الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نبيلة عبيد: أكتب مذكراتى لتتعلم الأجيال الجديدة من أخطائى

نبيلة عبيد: أكتب مذكراتى لتتعلم الأجيال الجديدة من أخطائى
نبيلة عبيد: أكتب مذكراتى لتتعلم الأجيال الجديدة من أخطائى




 حوار - سهير عبدالحميد -  وأمير عبدالنبى

«الندم كلمة ملغية من قاموس حياتى» بهذه الكلمات لخصت الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد السر فى المكانة التى وصلت إليها عبر تاريخ السينما المصرية حيث ظلت عبر مشوارها نموذجا للفنانة المهمومة بقضايا بلدها حتى لو جاء ذلك على حساب حياتها الخاصة مؤكدة أن الفن أعطاها الكثير من شهرة ومال لكن الأهم بالنسبة لها كان حب الناس وبرغم أن الدولة لم تعطها التكريم الذى تستحقه لكن هذا الأمر لا يشغل تفكيرها وترى أن هذا سيأتى فى الوقت المناسب
بين الفن والحياة تحدثت نجمة مصر الاولى نبيلة عبيد فى حوارها لـ«روزاليوسف»:

■ كيف استقبلتِ خبر تكريمكِ من مهرجان شرم الشيخ؟
- التكريم دائما يكون مهما لأى فنان لأنه تتويج لكل الأعمال التى قدمها عبر مشواره وبالنسبة لمهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية وهذه أول دورة له وأول مهرجان للسينما يقام فى هذه المدينة الساحرة لذلك سعدت جدا بالتكريم فيه.
■ وما رأيك فى إقامة المهرجان هذا العام فى شرم الشيخ بدلاً من الأقصر؟
- شىء عظيم لأن الأجانب يعشقون شرم الشيخ والهدف الرئيسى من المهرجان هو تنشيط السياحة فى هذه المنطقة وعودتها كما كانت فى الماضى، وأنا على المستوى الشخصى أعشق شرم الشيخ لأننى قمت بتصوير أكثر من عمل سينمائى هناك مثل «الآخر» و«قصاقيص العشاق» و«الغرقانة» وأنا فى قمة السعادة لتنشيط هذه المنطقة مرة أخرى من خلال المهرجان بشكل ثقافى.
■ اختيارك لفيلمى «الراقصة والسياسي» و«لايزال التحقيق مستمر» ليكون ضمن تكريمك فى المهرجان مرتبط بذكريات مع هاذين العملين .حدثينا عنهما؟
- بالنسبة لفيلم «الراقصة والسياسى» فهو حالة فنية فريدة بإجماع الآراء وكان استثناء فى كل عناصره وعندما خيرت بين أفلامى لم أستطع أن أتجاوز هذا الفيلم الذى اعتبره من أهم ما قدمت والجمهور يحبه جداً أما «لا يزال التحقيق مستمر» فهو عزيز على جدا لأن إحسان عبدالقدوس هو الذى اختاره لى وقال لى الفيلم ده هيعمل منك ممثلة كويسة جدا.
■ وإلى أين وصل مشروع مذكراتك؟
- لم أبدأ فى كتابتها بعد فهى مازالت قيد التحضير حيث تسببت بعض الظروف الخاصة بى فى تعطيل مشروعات فنية بالنسبة لى منها المذكرات وأنا أريد التركيز فيها.
■ ما سبب تفكيرك فى كتابة مذكراتك؟
- لأنى لدى أشياء كثيرة فى حياتى من الممكن أن تفيد الأجيال الجديدة خاصة الصعوبات التى واجهتنى فى مشوارى وليس بالضرورة أن تكون أحداثا سيئة فمثلا هناك أخطاء وقعت فيها ولا أريد فنانين غيرى يقعون فيها وهناك أسرار اكشفها لأول مرة.
■ هل نعتبر أن المذكرات بداية لتقديم سيرتك الذاتية فى عمل فنى؟
- هذا الأمر مرفوض تماما من واقع التجارب التى رأيتها بعينى ولم تستطع أن تقدم حياة الشخصيات التى تناولتهم بشكل يشجعنى أن أقدم مشوارى فى عمل فنى وأوصيت أسرتى بعدم تقديم حياتى على الشاشة.
■ وكيف رأيت عودة شريهان للفن؟
- سعيدة جدا بعودتها وأتذكر فى احتفالية عودتها عندما رأتنى أوقفت كلمتها وقالت امى وحضنتنى وشعرت إلى أى مدى هذا الحضن صادق خاصة أنها كانت وحشانى جدا ومكانها خال ولم يستطع أن يملاؤه أحد وهى صادقة فى حبها للفن.
■ وماذا تتابعين من خلال القنوات الفضائية؟
- دائما أتابع المسلسلات بعد رمضان وعجبنى مسلسل «جراند أوتيل» المصرى أكثر من النسخة الأجنبية أيضا هناك تجربة الدراما المشتركة «سورية مصرية لبنانية» عجبتنى جدا لأن بها جودة عالية فى كل شيء كما أتابع الدراما التركية رغم خلافاتنا مع تركيا مثل مسلسل» لعبة القدر».
■ هل تؤيدين تقديم الجانب القبيح من المجتمع على شاشة السينما؟
- ليس خطأ ويحدث فى كل العالم لكن يجب أن يكون مقننا وفى المقابل تكون هناك نوعيات أخرى من السينما.
■ بعض المنتجين يقدم نوعية من الأفلام المقاولات بحجة الجمهور عايز كده.. كيف ترين هذا الأمر؟
- رأيى أنها فترة وهتعدى والسينما مرت بهذه الفترات كثيراً من قبل، وفى الفترة الحالية الأذواق اختلفت لأن الجمهور اتغير وصناع السينما حالياً يقدمون للجمهور الأعمال التى تناسب ذوقهم ولكن هذا خطأ فأنا دائماً أقول إن السينما لابد أن تقدم أعمالا ترتقى بذوق الجمهور لأنها نوع من أهم أنواع الثقافة وبالتالى فلابد من الدولة ان تتدخل ويكون لها دور فى هذا الأمر.
■ هل لفت انتباهك عمل سينمائى معين خلال الفترة الماضية؟
- أنا من عشاق الذهاب للسينما فى حفلة منتصف الليل ودائماً ما أتردد عليها لكن خلال الفترة الماضية كنت خارج مصر ولم أستطع مشاهدة أعمال كثيرة، ولكن شاهدت فيلم «يوم للستات» للفنانة إلهام شاهين وأعجبنى الفيلم جداً كما أننى أريد ان أتوجه لإلهام بالشكر لأنها تحاول أن تحافظ على صناعة السينما وتنتج فى ظل هذه الظروف الصعبة.
■ وما رأيك فى قيام الرقابة بوضع تصنيف عمرى فى الأفلام؟
- أنا مع فكرة وجود رقابة قلباً وقالباً لأنها تشاهد الأعمال وتصنفها جيداً للأعمار المناسبة لها حتى لا يوجد عمل يخدش حياء أحد يشاهده فى سن معين وبذلك فهى تحافظ على الأجيال القادمة.
■ انتشرت فى الفترة الأخيرة تحويل الأعمال السينمائية القديمة الى أعمال درامية فما رأيك فى ذلك؟
- تابعت مسلسل «العار» والحقيقة أنه نجح جداً ولكن ليس نجاح الفيلم بالطبع لأن الوقت اختلف وأنا لست ضد هذه الفكرة على الاطلاق.
■ منذ عام 2012 اختفيتى تماماً خلال هذه الفترة لم تفكرى فى العودة مرة أخرى؟
- عندما أجد عملا متميزا ودورا جيدا لا أتردد اطلاقا سأقدمه على الفور دون تفكير والحمد لله لدى تاريخ فنى وعدد كبير من الأعمال التى أتشرف بها وبالتالى فلا يمكن أن أقدم أى عمل من أجل التواجد فقط حافظاً على تاريخى.
■ هل عرض عليك أعمال خلال هذه الفترة وتم رفضها؟
- بعد انتهاء برنامج «نجمة العرب» التى رأست لجنة تحكيمه قصدت الابتعاد طوال هذه الفترة لأن البرنامج أخذ وقتا وجهدا كبيرا وكان لابد أن أخذ فترة راحة والحمد لله البرنامج نجح بشكل كبير جداً وأؤكد لك مرة أخرى أننى لا يمكن أن أقدم عملا من أجل التواجد فقط.
■ قاطعتها قائلاً.. وهل يوجد لديكى أى مشاريع خلال الفترة المقبلة؟
- بالفعل يوجد لدى أحد المشاريع الفنية والتى سأعود من خلالها مرة أخرى ولكن لم أتحدث عن تفاصيلها حالياً وسأعلن عنها فى الوقت المناسب وبنسبة كبيرة ستكون من إنتاجى.
■ قدمت أعمالا كثيرة عن قضايا المرأة فى أفلامك فهل ترى أن السينما أعطت للمرأة حقها فى الوقت الراهن؟
- أكثر فترة أخذت المرأة فيها حقها من السينما كانت فترة تواجدى أنا ونادية الجندى وقدمنا أعمالا كثيرة خدمت قضايا المرأة وأعطتها حقها لكن هذه الفترة لا يوجد نهائياً.
■ وما السبب من وجهة نظركِ فى إختفاء البطولات النسائية من السينما؟
- كل وقت تحكمه ظروف معينة فمثلا على أيامنا كان هناك أدباء عظماء يكتبوا للسينما لكنهم غادروا عالمنا وفى النهاية الموضوع الذى يقدم هو الحكم فمستحيل أن تكون قصة بطلها رجل وتقدمه فنانة وفى الوقت الذى قدمت فيه البطولات والقضايا النسائية كانت الشخصية النسائية هى التى تقود العمل بالكامل والآن الوقت اختلف تماما.
■ هل قصرت الدولة فى تكريمك؟
- لا تستطيعى أن تقولى ذلك لأن كل فنان يحصل على حقه فى وقته وإذا كان هناك تكريم من الدولة فى وقت ما أنا منتظراه عندما يحين الوقت أو يصيبنى الدور أو يجدوا أن تقدير مشوارى حان وقته.
■ أعطيت عمرك للفن .فهل ندمت على هذا القرار؟
- لم أندم أننى أعطيت الفن حياتى لأنى أخذت منه الكثير من شهرة لمال وحب الناس وطول الوقت كان هو محور حياتى لذلك أرفع القبعة للجيل الحالى لأنه استطاع أن يحقق المعادلة وهى الجمع بين الفن وتكوين أسرة فى الوقت الذى لم نستطع أنا وفنانات كثيرات من جيلى أن يحققن هذه المعادلة.
■ وكيف استطاعت تعويض إحساس الأمومة؟
- بالعطف والحنان على المقربين وأسرتى وأصدقائى وعلى المرضى فأكثر شيء يؤلمنى هو أنى أرى شخصا مريضا.
■ وما حقيقة قيامك بتبنى طفل؟
- قرار التبنى يراودنى منذ فترة طويلة لكنه تكفل طفل أكثر منه تبنى لأن ظروفى لن تمكنى من الاعتناء بطفل فى بيتى.
■ وأخيرا ماذا عن الحب فى حياة نبيلة عبيد؟
- تضحك قائلة: دائما الحب مشروع مؤجل فى حياتى طالما مشغولة بأشياء أخرى وعموما لا أستطيع أن أعيش بدون حب وتقدير الناس ولا يزال الحب مستمرا وموصولاً بينى وبينهم.