهلة.
جبل الحلال.. إنه الجبل الذى حاول فلول ما تبقى من الإرهابيين اللجوء إليه وظنه أنه سيحميهم كما عودتهم من نار جهنم الذى يصبه رجالنا على رءوسهم.. لم يتوقعوا أبدا أن القوات ستواصل المطاردة والثأر والاصرار على قطع دابرهم حتى النهاية ليحسموا المعركة بلا رجعة بتطهير الجبل نهائيا ليكون فعلا جبل الحلال «اسماً على ما يسمى» ويتم تخليصه من دنس التكفيريين.
وبحجم يقينى وثقتى فى حسم أبطالنا للمعركة ودحر الإرهاب بلا رجعة.. وهى ثقة نابعة ما لمسته وألمسه دوما من روح معنوية وعقيدة راسخة يتسلح بها رجالنا فى الجيش.. بحجم ثقتى أن الارهاب ومن وراءه مصاب بالهوس والجنون وانه سوف يلجأ لافعال اشد خسة وندالة.. أفعال لا يمارسه سوى «اللى بيطلع فى الروح» مثلما يفعل حاليا من محاولة لإرهاب الإخوة الأقباط فى سيناء.. فى محاولة من التكفيريين لتخفيف الضغط عما يحدث معهم فى جبل الحلال ونقل المعركة الى اكثر من ميدان.. ولكن وبأحكام التاريخ..لم ينتصر الإرهاب يوما على عزيمة المصريين.. ولم تفلح اى محاولة لتفتيت أو شق النسيج الوطنى.
تحية لأبطالنا.. تحية لكل جندى وضابط...تحية لرجال يسطرون صفحة جديدة فى تاريخ شرف الوطن.. تحية لكل قبطى ومسلم يدركون حجم التحديات ولا يسقطون فريسة ادعاءات أعداء الدولة.. قريبا سنحتفل بتحرير سيناء نهائيا من الإرهاب لتبدأ مرحلة جديدة من التنمية..تنمية تستحقها تلك البقعة الطيبة ويستحقها أهلها الشرفاء.