الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طفل «الشروق» المعذب صدمة لواقع الأسرة المصرية

طفل «الشروق» المعذب صدمة لواقع الأسرة المصرية
طفل «الشروق» المعذب صدمة لواقع الأسرة المصرية




كتب - حازم هدهد

أصبحت الأسرة جسد تنهشه الصراعات الأسرية ويهدد مصيرها التفكك فكم من أطفال دفعوا من حياتهم ثمنا لرغبة أحد طرفى الأسرة فى الانتقام من الآخر، فلم يعد التعذيب على يد زوجة الأب هو آخر درجات الانتقام التى قد يتعرض لها أبناء الأسرة المفككة بل تخطى ذلك بمراحل، فكم من آباء وأمهات أذاقوا أطفالهم العذاب تشفيا فى الطرف الآخر ليصبح الأطفال هم وحدهم من يدفعون الثمن بلا شريك.
وحول نصوص القانون التى تجرم تعذيب الطفل قالت الاستاذة سحر أبو العباس المحامية بالاستئناف،ان تعذيب الطفل مجرم فى مصر وفقا لقانونين أولهما نصوص قانون العقوبات التى نصت على التعذيب بشكل عام كما جرم وفقا لقانون الطفل رقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ حيث نص على تشديد العقوبة فى حالة التعذيب حتى لو تعرض له من قبل احد الوالدين.
وتابعت أبوالعباس أن هناك عددًا من مواد قانون الطفل لم تطبق بعد فهناك تعديل تشريعى مازال قيد النظر لإقرار اقصى عقوبة تصل الى الاعدام فى حالة وفاة الطفل نتيجة التعذيب من قبل أحد والديه.. وفى اطار متصل قال الاستاذ اكرم محمود المحامى بالاستئناف، ان التعذيب وفقا لتعريفه فى القانون المصرى هو تدمير النفس والحط من كرامتها فيفقد المعذب ثقته فى نفسه وفى القانون الذى يحميه وفيما يخص الطفل تشمل ثلاثة انواع هى الاعتداء الجنسى أو الجسدى أو سوء المعاملة أو الاهمال ووفقا للمادة ١٢٦ من قانون العقوبات فجريمة التعذيب هى استخدام القسوة واركانها استظهار وقوع التعدى على المجنى عليه وعقوبتها السجن المشدد وفى حالة وفاة الضحيةتوصف بالقتل العمد.
ومن ناحية أخرى قال الدكتور وليد هندى، استشارى الطب النفسي، انه على الرغم من أن المادة ٣٧ من اتفاقية حقوق الطفل تجرم ممارسات العنف ضد الطفل والتى أيدها قانون العقوبات المصرى فى مواده.
وفصل هندى اشكال العنف ضد الطفل والتى أبرزها العنف من قبل الوالدين والتى تشمل العنف العاطفى أو المعنوى أو البدنى أو الاهمال أو سوء المعاملة، وقد أثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية التى اجراها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية فى مصر ان ٩٠٪ من الاطفال حتى سن ٥ سنوات يضربون من قبل الابناء٣مرات اسبوعيا و٦٠٪. من الآباء يضربون أبناءهم بالصفع على الوجه و اليد ومؤخرة الجسم  و٢٠٪.  يقومون بحمل الطفل من اطرافه ودفعه بعنف   و١٥٪. من الآباء يستخدمون العصا فى تأديب الطفل  و١٠٪ من الاباء يقذفون أبناءه بشئ ما.
وتابع، هذا حال اطفالنا فى الاسرة الواحدة فما بالنا فى حالة الاسرة المفككة فمن الطبيعى ان يزداد الامر سوءا وهو ما حدث فى واقعة الطفل «آسر امجد» فبدلا من ان يكون الانفصال بين الزوجين وفقا للمعاناة بينهما يصبح فصلا جديدا من المعاناة للاطفال حيث يترتب عليها العديد من الأمراض النفسية والاجتماعية التى تعيش معه طوال حياته اقلها «انخفاض مفهومه نحو ذاته» والعزلة الاجتماعية ونقص الانتباه وكثيرا ما يصابون بالتبول اللا ارادى اذا ما كانوا فى السنين الاولى من اعمارهم واذا كانوا فى اعمار متقدمة يصبحون سهلى الانقياد مما يجعلهم عرضة للاستغلال وعرضة للادمان والانحراف.
واكمل، انه على طرفى العلاقة ادراك ان الابناء هما غاية ومنتهى العلاقة الزوجية مما يستوجب حسن التعامل معهم فالضرب والتعذيب ليس هو الاسلوب الامثل للتأديب لن يقومه بل سيعلمه سلوك العصيان والعنف حيث يترسخ فى وجدانه انه من الطبيعى أن يستخدم القوى قوته ضد الضعيف، مما يولد للمجتمع شخصية ميالة للعنف قد تصل بصاحبها الى الشخصية السيكوباتية، ناهيك عن الآثار البدنية التى قد تنجم عن الاعتداء تصل فى بعضها الى وفاة الطفل.. وألمح هندى، الى أن منظمة اليونيسيف أقرت واعتبرت ان الضرب والعنف ضد الطفل جريمة تستوجب العقاب كما ان دراسة اجتماعية حديثة اثبتت أن الضرب على مؤخرة جسم الطفل أثبتت ان الضرب على مؤخرة جسم الطفل قد يولد لديه شعورا باللذة مما يؤدى الى اصابته بالشذوذ فيما بعد، من هنا وجب التنويه الى خطورة الضرب والاعتداء عى نفسية وجسد الطفل واهمية مراعاة الآباء للاساليب التربوية فى مسألة الثواب والعقاب.