الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فقط فى «المنيا».. المقابر للبيع.. وجثث الموتى «هدية»

فقط فى «المنيا».. المقابر للبيع.. وجثث الموتى «هدية»
فقط فى «المنيا».. المقابر للبيع.. وجثث الموتى «هدية»




المنيا - علا الحينى


بالفعل.. الموتى فى دار الحق.. ونحن فى دار الباطل، لكن موت الضمير وانعدام الأخلاق والإهمال وعدم تحمل المسئولية، وراء محاولات قذرة تنافى الإنسانية والشريعة والأديان السماوية، يمارسها أشخاص غير سوية، هدفهم الوحيد تحقيق الثراء السريع، على حساب جثث الأموات، من خلال بيعها وبيع المقابر أكثر من مرة دون وجه حق.
فمن الممكن أن تباع جثث الأموات لطلبة كلية الطب، وذلك لإجراء دراسات والتطبيق عمليا عليها، لكن من الصعب والمستحيل أن تلقى بعظامهم ورفاتهم على الرمال لبيع مقابرهم لأكثر من شخص، وذلك وسط صمت رهيب من المسئولين والجهات الرقابية.
شكاوى عديدة رصدتها «روزاليوسف» فى تحقيقها حول تجارة المقابر، وتعرض عدد من المواطنين لعمليات نصب بشراء مقابر خاصة بأفراد آخرين.
فمنذ أكثر من 20 عاما لم تطرح محافظة المنيا أية مساحات أخرى للجبانات «الموتى» لبيعها للأفراد بعد تخصيصها وتقسيمها، الأمر الذى أدى إلى وقوع العديد من عمليات النصب والسرقة فى عدد كبير من المقابر دون أدنى مسئولية، إلى جانب الأسعار الجنونية لها.
هناء فتحي، كاتبة صحفية، تؤكد، أن أسرتها فوجئت أثناء ذهابهم لزيارة والدها بقيام حارس المقابر بصحبة أحد الأشخاص بإزالة اللافتة الخاصة بهم بشارع 17 فى زاوية سلطان ومحاولتهما رفع عظام والدهما المتوفى استعدادا لبيع الجبانة مرة أخري، وبعد توسلات ورجاء الحارس بعدم الإبلاغ عنهما وأنهما سيقومان بإعادة كل شيء لأصله مرة أخري، وحماية الجبانة من عمليات السمسرة التى تقع عليها، منوها إلى أن حراس الجبانات يتابعون المقابر التى تقل عليها الزيارة ويقومون ببيعها لأكثر من شخص.
أما محمد عثمان، طبيب، فيقول: إنه وجد الجبانة الخاصة بأسرته بقرية جبل الطير شرق النيل بمركز سمالوط التى قام بشرائها للعائلة أثناء المرور عليها تم ضمها لجبانة مجاورة وقام المعتدى بعمل سور عليها وبعد قيامه بإجراء محضر رسمى وجد أن حارس المقابر باعها للجار وحصل على قيمة بيعها وبعد محاولات وجلسات عدة عادت لنا الجبانة.
مقابر «الشيخ سيد» كما يطلقون عليها بمركز سمالوط، حالها فى وضع يرثى له، فالمقابر رغم قربها من المدينة فهى جبانات وسط الزراعات إلا أنها تعانى من الظلام الدامس والسرقات المتتالية، علاوة على أنها مقابر أقبل عليها أغلب سكان المدينة بعد الحوادث المتكررة للمعديات عند نقل الموتى لمقابر شرق النيل.
ولعل الحادث الأخير الذى وقع بمعدية سمالوط أثناء تشييع جثمان متوفية، التى راح ضحيتها 22 شخصا، كان وراء الإقبال على مقابر الشيخ سيد، لكن تتعرض تلك المقابر بصورة مستمرة لسرقة الأبواب الحديدية على الأحواش، بل ولم تسلم مقابر الموتى من سرقة الأبواب الرئيسية فقط.
وتلفت وفاء دكروري، أحد أبناء المنيا، إلى أن السرقة لم تكن فى الأبواب الرئيسية فحسب، بينما طالت أيضا الأبواب الصغيرة التى تغلق على المتوفى نفسه، مشيرة إلى أن الجميع يؤكد أن عمليات البيع المتعددة التى تتم على الجبانة كلها عمليات دون أوراق بخلاف الجبانات القديمة التى تم الحصول عليها من خلال التخصيص من قبل مجالس المدن.
من جانبه وأثناء البحث حول المشكلة أكد لنا مسئول رفض ذكر اسمه، أن حماية المقابر بالفعل هى مسئولية مجالس المدن أو الوحدات القرية التى تقع تحت ولايتها تلك المساحات المخصصة للجبانات، وكانت آخر مقابر طرحت بمدينة المنيا هى مقابر الزاوية الجديدة والقديمة والمقابر الموجودة بمنطقة جنوب الصفا وهى جبانات المسلمين والأقباط معا.
وإذا كان الأحياء قد تعدوا على الأراضى الزراعية من أجل إيجاد مسكن، فلم يجد الأموات سوى الأراضى الزراعية ليبنوا لأنفسهم منزلا لدار الحق، خاصة الجبانات بالقرى التى تندر فيها مساحات أو أراضى أملاك دولة لتخصيصها للمقابر، ويجد البعض أنها تجارة رائجة، لعدم وجود أراض بديلة.
وخلال البحث عن أسباب انتشار تلك الظاهرة، توجهنا إلى مدينة المنيا لالتقاء رئيس المدينة، وبعدها التقينا مجدى نصر، نائب رئيس المدينة، الذى انفعل معنا فى الحديث عن هذا الموضوع قائلا: «لا يوجد عندى كلام فى هذا الشأن، والجبانات حمايتها مسئولية أصحابها، ونحن غير مسئولين عنها».